Site icon IMLebanon

من هما “الداعشيان” اللذان وقعا بيد الأمن العام؟

security

 

كتبت لينا فخر الدين في صحيفة “السفير”:

اعترافات أمير «داعش» الشرعي في عين الحلوة.. وتوأمه: استهداف الضاحية في عاشوراء.. وأسامة سعد والجيش

منذ 10 أيّام، وقع بيد المديريّة العامّة للأمن العام «داعشيان» كانا يحاولان الانضمام إلى التنظيم والانتقال إلى سوريا.

الطرابلسي محمّد م. ليس جديداً على هذا «الكار»، بل تنقّل من تنظيم «القاعدة» إلى «جند الشّام» فـ «جبهة النصرة» وصولاً إلى انخراطه في تنظيم «داعش» أواخر العام 2013.

في كلّ هذه التنقّلات كان «المرشد الأعلى» لـ «أبو عبيدة» صديقه وجاره اللبنانيّ محمّد كنجو الذي صار اليوم أمير «جبهة النّصرة» في الغوطة الشرقيّة. غادر الأخير في أواخر العام 2008 إلى أفغانستان للقتال إلى جانبه قبل أن يتّصل بصديقه مكلّفاً إيّاه بتجنيد لبنانيين والانتقال إلى أفغانستان.

وهكذا كان.. بعد عام، كان برفقة محمّد م. 3 أشخاص في بلدة الشيخ زهرتان في إيران تمهيداً لدخولهم إلى أفغانستان.

وبعد خلافات بينهم، عاد الثلاثة خالي الوفاض ويتمّ توقيفهم في مطار بيروت لمدّة 10 أيّام.

ومع ذلك، أعاد ابن منطقة السويقة الطرابلسيّة الذي يقطن في باب التبّانة، الكرّة. فتأثر الشاب بالأحداث السوريّة وما تلاها من خطابات أئمة المساجد، خصوصاً إمام «مسجد التقوى» الشيخ سالم الرافعي وإمام «مسجد حمزة» الشيخ زكريّا المصري.

استنهاض الدافع للجهاد، حوّله في العام 2012 إلى عنصر في تنظيم «جند الشّام»، وقرّر الدخول إلى قلعة الحصن في سوريا برفقة اللبنانيين حسين س. وأحمد ن. الذي تعرّف عليه في «مسجد عبدالله بن مسعود»، قبل أن يعدل عن رأيه من دون أن يقع في «كمين تلكلخ».

ولذلك، بقي في لبنان واستمرّ في القتال داخل باب التبانة على محور «ستاركو» ضمن مجموعة تابعة للبناني كمال ب. بالإضافة إلى استهدافه لمراكز الجيش ضمن مجموعة اللبنانيّ خالد ر.

فتحت علاقات «أبو عبيدة» وانتماءاته الباب للشروع في تجارة الأسلحة والذخائر الحربيّة. كان يتسلّم حوالات ماليّة من الخارج بغية شراء سلاح لصالح أمير «جند الشّام» خالد المحمود الملقّب بـ «أبو سليمان المهاجر» أو «أبو سليمان الدندشي» وينقلهم إلى الداخل السوري.

وبعد سقوط قلعة الحصن ومقتل «أبو سليمان»، استمرّ الشاب في تجارة السّلاح بهدف الرّبح المادي قبل أن يتقرّب من «جبهة النصّرة» في أواخر العام 2013 عندما صار يتردّد سراً على صديقه محمّد كنجو الذي كان يختبئ في منزل قريبه رامي في منطقة دوّار أبو علي بعد أن حضر حديثاً من سوريا بهدف استطلاع الوضع الأمني في لبنان وتحديداً في منطقة الشّمال.

هدف كنجو واضحاً: إنشاء مجموعات سريّة تابعة لـ «النصرة» وتنفيذ أعمال أمنيّة في المناطق الشيعيّة بتكليف مباشر من أمير «الجبهة» أبو محمّد الجولاني. وعليه، كلّف «أبو حسين اللبناني» صديقه محمّد م. بمهمّة تجنيد أشخاص، بالإضافة إلى عمله في هذا الإطار مع المشايخ: سالم الرافعي، حسام الصباغ وزياد المصري.. وفق ما قال محمّد م. أثناء التحقيق معه.

