IMLebanon

غرفة الشمال استضافت ندوة طرابلس عاصمة لصناعة المعرفة

CCIAT-TripoliChamber
نظمت الجمعية “اللبنانية للانماء الريفي” بالتعاون مع المنطقة الإقتصادية الخاصة في طرابلس وغرفة طرابلس ولبنان الشمالي، ندوة بعنوان “طرابلس عاصمة لصناعة المعرفة والعمل عن بعد”، تناولت شروحات تتعلق بعلاقات التكامل ما بين “الإنماء” و”إقتصاد المعرفة” في قاعة مؤتمرات غرفة طرابلس والشمال، في حضور الوزيرة السابقة رئيسة المنطقة الاقتصادية الخاصة ريا الحسن، ورئيس الغرفة توفيق دبوسي، ومستشار الرئيس سعد الحريري في الشمال عبد الغني كبارة، ورئيس جمعية تجار محافظة عكار إبراهيم الضهر، وعضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى محمد مراد، ومنسق عام “تيار المستقبل” في عكار سامر حدارة، ورئيس إتحاد ارباب العمل عبدالله المير، وعضو الإتحاد أحمد منير كبة، ونقيب أصحاب مصانع النجارة والتنجيد والمفروشات عبد الجواد شرف الدين، وناشطين في الجمعيات الأهلية والمدنية من مختلف مناطق الشمال، لا سيما في محافظة عكار.

بداية الندوة، أوضحت الحسن “المراحل التي قطعتها الخطوة الأولى من ورشة الردميات المتعلقة بمشروع إطلاق المنطقة الإقتصادية الخاصة”، لافتة إلى أن “البيئة المحيطة بموقع مشروع المنطقة، يجب أن يأتي منسجما مع الخصائص البيئية التي تنص عليها قوانين المنطقة الاقتصادية، وأن ما يثير القلق هو “مكب النفايات” الذي تعاني منه المدينة، والذي يجاور جغرافيا المنطقة الاقتصادية، وأن من الأهمية الحيوية، أن يتم إيجاد الحلول السريعة، لهذا المكب ومفاعيله الضارة بالبيئة، وإلا نكون قد واجهنا مشكلة علينا لا نواجهها كمنطقة إقتصادية في الأساس”.

وأثنت على “الدور الذي تقوم به الجمعية اللبنانية لإنماء المناطق الريفية”، مشيرة إلى “أهمية التشبيك مع هذه الجمعية التي تواكب العصر في تقنيات التواصل المتطورة والمبتكرة، وأن محافظة عكار كما طرابلس وكل المناطق الشمالية، تختزن الكثير من الطاقات والموارد البشرية والإقتصادية التي يجب أن تستثمر بإتجاه الإنماء الإجتماعي والنهوض الإقتصادي”.

وأكدت “الجهوزية الكاملة للتعاضد والتعاون والشراكة بين كافة مكونات القطاعين العام والخاص بهدف العمل معا على إنجاح مشاريع الإستثمار والتنمية المستدامة”.

من جهته، إستهل دبوسي كلمته بالقول: “يسعدني أن أرحب بكم جميعا، وألفتكم منذ البداية، أن الجهات الدولية والمؤسسات المتخصصة لا سيما البنك الدولي وغيره من تلك الجهات، تتجه في المرحلة الراهنة، الى الإهتمام بطرابلس ولبنان الشمالي، رغم الظروف المحيطة بمنطقتنا والوقوف على تطلعاتنا وأمنياتنا بنجاح مشاريعنا، وأعتقد أن هذا التوجه لم يكن في أي وقت من الأوقات إعتباطيا، وإنما يدل عن مدى معرفة تلك الجهات بما تحتضنه مدينتنا ومنطقتنا من مشاريع إقتصادية وإستثمارية واعدة، وأنا في هذا السياق لا أريد أن أضيف الى ما سبقتني اليه الحسن، بشأن المنطقة الإقتصادية الخاصة، وما تشهده في المرحلة الأولية، من ردم لمساحات شاسعة تساعدها على تحقيق إنطلاقاتها”.

