الفونس ديب
كشف وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ»المستقبل» عن توجه لدى وزارة الاقتصاد بزيادة وزن ربطة الخبز 50 غراماً ليصبح 1000 غرام، مشيراً الى انه سيتخذ هذا القرار اليوم بمشاركة المعنيين في قطاع الخبز، لا سيما نقابات أصحاب الافران.
ولفت حكيم الى ان «الاجتماع اليوم مع اتحاد نقابات الافران سيناقش الدراسة التي وضعتها وزارة الاقتصاد حول تكلفة انتاج الخبز، والتي أظهرت انخفاضاً، لا سيما في ما يتعلق بالمحروقات التي تشكل نسبة 10 في المئة من تكلفة الانتاج، وهذا ما يسمح بزيادة وزن الربطة«.
وفي هذا الاطار، أكدت مصادر خبيرة بالقطاع لـ»المستقبل»، ان كل عناصر انتاج ربطة الخبز انخفضت بشكل كبير منذ اقرار زيادة وزن الربطة في العام 2015 من 900 غرام الى 950 غراماً.
واوضحت المصادر، انه «بالاضافة الى سعر المحروقات الذي هبط كثيراً، فقد انخفض سعر طن الطحين من 590 الف ليرة الى ما بين 520 الفاً و530 الفاً. وكذلك انخفض سعر طن السكر من 600 دولار الى 500 دولار، فيما انخفض سعر النايلون هو الآخر بشكل كبير».
وبالنسبة لليد العاملة، أكدت المصادر انه «في ظل منافسة العمال السورييين لليد العاملة اللبنانية، فان تكلفة هذا العنصر يمكن التأكيد انه في اسوأ الاحوال لم يطرأ عليها أي تغيير، هذا إذا ما اعتبرنا ان الافران التزمت بقرار وزير العمل القاضي بعدم استخدام أيد عاملة اجنبية».
وقالت: «انطلاقاً من الانخفاضات القوية الحاصلة على مستوى كل عناصر الانتاج من دون استثناء، فانه يجب زيادة وزن الربطة 100 غرام على الأقل، لكن من الواضح ان الوزير حكيم يتعامل مع الموضوع بعقلانية وبهدوء كي لا يحدث اي اشكالات معينة مع اي طرف من الاطراف، وفي الوقت نفسه زيادة وزن الربطة ولو 50 غراماً لتحقق مكاسب للمواطنين«.
وتحدث حكيم لـ»المستقبل» عن الهدف من الاجتماع الذي سيعقده اليوم مع اتحاد نقابات الافران في مقر وزارة الاقتصاد والتجارة، فقال: «ان هذا الاجتماع سيخصص لمناقشة الدراسة التي اعدتها الوزارة حول تسعيرة ربطة الخبز، خصوصا بعد الانخفاضات الحاصلة في أكثر من مكون من عناصر انتاج الربطة«.
واشار حكيم إلى ان الوزارة وبالاتفاق مع اتحاد نقابات اصحاب الافران كانت قد زادت في العام 2015 وزن ربطة الخبز 50 غراماً، من 900 غرام الى 950 غراماً. واوضح انه «حينها أكدنا ان الوزارة ستضع دراسة لتكلفة انتاج ربطة الخبز في لبنان، واليوم انهينا هذه الدراسة وسنقوم بعرضها على اصحاب الافران لاتخاذ القرار المناسب».
وقال حكيم: «ان انخفاض سعر النفط بهذا الشكل الحاد يؤثر على تكلفة انتاج الخبز النهائي بشكل ايجابي»، لافتا الى ان هناك اربعة عناصر انتاج اساسية للخبز ومنها المحروقات، وحصتها 10 في المئة من كامل تكلفة الانتاج.
واعلن حكيم انه بناء للدارسة، هناك امكانية لزيادة وزن ربطة الخبز 50 غراماً، وهذا ما سنعمل عليه خلال الايام المقبلة مع المعنيين بالقطاع اي اصحاب الافران واصحاب المطاحن، لأن الوصول الى هذه القرار يتطلب الاتفاق مع المعنيين بالقطاع«.
وقال: «من هنا طلبنا عقد الاجتماع معهم للتشاور والوقوف على رأيهم، أخذاً في الاعتبار الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر فيها البلد والمواطنين«.
وأكد حكيم انه تشاور مع اصحاب الافران واصحاب المطاحن حول هذا الموضوع. وقال: «لقد ابدوا تفهماً لهذا التوجه».
ولفت الى ان اقرار زيادة وزن ربطة الخبز سيؤدي الى زيادة وزنها لتصبح 1000 غرام، و«هذا أمر إيجابي جداً بالنسبة للمواطن، الذي ينتظر اي صدمة ايجابية في هذه المرحلة السوداء التي نرى انعكاساتها السلبية اليومية على أكثر من مستوى».
وقال حكيم: «مع كل ايجابيتي الا انني لا استطيع ان اعطي نظرة مغايرة لصعوبة الوضعين الاجتماعي والاقتصادي».
واضاف: «صحيح اننا في حالة من الصمود الاقتصادي الايجابي، لكن الصراع السياسي الداخلي له تداعيات كبيرة على الاقتصاد الوطني. وفي كل الاحوال لا يمكن للبلد ان يكمل على هذا النحو».
وحذر حكيم من «اننا سنصل الى مرحلة تأزيم كاملة، خصوصاً مع التغييرات الاقتصادية والمالية التي تشهدها دول تعتبر مصدراً أساسياً للتحويلات اللبنانية ولعمل مئات آلاف اللبنانيين».