اكد النائب السابق مصطفى علوش ان تيار المستقبل لا يتعاطى مع تبني الدكتور سمير جعجع لترشيح العماد ميشال عون على انه ردة فعل على ترشيح الرئيس الحريري للنائب سليمان فرنجية، بل على انه اجتهاد من القوات اللبنانية لملء الفراغ في رئاسة الجمهورية، خصوصا ان البنود العشرة التي وافق عليها العماد عون في معراب توازي لا بل تتجاوز بأبعادها السياسية وباهميتها الوطنية بنود ومندرجات “إعلان بعبدا” معتبرا بالتالي ان التزام العماد عون بتلك البنود سيحمل حزب الله الى اعادة النظر بدعمه لترشيح الأخير.
ولفت علوش في حديث لصحيفة ”الأنباء” الكويتية الى ان ترشيح القوات اللبنانية للعماد عون لا يعني ان الاخير سيحضر جلسة انتخاب الرئيس في 8 شباط المقبل، لا سيما ان احتساب الأصوات لا يؤمن له الفوز على خصمه سليمان فرنجية، معتبرا ان امام عون مجهود كبير لاقناع الكتل النيابية بالتصويت له، اضافة الى مجهود اكبر لاقناع حليفه حزب الله بالبنود العشر التي وافق عليها والتزم بتنفيذها معتبرا بالتالي انه وبغض النظر عن الموقف الحقيقي لحزب الله الرافض لانتخاب رئيس في الوقت الراهن فان ترشيح القوات لعون حشره في موقع حرج ما كان يتوقع نجاح أحد بسحبه اليه.
بمعني آخر يعتبر علوش ان مبادرة جعجع وضعت حزب الله امام خيارين لا ثالث لهما، اما ان ينزل الى مجلس النواب لانتخاب مرشحه العماد عون وهذا ما لن يفعله بسبب التزامه بالاجندة الايرانية القاضية بعدم انتخاب رئيس واما ان يعيد خلط اوراق اللعبة للتفلت مما يعتبره مأزق تبني جعجع لترشيح عون، سيما وان البنود العشر التي التزم العماد عون بتطبيقها لا تتماشى وسياسته المحلية والاقليمية، وفي كلتا الحالتين ستتكشف اوراق وحقيقة توجهات وخيارات حزب الله امام العماد عون، علما انه كان على الاخير ان يكتشف منذ زمن عدم جدية حزب الله في انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصا بعد ما اعلنه النائب فرنجية من ان حزب الله لم يطلب منه الانسحاب من السباق الرئاسي، اي ان حزب الله اراد استمرار المرشحين بالمنافسة لضمان عدم فوز اي منها واستمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية.
اما ولماذا تنازلت قوى 14 آذار عن حقوقها وذهبت الى ترشيح موارنة 8 آذار للرئاسة رد علوش السبب الى فشل قوى 14 آذار بايصال مرشحها الاساسي سمير جعجع وحتى بايصال مرشح توافق بديل، بدليل ان جعجع منذ اليوم الاول لترشيحه اعلن عن استعداده للتنازل لصالح مرشح توافقي، لانه كان يدرك استحالة وصوله الى السدة الرئاسية وكذلك فعل تيار المستقبل في تشاوره مع كل من الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط الا ان الامور وصلت الى طريق مسدود دفع بقوى 14 آذار الى الذهاب بخيارات اخرى للجم الفراغ وانقاذ الدولة لا سيما ان الرابح الوحيد من استمرار الفراغ هو مشروع حزب الله الساعي لانهاء الجمهورية الحالية والتأسيس لجمهورية جديدة.
وردا على سؤال اكد علوش ان قوى 14 آذار تلقت الضربة الكبرى في العام 2009 حين ذهبت مرغمة الى معادلة “س ـ س” بسبب عدم وجود آنذاك خيارات بديلة عنها.
وعودا على بدء ختم علوش مؤكدا ان لا رئيس للبنان على المدى المنظور بسبب عدم قدرة اي من عون وفرنجية على تأمين الاصوات التي تجعله يفوز بالكرسي الرئاسي سيما وان حزب الله اصبح اكثر تشددا بعدم انتخاب رئيس نتيجة رفع العقوبات عن ايران واستردادها الاموال التي كانت محتجزة في المصارف الدولية وزيادة انتاجها من النفط.