IMLebanon

أزهري: القدرات الاقتصادية يمكنها مضاعفة إمكاناتها إذا توافر الاستقرار السياسي

blombank
أقام “بنك لبنان والمهجر” الغداء السنوي لأركان الصحافة والاعلام والاعلان، في فندق فور سيزونز”، في حضور نقيب الصحافة عوني الكعكي، وتحدث خلاله رئيس مجلس إدارة مدير عام “بنك لبنان والمهجر” سعد أزهري فقال: “ان الصحافة وهي السلطة الرابعة في مجتمعاتنا الديموقراطية، تبقى الوسيلة الفضلى لاستقصاء وتحليل ونقل المعلومات حول المواضيع السياسية والإقتصادية والثقافية التي تهم البلد، كما تبقى الحارس الأول لهموم المواطن من خلال تقييمها الموضوعي لكل السياسات والمبادرات التي تؤثر بشكل قريب أو بعيد على مجريات حياتنا السياسية والإقتصادية”.

أضاف: “لا يخفى عليكم أن القطاع المصرفي يلعب دورا محوريا في حياتنا الإقتصادية، فهو الممول الأول وأحيانا الوحيد للقطاعين الخاص والعام ويعمل باستمرار على توفير أحدث وأسهل الخدمات المصرفية والمالية لعملائه. ورغم الظروف التشغيلية الحادة التي يمر بها، ما زال القطاع المصرفي يتمتع بمعدلات نمو معقولة وبأرباح معتدلة نتيجة خبرته ومهنيته الرفيعة، كما يساهم القطاع بتفعيل عجلة النمو الإقتصادي من خلال مشاركته في الرزمات التحفيزية التي أطلقها مصرف لبنان في السنوات الأربع الأخيرة والتي فاقت الـ 5 مليار دولار ومن خلال مشاركته في دعم “إقتصاد المعرفة” عبر إلتزامات إستثمارية في شركات التكنولوجيا الحديثة قاربت الـ 200 مليون دولار. ويراعي القطاع كل المعايير والقوانين الدولية، كما يتماشى مع الممارسات العالمية الفضلى كان آخرها تلك التي تتعلق بالتعميم رقم 134 حول الشفافية في شروط التسليف، والتي تفرض على المصارف تثقيف العملاء وتزويدهم بالمعلومات المناسبة حول خصائص المنتجات ومنافعها والمخاطر المتأتية عنها”.

أضاف: “في هذا الصدد، يسعدني أن أقول ان بنك لبنان والمهجر كان وسيبقى في طليعة المصارف اللبنانية ويجسد بكل تواضع أبرز أداءات وإنجازات القطاع المصرفي. فقد ثابر البنك في نموه المتزن وربحيته المستدامة، حيث بلغت موجودات البنك حتى نهاية أيلول 2015 ما يقارب الـ 29 مليار دولار بزيادة 5.2% عن الفترة نفسها من عام 2014 وارتفعت الأرباح في الأشهر التسعة الأولى إلى 290 مليون دولار بزيادة 7.6%. كما حافظ البنك على موقع مالي متين تمثل بنسبة كفاية رأس المال حسب معايير بازل 3 بلغت 17.8% ونسبة تغطية القروض المتعثرة بالمؤونات والضمانات العينية فاقت الـ 160%. وحقق البنك هذا الأداء الجيد نتيجة أسباب عدة، أهمها كفاءة إدارته وموظفيه وصواب سياساته المحافظة والمتأنية ونجاح إستراتيجيته في التوسع الخارجي والداخلي”.

وتابع: “يعكس هذا الأداء الإجمالي للبنك خطوات حثيثة في مجال الشمولية المالية وتوصيل خدماته إلى مختلف شرائح المجتمع اللبناني. فعلى سبيل المثال، إرتفع عدد عملائه من المقترضين في صيرفة التجزئة في السنوات العشر الأخيرة من حوالي 30 ألف عميل إلى 159 ألف عميل، وارتفعت قروضه السكنية من 86 مليون دولار إلى أكثر من 1500 مليون دولار وقروضه للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم من حوالي 258 مليون دولار إلى 982 مليون دولار، كما ازدادت قروضه المدعومة من 76 مليون دولار إلى ما يقارب الـ 1250 مليون دولار”.

