أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع أن ترشيح “القوات” للعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية لم يكن رد فعل صبيانياً أو رداً على الرئيس سعد الحريري لترشيحه النائب سليمان فرنجية”، وأضاف: “ما حصل ليس انتفاضة أبدا، لكن الوضع الذي وصل اليه البلد دفعنا الى هذا الاتجاه لأنه لا يطاق، خصوصا بعد أزمة النفايات وتأتي مسألة ترشيح فرنجية للرئاسة لذلك تجمعت كل العوامل التي دفعتنا الى ترشيح عون”.
جعجع وفي حديث لبرنامج بموضوعية عبر قناة الـ”mtv”، قال: “ترشيح فرنجية لم يكن “طيبًا على قلبي”، والأحقيّة لعون في الترشيح بسبب صفته التمثيلية ولأنه يشبهنا في مكان ما، ولأن فرنجية “8 آذار” أصلي بينما الجنرال “8 آذار” تايواني اي تقليد”، معتبرًا أن عون قادر أن يكون في الوسط أكثر من فرنجية ولديه حرّية أكبر بالتحرّك ولا ضمانات 100 في المئة بأي شيء”.
وأضاف: “نحن ملتزمون في النزول إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية فهذا موقفنا منذ البداية وإن رفض العماد عون النزول فهذا قراره أيضا منذ البداية”، مشيرًا الى أن الامور اليوم تسير بسرعة كبيرة والمواقف تتبدل وتتغير بسرعة.
واضاف: “التعطيل الاستراتيجي للرئاسة آت من “حزب الله” الذي يضع شروطه والرئيس سعد الحريري كان رأيه أنه علينا الوصول الى أي رئيس لان الفراغ لا يجوز وخطر جدا أما رأي كان مختلفا وهو أنه علينا ان نصمد حتى الوصول الى اتفاق لكي نصل بالرئيس الذي يمثل وجهة نظرنا ومشروعنا”.
وتابع: “لم أكن مع الاستعجال بموضوع الرئاسة ولكن الفراغ طال جدا لذلك كان لابد من تحريك الملف، ولكن نحن ايدنا العماد عون ووضعنا النقاط العشر التي تتوافق مع نظرتنا وتوجهاتنا”، واضاف: ” كنا وسنبقى ولن نخرج من 14 آذار لانها قناعاتنا السياسية، وبدأت معنا منذ 1975 و1990 ومن اجلها دخلت الى السجن ولم أغير قناعاتي من أجل أحد ولن اغيرها مهما كلف الامر”.
واردف: “عندما بدأنا بالتشاور وحتى وصلنا الى اعلان النوايا اعتقدت ان هذا سقف التواصل والتفاهم او حدها الاعلى، ولكن ان تصل الامور الى ترشيح عون للرئاسة لم اكن اتوقع هذا نهائيا ولكن بسبب الظروف الاخيرة السياسية وخوض الجلسات التشريعية مع بعضنا البعض والاتفاق على الاطار السياسي الذي اتفقنا عليه أدوا الى ما وصلنا اليه ولكن اذا سألتني عن هذا الأمر من قبل بسنة كنت سأقول بالطبع لا”.
وشدد على “ان الشهداء الذي سقطوا سقطوا من أجل نفس القضية التي كنت اعلنها مع ترشيح عون والقصة ليست قصة أشخاص وانما قصة مشروع وقرار ونحن لا نغير شيئا”، لافتًا الى ان أهالي شهداء “القوات” والقواتيون تفهّموا ووضعوا ترشيحي لعون ضمن الإطار الصحيح ومن أجل القضية.
وأشار جعجع الى “أن النقاط الـ10 التي يحملها ترشيح عون لا تختلف عمّا كنا نعمل من أجله في السابق وسنبقى نعمل من أجله والأهم أننا نصرّ على وجودنا في “14 آذار” وضمان مشروعه السياسي”، مضيفًا: “لم نتغيّر بالرغم من عدم التنسيق المطلق بين القوى السياسية إلى جانب المقاربة السياسية التي أصبحت مختلفة”.
واوضح أن السعودية حليفة وصديقة للبنان وتعير المسيحيين فيه أهمية كبيرة ولا تقبل أي مسّ بمصالحهم، لافتًا الى أن كان هناك ضوء اخضر من السعودية بشأن ترشيح فرنجية ولكن عندما رأوا ان هناك معارضة مسيحية كبيرة لهذا الترشيح فلم تعارض على الأمر ولذلك بعد عدة ايام من الترشيح قالت انها لا تتدخل في مسألة الرئاسة اللبنانية، واشار الى أنها لن تأخذ موقفا من مسألة ترشيح عون قريبا لانها تريد ان تبقى جانبا لبعض الوقت وتترك الامور تأخذ مجراها.
وعن دعم قطر ترشيحه لعون قال: “نحن اصدقاء مع القيادة القطرية وهناك علاقة شخصية مع الخارجية القطرية والموقف القطري موقف طبيعي”.
وشدد على ان رئاسة الجمهورية في مكان واحد لا غير وهي عند “حزب الله” واذا الحزب جديّ بانتخاب رئيس للجمهورية فغدا يتم انتخاب عون رئيسًا، مضيفًا: ” الاستحقاق الرئاسي يتوقف اليوم عند مدى جدية حزب الله بانتخاب رئيس لذلك يمكنه جمع كل قوى 8 آذار ليتفقوا على انتخاب عون”.
وتابع: “عون مرشح 8 آذار وبالتالي بالحد الادنى يجب ان تكون 8 آذار جدية بهذا الترشيح وحزب الله اكد انه مع عون حتى النهاية ووصلنا الى النهاية اليوم فعليه اثبات ذلك، والمسألة اليوم تقف عند “حزب الله” بكل صراحة وبكل وضوح ومدى جديّته بسد الفراغ الرئاسي”.
هذا واعتبر رئيس حزب “القوات” أن إخلاء سبيل ميشال سماحة نقطة سوداء على جبين القضاء اللبناني، لافتًا الى ان عدم تصريح عون والتيار عن موضوع اخلاء سبيل سماحة جيد جدا كبداية فعلى الأقل لم يؤيّد قرار المحكمة العسكرية.