تنظر اوساط سياسية في فريق 8 اذار بريبة الى خطوة ترشيح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون للرئاسة بعد سنة وثمانية اشهر على الفراغ وتضعها في خانة “التموضع الطائفي”، مشيرة الى ما نقله زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه لجهة اعتباره الترشيح استهدافا للشيعية السياسية وحزب الله.
وترى ان جعجع يحاول من خلال خطوته الاخيرة ان يصيب عصفورين بحجر، فيرد من جهة الصاع لحليفه في 14 اذار الذي بات اليوم في موقع الخصومة السياسية معه الرئيس سعد الحريري بفعل “التسوية الباريسية” وتباين وجهات النظر بين “القوات” و”المستقبل” في اكثر من ملف وقضية، ويفرض نفسه من جهة ثانية لاعبا اساسيا في المعادلة السياسية الرئاسية وفق ما ظهر في المواقف القواتية التي أعقبت اعلان الترشيح باعتبار معراب معبرا الزاميا للرئاسة، اضافة الى كسب ود الشارع المسيحي باعتبارها “عراب” ترشيح عون والمبادرة الى المصالحة المسيحية الكبرى وتاليا شريكته في الحكم والسلطة والقرار.
ولا تخفي الاوساط كما تقول لـ”المركزية” قلقها من ان تؤدي الخطوة الى انشاء ثنائية مارونية تسعى الى احتكار الزعامة المسيحية في مقابل الثنائية الشيعية المتمثلة بـ”حزب الله” وحركة أ”مل” والأحادية السنية التي يمثلها الحريري، معتبرة ان رئيس القوات سيعمل جاهدا من اجل التحكم بالثنائية المسيحية ومعها الشارع المسيحي عموما.
وتعتبر ان ليس ثمة ما يحول بعد ترشيح معراب و”تسوية فرنجية”، من دون التقاء القيادات الشيعية والسنية والدرزية على مرشح ثالث يحمل صفة “التوافقي” من خارج نادي المرشحين الموارنة الاربعة، بيد انها ترى أن لا توجه راهنا لخطوة مماثلة، أقله قبل تبيان اتجاه الرياح الاقليمية، مرجحة الا يتم انتخاب رئيس جمهورية قبل الربيع المقبل وعلى الارجح بين شهري آذار ونيسان المقبلين بعدما تكون صورة المشهد الاقليمي تبلورت والانتخابات الايرانية حددت المصير بين ايران الاعتدال او التشدد في انتخابات 26 شباط المقبل.
في المقابل، تقول مصادر سياسية في قوى 14 اذار لـ”المركزية” ان “تسوية فرنجية” و”ترشيح عون القواتي” حشرا حزب الله في زاوية ضرورة تحديد الموقف وانتخاب رئيس من دون ربط الانتخاب بأي شرط لا سيما السلة التي كان تحدث عنها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، فالحزب لن يتمكن من فرض هذه الشروط لان اي خطوة من هذا النوع ستعرّض علاقته مع حليفه المسيحي والمرشح الذي يؤيد العماد عون لضربة قد تكون قاضية على هذا التحالف، بعدما توافرت كل ظروف انتخاب عون بحيث سيعتبر “الجنرال” آنذاك ان الحزب لم يف بتعهداته ويعرقل وصوله الى الرئاسة، بيد انه قد يجد “السلة” ذريعة لعدم انتخاب عون، متجاوزا “التحالف ” اذا تبين ان الظروف الاقليمية التي فرضت حتى اليوم عدم انتخاب رئيس ما زالت على حالها، خصوصا ان مصلحة الحزب، اذا ما تم قياسها راهنا بالتطورات الدولية والاقليمية وتحديدا المساعي الايرانية (الاعتدال) للتقارب مع السعودية، ومحاولة اطفاء الفتنة السنية الشيعية في المنطقة تكمن في التقارب مع الحريري بما يمثل، ما يرجح فرضية ذهاب الحزب في اتجاه فرنجية، خصوصا بعدما التزم العماد عون بالبنود العشرة التي وردت في الوثيقة السياسية التي تبنّى على اساسها جعجع ترشيحه، ذلك ان تسعة من اصلها واردة في متن ” اعلان بعبدا” الذي دعا الحزب الى “غليه وشرب زومه” بعدما كان وقّع عليه.