IMLebanon

هَرَب في “زورق البؤس” قبل 20 عامًا.. وعاد مهرِّبًا للمخدرات

potato-drugs

 

مرة جديدة ينشط خط البرازيل – السويد – لبنان، في تهريب مادة باز الكوكايين (الخام)، لإعادة تصنيعها محلياً، بجودة مشهود لها في عالم “تجارة الموت”.(بيار. ك)، و(جريس ح.) سويديان من أصل لبناني كانا صِلة الوصل بين تاجر مخدرات لبناني معروف، و(داني. ح.) اللبناني السويدي بدوره، الهارب من جحيم الفقر في طرابلس قبل نحو 20 عاماً، بزورق من زوارق التهريب الى “الجنة الموعودة”، حيث لم يكن في انتظاره سوى مصير أشدّ بؤساً في السويد التي عرف فيها التشرّد والفقر وتعاطي المخدرات.

من أجل كل ذلك، كان داني واحداً ممَّن يحملون المواصفات المطلوبة لدى تجّار المخدرات اللبنانيين بهدف تمويه صفقاتهم، فهو تجاه الأجهزة الأمنية لبناني يحمل جنسية أوروبية ما يُصعّب الشك بقدومه الى وطنه الأم، وهو في الوقت نفسه يعاني ضيقاً مادياً وليس بعيداً من عالم المخدرات، ما يجعله متعاوناً سهلاً في “حمل” هذه المادة مقابل بضعة آلاف من الدولارات.

هذه الفئة من “الحمّالين” باتوا هدف تجار المخدرات أخيراً بعد افتضاح أمر المهرّب الهولندي (هـ. س)، ليعتمد التجّار، اللبناني – الأوروبي بدلاً من “الأوروبي الصرف”.

وأمس، أطبَق عناصر الجمارك على داني في مطار بيروت وقد دخل هو يحمل حقيبة تحوي 14 كلغ من مادة باز الكوكايين من دون أيّ تمويه، وفق مصدر أمني رفيع لـ”الجمهورية”، بحيث كان في انتظار داني “مفتاح” أمني في المطار، كان كفيلاً بتمرير الصفقة لولا وشاية مُخبرين، أوقعت بداني في اللحظات الأخيرة، فتمّ توقيفه، في وقت بقيَ “المفتاح” بعيداً، إثر اكتشافه الوشاية حسب تقدير المصدر.

هذه الطريقة بالتهريب والتوقيف تتكرّر للمرة الثانية بعد توقيف الهولندي (هـ. س)، الذي كان يحمل بدوره حقيبة المخدرات بلا تمويه، ما أدّى الى توقيفه قبل ضبط “المفتاح” بالجرم المشهود.

لكن لماذا البرازيل – السويد فلبنان ثم جورجيا؟ يوضح المصدر أنّ هذا الخط هو من الخطوط الناشطة في تهريب المخدرات عالمياً، فهناك تجّار لبنانيون ينسّقون مع عملاء لهم في البرازيل حيث يتم تسليم مادة باز الكوكايين إلى الحمّالين المستقدمين من القارة الأوروبية، ثم يتم تصنيعها محلياً وبعدها يُعاد تصدير قسم منها الى الخارج بعد استهلاك القسم الأكبر في الداخل، وهذه المرة كانت جورجيا وجهة التهريب الخارجية، بعدما كان متوقعاً أن ينتج عن الكمية المهرّبة نحو 50 كلغ من الكوكايين المصنّع.

ولفتَ المصدر الى أنّ قواسم مشتركة كثيرة تجمع بين الحمّالين. فبالإضافة الى المواصفات الشخصية، هم يدخلون المطار وبحوزتهم هواتف خلوية قديمة “أبو لمبة” يتلقّون عليها المكالمة من مشغّليهم في الداخل، مشيراً الى أنّ داني تلقّى المكالمة أثناء التحقيق معه في المطار من رقم خاص “private number”، يعلمونه فيه بأنهم ينتظرونه في الخارج، لكنّ عناصر مكتب مكافحة المخدرات المركزي لم يتمكنوا من توقيفهم.

وبناء للتحقيق مع داني، خابرَ مكتب مكافحة المخدرات المركزي السلطات الأمنية في تركيا، ما سمَح لها بتوقيف (جريس. ح)، وهو في طريقه الى جورجيا، فيما أوقفت السلطات السويدية (بيار .ك)، إثر تنسيق المكتب أيضاً.

وفي موازاة ذلك، أوقفت قوة من مكتب مكافحة المخدرات المركزي اللبنانيين (ح. ش.) و(س. خ.) في محلّة خلدة وضبطت في حوزتهما 8 كيلوغرامات من مادة حشيشة الكيف و7 غرامات كوكايين، وقد اعترفا أنهما يروّجان المخدرات في مناطق خلدة، الشويفات وعرمون وقبر شمون.