IMLebanon

هل يؤمن “حزب الله” النصاب بعد إنتفاء مبررات التعطيل؟

election-presidentielle-parlement-libanais

ذكرت الوكالة “المركزية” أنّ خطوة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع المتمثلة بترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون للرئاسة لم تترك مجالا للشك في أن قوى 14 آذار تخلت عن طموحها الرئاسي بالكامل لمصلحة فريق 8 آذار بعدما اسقطت ورقة ترشيح جعجع من خلال مبادرة “التسوية الباريسية” التي تولى الرئيس سعد الحريري تسويقها محلياً بعدما حظيت بمباركة خارجية وقبول ايراني من فريق الاعتدال الذي يمثله الرئيس حسن روحاني، ورمت تاليا الكرة الرئاسية في ملعب الثامن من آذار وتحديدا “حزب الله”، بحيث بات المرشحان من هذا الفريق الاول يدعمه جعجع والثاني الحريري وقوى اخرى من 14 آذار.

وتقول اوساط سياسية مراقبة لـ”المركزية” انّ مبادرتي 14 آذار الرئاسيتين ستضعان “حزب الله” في موقف بالغ الاحراج لجهة ضرورة تأمين النصاب القانوني للجلسة الانتخابية المقبلة التي حدد الرئيس نبيه بري موعدها في 8 شباط المقبل، اذ من غير المنطقي، بعدما انتفت كل مبررات عدم المشاركة في الجلسات الانتخابية وسحبت كل الذرائع التي وقف خلفها حتى الساعة، وتوافرت كل العناصر لانتخاب احد مرشحين من فريقه السياسي، ألا يعمد الى توفير النصاب القانوني للجلسة لانتخاب رئيس. فهل ان الحزب سيقدم على هذه الخطوة المرتبطة كما يعلم الجميع بمعطيات اقليمية لم تتوافر حتى الساعة لاعطاء الضوء الاخضر لانتخاب رئيس في لبنان ؟ أم انه سيعمد الى خيارات أخرى لا يعلمها أحد،علماً انّ هامشها ضاق الى الحد الاقصى، وبات لزاما على 8 آذار عموما ان تحسم أمرها رئاسيا بعدما حسمته قوى 14 آذار وتبادر الى تأمين النصاب الانتخابي في الجلسة المقبلة من دون أي تأخير، ففي مطلق الاحوال المرشحان المتنافسان من 8 آذار . وهل ان الحزب ما زال قادرا على ايجاد ما يبرر استمرار تعطيله الانتخابات الرئاسية ؟ فالمسيحيون كما تمنى الرئيس بري حددوا خيارهم وتوافقوا على العماد عون بعدما تباركوا من بكركي، و14 اذار قدمت على طبق من فضة الرئاسة لمرشحَين من 8 اذار، وهذا أقصى ما يمكن ان تفعله، فماذا بعد؟ الجواب رهن الساعات المقبلة التي يفترض ان يحدد فيها حزب الله موقفه مما جرى والارجح في بيان كتلة الوفاء للمقاومة بعد ظهر الخميس المقبل، الا اذا! وفي معلومات مستقاة من مصادر دبلوماسية في باريس، فان فرنسا تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين ولا تفضل مرشحا على آخر وجلّ ما يمكن ان تفعله هو توفير ظروف الانتخابات من خلال السعي الى تثبيت الاستقرار وتقديم المساعدات اللازمة للبنان لمواجهة الاعباء الضخمة الملقاة على عاتقه.

وتشير مصادر المعلومات الى انّ الرئيس فرنسوا هولاند الذي يستقبل الرئيس الايراني حسن روحاني الاسبوع المقبل لن يطرح معه ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني، خلافا لكل التوقعات، وسيكتفي بالطلب اليه المحافظة على الاستقرار في لبنان، حتى متى توافرت ظروف انتخاب الرئيس تكون الساحة مهيأة امنيا وسياسيا للخطوة.

وتعزو المصادر عدم اثارة هولاند ملف الاستحقاق تحديدا الى علمه المسبق بأنّ الكلمة الفصل في الملف ليست ملك روحاني الذي تبيّن انّه بعدما وافق على “التسوية” الشهيرة ووعد الفرنسيين بتمريرها لم يتمكن من الايفاء بوعده لانّ القرار في هذا الشأن في يد المتشددين وجناح الحرس الثوري.