وبرغم أنّ محمّد رفض هذا العرض بعد أن قال لصديقه إنّه «ابتعد عن هذا الطريق»، إلا أنّه لم يفد الأجهزة الأمنيّة بأمر محمّد المطلوب للسلطات.

هذا ليس الأمر الوحيد الذي منع «أبو عبيدة» من الانضمام إلى «النصرة» رسمياً، وإنّما أيضاً لأنّه كان قد بدأ يتأثر بأفكار «داعش» من خلال متابعة أخبارها عبر المواقع و «الفايسبوك».

وفي العام 2014، بدأ يتواصل، عبر حسابه الوهمي على «فايسبوك» الذي يحمل اسم «أبو إحسان»، مع صديقه الذي انتقل إلى الرقة محمّد الديري عبر حسابه الوهمي «المهاجر».

وبعد أشهر من التواصل، طلب «أبو عبيدة» من الديري مساعدته بالدّخول إلى الرقة بهدف الانضمام إلى «داعش» والقتال إلى جانبه. ولذلك، بايع ابن الـ27 عاماً أمير التنظيم هاتفياً على أن يقوم بتجديد البيعة فور وصوله إلى «أرض الخلافة» في الرقّة.

ولكنّ إصابة الديري نتيجة مشاركته في القتال في معارك كوباني وانقطاع أخباره لأشهر عدّة، أخّرت مغادرته إلى سوريا. وفي شهر آب عاد التواصل بينهما، ليستحصل محمّد في نهاية السنة الماضية على جواز سفر بهدف المغادرة إلى السعوديّة لأداء فريضة العمرة ومنها إلى تركيا ثم سوريا. فيما عمليّة توقيفه من قبل الأمن العام بعد مراجعة مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكريّة القاضي صقر صقر، منذ أيّام أحبطت هذا المخطّط.

وفي هذه الفترة، أوقف الأمن العام أمير ع. ق. في البقاع.

تأثر السوري، الذي ولد في العام 1992 وما لبث أن نزح إلى رأس بعلبك حيث بدأ يعمل في معمل لصناعة الأحجار، بشقيقه باسل الذي التحق بـ «داعش» وصار مسؤولاً عن استلام الأموال لصالح عناصر التنظيم وتأمين المواد الغذائيّة والآليات من بلدة عرسال.

وما إن علم الشاب الذي كان يؤيد الأفكار التي كان يحملها باسل بأنّ شقيقه قاتل الجيش في عرسال، بدأ يشعر بالكراهية للجيش الذي كان يبتعد عن مقاره في رأس بعلبك بعد أن طلب شقيقه منه ذلك كون التنظيم سوف يقوم بقصفها.

وبعد هذا العداء، اتخذ الشاب قراره، واتّصل بشقيقه مطلعاً إيّاه على رغبته بالحضور إليه والقتال إلى جانب «داعش».

أيّام قليلة وتلقّى أمير اتصالاً من شخص من آل عبد القادر يقيم في بلدة عرسال وطلب منه تحضير نفسه لأنه سيقوم بنقله في أقرب وقت إلى جرود عرسال حيث يمكث شقيقه.

وبعد حوالي الشهر، ملّ أمير من الانتظار، ليؤكّد له الوسيط بأن الأمر ليس سهلاً وأنه لا يستطيع نقله حالياً إلى الجرود بسبب التشدّد بالإجراءات الأمنيّة من قبل الجيش.

كان باسل يريد المال بأي طريقة. ولهذا الهدف طلب منه سرقة سيّارة أو اختطاف لبنانيين مسيحيين لطلب فدية مالية. فيما أكّد له باسل أنّ الأمر صعب جداً وخصوصاً في منطقة رأس بعلبك. ولكنّ ذلك لا يعني أن باسل لم يكن يملك المال، وإنّما تعرّض الرجل إلى عمليّة نصب. فقد علم أمير أن شقيقه كان يتلقى حوالات ماليّة تأتي باسم شخص لبنانيّ يستلمها في بيروت ثم ينقلها إلى عرسال عبر دفعات تتراوح بين 10 آلاف دولار و25 ألف دولار أميركي. وفي المرّة الأخيرة، سرق الشخص 50 ألف دولار أميركي من دون أن يوصلها إلى باسل واختفى أثره. وهذا الأمر سبب إرباكاً لدى «داعش» في الجرود ما دفع قيادته لاتهام باسل بالأمر.