مي عبود ابي عقل
تمثل في “برنامج ادارة النفايات الصلبة” الممول من الاتحاد الاوروبي، بهبة قيمتها 35 مليون اورو، وينفذ بالتعاون مع مكتب وزير التنمية للشؤون الادارية نبيل دو فريج، ويرمي الى مساعدة البلديات واتحادات البلديات في المناطق غير الخاضعة لشركة “سوكلين”، في انشاء معامل لفرز النفايات ومعالجتها ومطامر في عدد من المناطق اللبنانية.
تعود خطة البرنامج الى عشر سنوات خلت حين اقرها مجلس الوزراء في 28 حزيران 2006، وعدلت بموجب القرار55 الصادر في 1/9/ 2010، وتقسم الى جزءين:
– (سوام 1) الذي أقر بموجب القرار 735 تاريخ 2/10/2014، بقيمة 14 مليون اورو، ومخصص لمناطق البقاع وعكار التي تتأثر بموجة اللاجئين السوريين.
– (سوام 2) الذي اقر بموجب القرار 735 تاريخ 27/8/ 2015 بقيمة 21 مليون دولار، ومخصص لمناطق اخرى في لبنان.
وفي لقاء مع “النهار” اوضح الوزير دو فريج انه “على البلديات او اتحادات البلديات تأمين اراض لاقامة المعامل، ثم يقوم فريق عمل تقني من الوزارة بمعاينة المكان والتنسيق مع الاتحاد الاوروبي للحصول على الهبة لانشاء المعمل. وتضع البلديات دفتر شروط يخضع لمعايير دقيقة وضعها الاتحاد الاوروبي تتعلق ببناء المعمل والآلات المستخدمة وغيرها من المواصفات، وبعده دفترا آخر لادارة المعمل من شركات من القطاع الخاص تملك خبرة في ادارة المعامل والنفايات الصلبة وعلى شراكة مع شركات اجنبية، لتتولى ادارة المعمل وصيانته لفترة 3 سنوات، لا تتكبد خلالها البلديات اية مبالغ، بل تتولى الدولة اللبنانية الامر عبر موازنة وزارة التنمية التي تدفع 25 دولارا للطن الواحد للمعالجة والصيانة فقط، وتتكبد البلديات كلفة النقل والكنس والجمع والطمر. وفي هذه الاثناء تتدرب البلديات لتسلم زمام الامور بعد 3 سنوات، على ان تبقى الادارة خاضعة للقطاع الخاص”.
المعامل الشغّالة
واوضح دو فريج انه اقيمت معامل صغيرة لمعالجة 10 اطنان واخرى كبيرة لـ 150 طنا، بقدرة طن لكل 10 آلاف شخص، ويقتصر دور البلديات على لمّ النفايات وايصالها الى المعمل.
ويؤكد ان هناك 10 معامل للفرز والتسبيخ قيد التشغيل حالياً وتتوزع كالآتي:
– بلدية الخيام: يعمل منذ 2010 بقدرة 25 طناً يوميا.
– اتحاد بلديات صور: يعمل منذ 2011 بقدرة 180 طناً/يوم.
– بلدية خربة سلم: يعمل منذ 2011 بقدرة 10 اطنان/ يوم.
– بلدية قبريخا: يعمل منذ 2012 بقدرة 15 طناً/ يوم.
– اتحاد بلديات المنية: انشىء عام 2013 بقدرة 80طناً/ يوم، وتوقف لفترة ثم عاد للعمل الآن.
– بلدية مشمش- عكار: يعمل منذ 2014 بقدرة 10 اطنان/ يوم.
– اتحاد بلديات بعلبك – الهرمل: بدأ العمل في تشرين الاول 2015 بقدرة 150 طن/اليوم، ويمكنه استيعاب 400 طن/ اليوم.
– اتحاد بلديات الفيحاء – طرابلس: انشىء بقدرة 350 طناً/يوم، وتم رفعها الى 425 طناً بسبب وجود اللاجئين، وتم تلزيم دفتر الشروط الى شركة لبنانية – فرنسية هذه السنة، وقد اصبح جاهزا وينتظر موافقة ديوان المحاسبة.
