IMLebanon

“حزب الله” يحدّد مصير عون!

hezbollah-flag

 

اعتبرت أوساط بارزة في 14 آذار لصحيفة “النهار” أن موقف “حزب الله” سيحدد مصير معركة الانتخابات الرئاسية. فإذا ما أراد أن يصل حليفه العماد عون الى قصر بعبدا، فسيعمد الى الطلب من حليفه الآخر النائب فرنجية الانسحاب من السباق الرئاسي. إما إذا إكتفى بدعم لفظي لعون وإنعقدت جلسة الانتخابات فسيكون الفوز من نصيب فرنجية الذي يرجح ان يحظى بتأييد 70 نائباً ينتمون الى “المستقبل” والرئيس بري و”اللقاء الديموقراطي” والمستقلين. إما إذا فضّل ألا تجرى الانتخابات، فسيبرر ذلك بعدم رغبته في خسارة حليف لمصلحة آخر.

صحيفة “الأخبار” كتبت أن “حزب الله” بدأ مسعى لإقناع النائب سليمان فرنجية بالتراجع عن ترشّحه للانتخابات الرئاسية، ودعم ترشيح العماد ميشال عون. المسعى يبدو مفتاحاً رئيسياً من مفاتيح الاستحقاق الرئاسي.

وتُذكّر مصادر قريبة من الجنرال عون بمواقف فرنجية التي قالها علناً، وتلك التي عبّر عنها أمام كلّ من عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والوزير جبران باسيل، لناحية تأكيده الاستعداد لترشيح عون في حال كانت للأخير فرصة للوصول إلى قصر بعبدا، “ولو لم تتجاوز هذه الفرصة عتبة الواحد في المئة”.

وتؤكد المصادر العونية أن فرنجية قال لباسيل إنه مستعد لدعم الجنرال عندما يحوز الأخير ترشيحاً من جعجع. وليل أمس، كانت لافتة الإيجابية التي تحدّث بها عون عن فرنجية، إذ قال “لا أزال أنظر إليه كأنه ابني، وأنا مستعد لتغطيته حيث يمكنني ذلك”.

وفي حال تمكّن الحزب من إقناع حليفه الشمالي، سيكون تيار المستقبل محرجاً أمام مشهد التأييد المسيحي العارم لعون، وهو الإحراج الذي أمكن تلمّسه أمس من بيان كتلة المستقبل الذي تحاشى توجيه أي إشارة سلبية إلى خطوة جعجع، بل رحّب بما سمّاه “المصالحة” بين القوات والتيار الوطني الحر.

وبحسب مصادر قريبة من دائر القرار في المستقبل، فإن الأخير لن يجرؤ على الوقوف في وجه غالبية مسيحية واضحة باتت تؤيد عون، ولا سيما أن هذه الغالبية ستتمدّد في الأيام المقبلة، سواء في تحركات شعبية، أو في موقف الكنيسة الذي سيتظهّر أكثر، في ظل إعلان المطران بولس صياح أمس أن بكركي ترحّب بما جرى في معراب، وأنها تؤيد أي تقارب مسيحي ـ مسيحي.

وتشير مصادر في تكتل التغيير والإصلاح إلى أن حزب الكتائب الذي لم يُعلن موقفه بعد سيكون محرجاً أيضاً. فهو لا يستطيع، بحسابات منطقية، الوقوف في وجه “المحدلة” الثنائية الجديدة التي أعلنت عن نفسها من معراب أول من أمس. وإذا بقي خارج هذه الثنائية، فإن قوانين الانتخابات التي يتمسّك بها حليفه تيار المستقبل ستهدّد كرسي النائب سامي الجميّل نفسه في المتن الشمالي.

في المقابل، تسأل مصادر سياسية “وسطية” عمّا يمكن حزب الله أن يعطيه لفرنجية، في مقابل تخلّي الأخير عن ترشّحه. وتلفت المصادر إلى صعوبة اقتناع النائب الشمالي بوعد من الامين العام لحزب الله ومن الرئيس السوري بشار الأسد بأن يكون “وصيف عون” ومرشحاً وحيداً لقوى 8 آذار للرئاسة بعد 6 سنوات، لسببين: الاول، عدم قدرة أيّ كان على الرهان على الأوضاع السياسية والامنية المحلية والإقليمية بعد 6 سنوات، فيما يحمل رئيس تيار المردة في جيبه دعماً حالياً للوصول إلى بعبدا من الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط وموافقة سعودية وأميركية وفرنسية. أما السبب الثاني، فهو أن مشهد معراب أول من أمس كان يقول بوضوح إن جعجع هو “وصيف عون”.

وأمام حزب الله مهمة أخرى، تبدو شاقة أكثر، وهي إقناع الرئيس نبيه بري بتأييد وصول حليف حليفه إلى كرسي الرئاسة الأولى. لكن هذه المهمة تصبح يسيرة إذا ما تخلى فرنجية نفسه عن الترشح.

January 20, 2016 08:47 AM