يقول مصدر سياسي مراقب قريب من معراب لـ”المركزية” ان خطوة ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لرئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون، احدثت صدمة كبيرة في مختلف الاوساط، ولو ان لم يكن لها وقع المفاجاة لكون المواقف السياسية وحركة اللقاءات بين معراب والرابية مهدّت لها. بيد انها حملت الكتل السياسية كافة على اعادة النظر في مواقفها وحتى تجميدها كما هي الحال مع حزب الله ،لاستيعاب المعطى التغييري الجديد، وهذا في حد ذاته مؤشر الى تغيير كبير في السياسة اللبنانية عموما.
ويضيف المصدر ان عدم اصدار المواقف الواضحة تنبطق عليه مقولة “no news Good news”.
وفي مقاربة للوضع بين مرحلة ما قبل ترشيح جعجع لعون وما بعدها، يتبين ان الكتل النيابية بمعظمها كانت متحمسة لطرح ترشيح سليمان فرنجية وتجري حساباتها على اساس الاقتراب من نقطة تأييده، الا ان “الحدث- الصدمة” حملها على العودة الى الوراء واعادة تقويم ما جرى، باستثناء تيار المستقبل، ويمكن البناء في هذا المجال على موقف “اللقاء الديموقراطي” الذي بارك المصالحة المسيحية واعتبر ان عون يتمتع بالصفات الرئاسية التي تم الاتفاق عليها في هيئة الحوار الوطني ولو انه ابقى على ترشيح النائب هنري حلو، وهي خطوة ، يقول المصدر انها هدفت الى حفظ “الموقع”، بعدما تبين ان خطوة معراب حظيت بدعم عربي ولم يعد جائزا تجاوزها ما دامت تحظى بالدعم المسيحي الذي لطالما كان ينادي به الجميع لا سيما القيادات الاسلامية.
وتبعا لذلك، يوضح المصدر ان الكتل السياسية كافة بما فيها المستقبل قادرة على العودة الى مربع تأييد عون ما دام الرئيس سعد الحريري “فاوضه” على الرئاسة قبل جعجع ، بيد ان الجهة الوحيدة المحرجة تتمثل وفق المصدر بحزب الله الذي يخضع للامتحان الكبير.
ويعرب عن اعتقاده بأن الحزب الذي لا يريد انتخابات رئاسية في لبنان اليوم موضوع تحت “الامر الواقع” فهل يذهب الى الانتخابات “عنوة” حفاظا على ماء الوجه وحرصا على عدم “انكشافه” سياسيا وفرط تحالفه مع حليفه المسيحي العماد عون؟.