وأضاف: “ان هذه الجهات الدولية المهتمة، تدرس ملفاتها بشكل جيد، وعلى ضوء مقارباتها ودراساتها تتنبه الى أن هذه المنطقة من لبنان هي إستراتيجية، وتلعب دورا هاما في المرحلة المقبلة على المستويين اللبناني والعربي وحتى الدولي، وما علينا إلا أن نتلقف تلك المبادرات ونعرف كيف نتعامل معها بايجابية، من مختلف مواقعنا، وبالتالي، الإعتماد على دور المجتمع المدني، الذي نعتبره الشريك الأساسي في مقاربته لمواطن القوة التي تتمتع بها مرافقنا الإقتصادية، ونعول الكثير على آرائه البناءة، التي تستند على المعرفة والعلم، ونتعاون على النهوض بطرابلس والشمال، الأغنياء بقدراتهما ومواردهما البشرية، ونجاحاتهما، ليس على المستوى الوطني وحسب، وإنما على إمتداد بلدان الإنتشار في العالم، وفي مدينتنا ومنطقتنا أناس قياديين، يسجلون النجاحات تلو الأخرى، سواء أكان ذلك بسبب إمكانياتهم الشخصية وقدراتهم على البذل والعطاء لمجتمعهم ووطنهم”.

وتابع: “صحيح أن المرحلة مليئة بكل أنواع الصعوبات، وسيأتي الوقت الذي تنتهي به تلك الصعوبات، لأن طرابلس كما نؤكد في كل حين، هي رافعة الإقتصاد الوطني”، مضيفا: “شاركت في استقبال السفير الفرنسي في دارة مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، وقد تأخرت عن أكون بينكم في بداية هذه المناسبة، التي نحتضنها في غرفة طرابلس والشمال، وسرني ما شاهدته من حركة ازدحام لحركة السير في شوارع المدينة، وأتمنى من خلال هذه الرمزية أن تزدحم طاقاتنا لتتداخل ببعضها البعض، في جو من التناغم والتفاهم والبناء، وأن نكون جميعنا سعداء في التطلع الى ما نود تحقيقه من خير عام من خلال تعاضدنا وتعاوننا، من مختلف مواقعنا، لتبقى مدينتنا ومنطقتنا، محور لبنان، ونعطي أفضل وأحسن وأجمل ما عندنا، بإيمان عميق بالشراكة الوطنية، والإنشداد الى عالمنا العربي، الذي يواجه من ظروف قاسية، وأن تاريخ الأمم يذكر كثيرا عن مختلف شعوب الأرض أنها تعرضت لأزمات وكبوات مشابهة، ومرت وتمر بظروف مماثلة من الصعوبة، ولكن بعد كل الصعوبات، لا بد من الوصول الى بر الأمان ونتخطى هذه المرحلة، بإتجاه الإزدهار والتقدم والعمران”.

وقال: “أعود الى المنطقة الإقتصادية الخاصة وكانت الفكرة بداية، بأن تكون مرتكزاتها وقطاعاتها متوزعة، ما بين مطار “القليعات”، مطار الشهيد رينه معوض، ومعرض رشيد كرامي الدولي، إلى أن بلغنا المرحلة الراهنة، ونجد على رأس هيئة مجلس إدارتها، شخصية لبنانية، هي الرئيسة ريا الحسن، التي تلعب دورا مميزا، رغم أن بداية تسلمها لمهامها، كانت شبيهة بالمغامرة، ومليئة بالتحدي، الى أن إنطلقت المرحلة الأولى من أعمال التهيئة وتتحقق الردميات وتتسهل الأمور المالية والإدارية، ونحن جميعنا نقف الى جانبها، ويشاركنا في هذا الخيار والتوجه والمسيرة، مستشار الرئيس سعد الحريري عبد الغني كبارة، حيث نمتلك جميعنا مشاعر مشتركة من التفاؤل وما علينا سوى الإمساك بملفاتنا الإنمائية بعلمية ودراية”.

