أكّد الرئيس سعد الحريري أن انفراد وزارة الخارجية بما زعمت انه نأي بالنفس عن موقف عربي جامع في المؤتمر الطارئ لوزراء خارجية المؤتمر الإسلامي للتضامن مع المملكة العربية السعودية في مواجهة الاعتداءات على بعثاتها الديبلوماسية في إيران ولرفض التدخل الإيراني في الشؤون العربية هو موقف لا يعبر عن غالبية الشعب اللبناني وخروج مرفوض للمرة الثانية عن سياسة الوقوف مع الإجماع العربي التي شكلت قاعدة ذهبية للدبلوماسية اللبنانية منذ الاستقلال.
وقال الرئيس الحريري في بيان إنّ الناي بالنفس يتحول اصطفافا حين تجد الخارجية اللبنانية نفسها للمرة الثانية وحيدة خارج موقف جميع الدول العربية بلا استثناء، وتنأى بنفسها وحيدة عن قرار تؤيده جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي باستثناء ايران المعتدية على البعثات الديبلوماسية والسيادة العربية.
وسأل: “عن ماذا نأت الخارجية اللبنانية بنفسها هذه المرة خصوصًا ان البيان لم يتضمن أي ذكر للبنان أو اي تنظيم سياسي لبناني، أم أننا بصدد محاولة للنأي بالديبلوماسية بعيدًا عن لبنان وعروبته نحو ايران وعدوانيتها ومصالحها التوسعية”؟
وحذر الحريري في بيانه بأنّ هذا التغريب المتكرر للبنان عن عروبته وعن قواعد ديبلوماسيته التاريخية إنّما هو نذير شؤم عن محاولة الهيمنة على القرار الوطني ضدّ إرادة غالبية اللبنانيين وعلى حساب مصالحهم ومصلحة لبنان العليا.
وختم: “إنني على ثقة تامة بأن اخواننا العرب يعرفون أن مواقف الخارجية اللبنانية هي رهينة ذرائع يتبرأ منها اللبنانيون المخلصون لوطنهم وعروبتهم وقيمهم الذين لن يسمحوا لهذا الوضع الشاذ أن يطول ويتجذر”.