علّق مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لفيسبوك وأحد مؤسسيه، قائلاً: “من الأفضل تشجيع الطالبات على المثابرة للتفوق في الدراسة الأكاديمية، كي يصبحن مخترعات ناجحات في المستقبل”. وانتشر التعليق على نطاق واسع، وحصل على 30 ألف إعجاب في الموقع. كما حظي أيضاً بالإشادة والمديح من وسائل الإعلام، لكونه يدعم النساء ويشجعهن على الانخراط في المهن التكنولوجية.
لكن معلومات التوظيف في الشركات التكنولوجية تظهر بأنه ليس من السهل على النساء أن يصبحن زوكربيرغ المستقبل، بل ليس من السهل عليهن العمل في شركته؛ إذ تشغل النساء أقل من ربع الوظائف والمناصب القيادية في فيسبوك، وفقاً لتقرير التنوع الصادر في يونيو/ حزيران 2015. وهذا لا يقتصر على النوع الاجتماعي فقط، بل على الأعراق والأصول أيضاً؛ فالسود وذوي الأصول الإسبانية ممن يشغلون حيزاً ضئيلاً في الشركة يمثلون النسبة الأقل مقارنة بغيرهم.
بينما يشغل الموظفون البيض والآسيويون حيزاً كبيراً في الوظائف التكنولوجية، ويشكلون 91% من موظفي شركة فيسبوك في أميركا. كما يمثل الموظفون من أصول إسبانية نسبة 4% والسود نسبة 2% فقط. وبالإضافة إلى ذلك، فإن نحو ثلاثة أرباع الموظفين الذين يشغلون مناصب في مستويات عالية هم من البيض.
وللإنصاف، فإن فيسبوك ليست الشركة الوحيدة التي تعاني من مشكلة في التنوع، فالنساء في غوغل لا تتجاوز نسبتهن 30% من مجموع الموظفين أيضاً، كما أن 91% من موظفي الشركة هم من الآسيويين أو البيض، وفقاً لتقرير التنوع لعام 2015.
وقد تعرضت الشركتان لانتقادات حادة لانعدام التنوع بين موظفيها في السنوات الأخيرة، بالرغم من أنهما وعدا بتعزيز جهودهما الرامية إلى توظيف المزيد من الأقليات.
وصرحت ماكسين ويليامز، المسؤولة عن التنوع في فيسبوك، لمجلة (Wired Magazine) في يونيو/ حزيران 2015، بأنها إلى جانب موظفيها يعملون على برنامج تدريبي للطلاب الجدد في الجامعات، سيما من الفئات المهمشة. ويستهدفون النساء في إعلانات الشركة عن برامج علوم الحاسوب، كما أنهم يبحثون في الجامعات عن الطلبة السود لتوظيفهم، ضمن العديد من الإجراءات الأخرى.
لكن التغيير في فيسبوك وغيرها ما زال بطيئاً، إذ ارتفع عدد الموظفات عالمياً بنسبة 1% فقط، ولم يكن هناك تغيير في نسبة الموظفين إلا لدى فئة البيض وغير الآسيويين في أمريكا بين عامي 2014 و2015.