– اتحاد بلديات الشقيف- النبطية: سيدشن في 5 شباط المقبل، بقدرة 250 طناً/يوم، وسيستوعب نفايات بلدية انصار التي توقف معملها في العام 2013 لخلافات سياسية بعدما كان انشىء في العام 2010 بقدرة استيعابية تبلغ 10 اطنان/يوم.
– اتحاد بلديات الشوف- السويجاني: انشىء عام 2009 بقدرة 40 طنا/يوم، لكنه لم يعمل بسبب اتفاق تم في حينه بين بلديات المنطقة و”سوكلين”وعند حصول ازمة النفايات العام الفائت اعيد تلزيمه، وعاد للعمل.
(سوام 1)
وفي اطار (سوام 1) سيتم توسيع معمل زحلة المخصص للفرز فقط، لتضاف اليه اعمال التسبيخ اي انتاج سماد زراعي من النفايات العضوية يستفيد منه مزارعو البقاع والبلديات، كذلك سيتم تطوير معمل بعلبك ليتمكن من استيعاب 400 طن/ يوم واقامة مطمر للعوادم لتصل كميات الطمر الى ما بين 15- 20%.
– في جب جنين قدمت البلدية هنغاراً ستوضع فيه آلات ومعدات للفرز والتسبيخ، وسيقام مطمر صحي. العقار جاهز وبدأ وضع دفاتر الشروط.
– في سرار – عكار سيقام معمل للفرز والمعالجة، ومطمر صحي يخصص لنفايات عكار فقط وليس لكل لبنان.
(سوام 2)
وبموجب (سوام 2) ستنشأ 3 معامل للفرز والتسبيخ في كل من زغرتا والضنية والكورة، وتتصرف البلديات بالعوادم. وسيتم توسيع قدرة معمل طرابلس الاستيعابية وتضاف اليه عملية التسبيخ، وسيقام مطمر صحي قرب معمل النبطية، ومعمل ومطمر في بنت جبيل. اما صور التي ترمي عوادمها في منطقة راس العين الجميلة فستستملك البلدية ارضاً لاقامة مطمر، وسينشأ معمل للدباغات في صيدا لنقلها من حيث هي الآن الى عقار آخر. واشار دو فريج الى “تقديم جمعية ايطالية معدات ستوضع الى جانب المعمل في بعلبك، لانتاج غاز لتوليد الطاقة الكهربائية من النفايات المعالجة وبيعها بأسعار زهيدة، مثلما يجري في الناعمة حيث الميتان المنتج سيعطي نحو 7 ميغاوات لانارة القرى والبلدات المحيطة بالمكب، مجاناً وعلى فترة 10 سنوات”. هل ستعمّم هذه التجربة على بيروت وكسروان؟ نصح دو فريج البلديات في كسروان والمتن “التجمع في ما بينها، وايجاد قطع ارض تمكننا من معالجة نحو 80 طنا/يوم، بمعدل 80 ألف مواطن لكل معمل، والاستعجال لأن الاجراءات تتطلب سنة على الاقل. اما بالنسبة الى بيروت التي تعدت حدودها الادارية واصبحت كبيرة جدا، بحيث لم يعد ممكنا لـ”سوكلين” ان تعالج 2500 طن يوميا في معمل الكرنتينا الذي تمكنه قدرته الاستيعابية من معالجة 300 طن فقط ووصلت الى 700 طن/ يوم.
والحل النهائي لها هو محارق الجيل الخامس التي تقوم على تحويل النفايات الى طاقة بواسطة الحرق على حرارة 16 ألف درجة، ما يؤدي الى تحلل كامل للمادة، ولا يبقى منها سوى الرماد، وتتحول الى غاز يوفر انتاج الطاقة الكهربائية، تماما كما هو حاصل في قلب باريس وفيينا، حيث تقوم معامل المعالجة الى جانب معامل توليد الطاقة الكهربائية، مثل معملي الجية ودير عمار. لكن الفرز من المصدر يبقى الاساس في حل مشكلة النفايات”.