وخلص دبوسي: “لا بد لي في المناسبة، أن أتوجه بشكري الخاص، الى رئيس الجمعية اللبنانية للانماء الريفي جان موسى، الحامل الدائم لهموم طرابلس والشمال، الذي أتاح لنا من خلال مناسبته العلمية التخصصية المرتكزة على المعرفة والعلم والتي تختزن الكثير من الأفكار الرائدة في مجال “إقتصاد المعرفة والتواصل عن بعد” ليتحفنا بما لديه من أفكار وخبرات متقدمة في هذا المجال، رغم أنه شخصية ناجحة، سجلت نجاحاتها، في بلدان الإنتشار، ولكنه إختار العودة الى وطنه، لانه يؤمن بتسويق أفكاره وترويجها، دون قيود أو حدود، لأن إقتصاد المعرفة من أهم مميزاته، أنه يتخطى الحدود، وأن العالم من خلال وسائل الإتصالات يصبح في متناول اليد، وطبعا ضمن الوسائل المسموح بها، وإن شخصيات لبنانية وطنية أمثال موسى، مثار إعجابنا وتقديرنا وأنها نموذج فذ للغنى الذي تمتلكه طرابلس والشمال وبشكل خاص محافظة عكار، والتي تشكل في مجموعها قيمة مضافة في التركيبة اللبنانية، والتي تلعب دورا مؤكدا على مستوى العالم العربي، وأن غرفة طرابلس تبقى حاضنة لكل المناسبات الهادفة الى الإبتكار والإنماء والنمو والإزدهار والتقدم في كل المجالات”.

ثم كانت مداخلة موسى، حيث سلط الضوء على الدور الذي “تلعبه الجمعية اللبنانية لإنماء المناطق الريفية والوسائل التقنية المتطورة والمبتكرة المساعدة على إستخدام مرتكزات “إقتصاد المعرفة” و”التواصل عن بعد” في توفير فرص عمل لعدد غير قليل من الشباب والشابات لا سيما في منطقة وادي خالد”، مضيفا: “ان من اهم ميزات “إقتصاد المعرفة”، أنه يلاشي الحدود بين البلدان ويفسح المجالات أمام كل أنواع الاستثمار الأجنبي المباشر، ويأخذ بعين الإعتبار التغير التكنولوجي السريع وانخفاض تكاليف النقل والاتصالات، الذي جعل من الأوفر اقتصاديا إجراء تكامل بين العمليات المتباعدة جغرافيا ونقل المنتجات والمكونات عبر أرجاء العالم بحثا عن الكفاءة، وانه ومن خلال خبراته المتقدمة في هذا المجال، اكتشف المنافسة المتزايدة التي الزمت عددا كبيرا من الشركات على توسل طرق جديدة لزيادة كفاءتها، بما في ذلك استخدام أسواق جديدة وتغيير أماكن أنشطة إنتاجية معينة لتقليل التكاليف”.

وخلص موسى الى التأكيد من خلال مقارنات عقدها بين إستخدام الوسائل المتقدمة لإقتصاد المعرفة على نطاق العالم العربي ولبنان، “أن لبنان وخصوصا عكار على موعد واعد بسبب ما تختزنه من طاقات تمتلك كل مقومات الإنخراط في إقتصاد العصر ومتطلباته وتحدياته”، شاكرا الحاضرين والجهات المتعاونة لاسيما “دبوسي الذي فتح لنا قلبه وصدره لعرض أفكارنا البناءة، والتي نرى فيها سلاحا للابتكار والحداثة تواجه فيه مواردنا البشرية الشابة مستقبلا نريده نهضويا وإنمائيا لعكار وطرابلس والشمال وكل لبنان”.