يسعى الاتحاد الأوروبي منذ نشوب الأزمة الأوكرانية للإقدام على خطوات من شأنها تقليل الاعتماد على الغاز الروسي، غير أنّ صادرات شركة «غاز بروم» الروسية من الغاز الطبيعي في تزايد مستمر إلى دول القارة.
وأوضحت الشركة الروسية في بيان صدر مؤخرا أنّ صادراتها من الغاز الطبيعي إلى دول الاتحاد الأوروبي زادت بنسبة 8 في المئة خلال عام 2015، مقارنة بعام 2014، لتصل كمية الغاز المُصدّرة خلال العام الفائت إلى 159.4 مليار متر مكعب. وأكّد خبير الطاقة ماركو جيولي، الباحث في مركز دراسات السياسة الأوروبية (EPC)، أنّ العلاقات التجارية القائمة بين شركة «غاز بروم» الروسية والاتحاد الأوروبي تغيرت، رغم استمرار هيمنة الشركة الروسية على أسواق الغاز الأوروبية.
وأشار جيولي إلى تزايد الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المُسال، لافتاً إلى أنّ الاتحاد الأوروبي عمل على تطوير التشريعات والهيكل التنظيمي الداخلي له في هذا الخصوص، الأمر الذي سيدفع بشركة «غاز بروم» الروسية إلى زيادة المنافسة في أسواق الغاز الأوروبية.
كما أوضح الخبير أنّ دول الاتحاد الأوروبي تقوم بتقييم أمن طاقتها، وفقاً لمصالحها القومية، وذلك طبقاً لما جرى في تقييم مشروع «نورد ستريم2» (أي السيل الشمالي2) الذي يهدف لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا، عبر خط أنابيب في قاع بحر البلطيق. من جانبه أفاد جان جوجيسكا، المتحدث باسم مركز شركاء الطاقة في أوروبا الوسطى، أنّ الاتحاد بحاجة ماسة إلى الوحدة والثقة المتبادلة، كي يتمكن من تعزيز مقاومة أسواقه وزيادة القدرة التنافسية لهذه الأسواق.ونوّه جوجيسكا إلى أنّ أسواق الطاقة في أوروبا الوسطى انعزلت عن أسواق دول أوروبا الغربية، الأمر الذي أدى إلى تعرض أسواق الوسطى لأضرار الاحتكار فيما يخص بإمداد الغاز.
وشدد المتحدث باسم مركز شركاء الطاقة في دول أوروبا الوسطى على ضرورة تطوير دول الاتحاد الأوروبي لخطوط أنابيب نقل الغاز بين شمال القارة وجنوبها، كي تسنح لهذه الدول توحيد البنى التحتية في مجال الغاز والكهرباء والنفط، في المناطق الممتدة من بحر البلطيق إلى بحر الأدرياتيكي.
يذكر انه بحسب الوثيقة الاستراتيجية لأمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي فإنّ أكثر من نصف الطاقة المُستهلكة في دول القارة يتم استيرادها من الخارج، فالاتحاد يستورد 90 في المئة من النفط الخام من الخارج، فيما يقوم بشراء 66 في المئة من الغاز الطبيعي المُستهلك داخلياً من مصادر خارجية.
وضمن مساعي الاتحاد الأوروبي لتخفيف الاعتماد على الخارج لسد احتياجاته من الطاقة، فإنّ زيادة مصادر الطاقة وتوليد الطاقة المتجددة تستحوذان على أهمية بالغة في هذا الصدد.
غير ان هذا لم يتحقق. فقد أعلنت شركة «غاز بروم» استمرارها في زيادة ضخ الغاز الطبيعي إلى دول القارة الأوروبية، حيث قامت ببيع 45.3 مليار متر مكعب من الغاز لألمانيا وحدها خلال العام الفائت، بزيادة وصلت إلى 17.1 في المئة، مقارنة بعام 2014.
كما رفعت الشركة الروسية صادراتها خلال العام الماضي إلى إيطاليا بنسبة 12.6 في المئة، وإلى فرنسا بنسبة 36.8 فغي المئة، وإلى المملكة المتحدة بنسبة 10.2 في المئة، وإلى النمسا بنسبة 11.5 في المئة.