وأردف: “لقد عززت هذه الخطوات بمبادرات مميزة في مجالات المسؤولية الإجتماعية والإنسانية تضمنت البطاقة الرائدة “عطاء” التي ساهمت بنزع الألغام من أكثر من 228 ألف متر مربع من الأراضي اللبنانية وبرنامج “بلوم شباب” الذي قام بالتوجيه التعليمي لأكثر من 200 ألف طالب وطالبة. وفي موازاة ذلك، لم ينس البنك تطوير ممارساته في حقل الحوكمة والإدارة الرشيدة من خلال قانون عصري ومتجدد للحوكمة، كان من آخر نتائجه إختيار بنك لبنان والمهجر كأفضل الشركات المدرجة على بورصة بيروت من حيث الشفافية المالية والإدارة الرشيدة حسب الدراسة التي قامت بها مؤسسة Capital Concept التي يديرها السيد ياسر عكاوي والذي يشرفنا بحضوره اليوم”.

وقال أزهري: “واظب البنك كعادته على تحديث خدماته ومنتجاته السباقة في كل المجالات المصرفية والمالية. ونذكر من هذه الخدمات التي أطلقت حديثا الصندوق الإستثماري في السوق العقاري الأوروبي بالتعاون مع المؤسسة العالمية Quilvest. كما أطلق البنك بطاقة دفع مسبق مع شركة UBER للنقل والتكاسي وهي الأولى من نوعها في العالم. وعلى صعيد الخدمات الإلكترونية، أضاف البنك خدمة Instant Check Cashing التي تخول العميل إيداع وصرف الشكات عن طريق الـ ATM بسرعة وسلامة متناهية. كل هذا عزز من الموقع الطليعي لبنك لبنان والمهجر بين المصارف اللبنانية ومن إنجازاته في نشر خدماته إلى عملائه من كل أطياف لبنان”.

أضاف: “أحببت أن أغتنم فرصة لقائنا اليوم لأخبر حضراتكم عن أداء البنك وإنجازات القطاع المصرفي، والتي تمثل عينة من القدرات الإقتصادية الفعالة في هذا البلد. وإنني على يقين بأن هذه القدرات وغيرها في شتى القطاعات يمكنها أن تضاعف إمكانياتها بمرات عديدة إذا توفر الإستقرار السياسي أو إذا أعطي الإقتصاد الإهتمام الكافي في قرارات السياسيين وأخذ في الحسبان التداعيات السلبية للسياسة على الإقتصاد. فكلنا نعاني من الضعف في النمو الإقتصادي ومن التدهور في مستويات المعيشة بسبب الإنقسام السياسي، والذي نتمنى أن ينتهي بأسرع وقت ممكن حتى يستعيد الإقتصاد عافيته وديمومته. كما نتمنى على الصحافة أن تبرز باستمرار وبموضوعية وبعيدا عن كل الإنتماءات الحزبية والمذهبية والمناطقية أهمية الشأن الإقتصادي وما آلت إليه الأوضاع الإقتصادية في مختلف القطاعات نتيجة الخلافات السياسية في لبنان والمنطقة والتأكيد على الحاجة الماسة للوفاق بين الفرقاء اللبنانيين. وما هذا الدور إلا تعزيز للدور المحوري الذي تلعبه الصحافة دائما كحام ومسائل لمصالح الوطن ومستقبله”.

وختم: “نحن في بنك لبنان والمهجر بل في جمعية المصارف في لبنان، نشكر الصحافة على دورها الأساسي ونقدر كل التقدير التواصل المستدام بين مؤسساتنا، وكلنا أمل بأن يتسم لقاؤنا المماثل العام المقبل بإنفراجات سياسية وبازدهار إقتصادي وبإنجازات قيمة لكل من القطاع المصرفي والصحافي في لبنان”.