IMLebanon

خطوط مفتوحة من الرابية وبنشعي إلى دمشق!

Michel-Aoun-with-bachar-assad

كتب رضوان عقيل في صحيفة “النهار”:

تتابع القيادة السورية تطورات الحدث الرئاسي اللبناني باهتمام على غرار مراسها القديم في هذا الحقل، وان بدرجة أقل هذه المرة بفعل انشغالاتها في الحرب الدائرة على ارضها، والتي لم تمنعها بطبيعة الحال من المعاينة المطلوبة للمشهد اللبناني.

وتتوقف بعناية أمام ” الصراع المفتوح” بين صديقيها المرشحين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه، ولا سيما بعد اعلان الدكتور سمير جعجع تأييده لترشيح عون . وتوقفت دمشق امام هذا التطور قبل اسابيع، وسألت شخصية مسيحية عن امكانية إقدام رئيس حزب “القوات اللبنانية” على هذا الامر، فكان رده: “يفعلها. وحضروا أنفسكم لهذا الأمر”.

ويقول سياسي زار دمشق في الأيام الأخيرة إن الاهتمام الأول للرئيس بشار الأسد يبقى منصباً على المفاوضات المنتظرة في جنيف بين النظام ووفد المعارضة الذي لم تنتظم صفوفها بعد. وينطلق أركان النظام من مسلمة ان التسوية آتية مهما اعترضتها صعوبات وعراقيل من هنا وهناك. والتعويل هنا على تسوية سريعة تغير في المشهد السياسي في سوريا لتخفف أعمال المواجهات العسكرية الساخنة، ويعمل الروس والأميركيون لهذا المنعطف الذي يبقى محط أنظار السوريين على اختلاف تلاوينهم وانقساماتهم. ويرد مسؤول سوري في دمشق على هذه المسألة بالقول “نحن على أتم الجهوزبة لهذه التسوية” ، والتي لن يكون لبنان بعيدا من تأثيراتها الايجابية ومساهمتها في دفع الاستحقاق الرئاسي الى الامام، ويضيف ان النظام السوري يأمل في حصول الانتخابات الرئاسية في لبنان ، ولا سيما بعد اطمئنانه الى أن السباق بات محصورا بين عون وفرنجيه، ولم يعد احد يطرح امكانية حلول شخصية من قوى 14 آذار في قصر بعبدا. ويذكر زوار دمشق في هذا الخصوص ان قيادة النظام ضاعفت عبر حلقة من المستشارين النافذين في الاسابيع الاخيرة الاهتمام والمتابعة للموضوع الرئاسي اللبناني، وان خطوط الاتصال من الرابية وبنشعي مفتوحة مع دمشق، إن هاتفياً أو عبر زيارات لسوريا بعيدة عن الأضواء لوجوه من “التيار الوطني الحر” و”تيار المردة”. ويقول مسؤولون في النظام انهم يريدون انتخاب رئيس “مع الحفاظ على أمن لبنان واستقراره والتعاون مع سوريا في التصدي للجماعات الارهابية والتنسيق المطلوب لذلك”.

واين يقف النظام في الاختيار بين عون وفرنجيه؟

يلمس السائل ان الأسد وحلقته يؤيدان العماد عون من دون التقليل في الوقت نفسه من موقع فرنجيه وصداقته الطويلة مع دمشق، ويريان ان الجنرال صاحب حق في الوصول الى منصب الرئاسة، ويعرضان محطات من مسيرته تثبت انه صاحب مشروع، ولا سيما بعد اثباته انه الشخصية المسيحية السياسية الأولى في لبنان والشرق ولم يكن ينقصه إلا اعتراف خصمه اللدود جعجع بهذه ” الشرعية” التي تخوله تسلم الرئاسة، وانه محل ثقة وتقدير. ولا يدلي هؤلاء بهذا الموقف من باب الانتقاص من شخصية فرنجيه وعلاقته التي ستبقى” طيبة” مع النظام.

وعند الالحاح في سؤال شخصية سورية قريبة من حلقة الأسد: كيف ستنتهي الأمور بين عون وفرنجيه؟ يحيل صاحب السؤال على “حزب الله” وما سيقرره في هذا الشأن أمينه العام السيد حسن نصرالله الذي لا يستمع أركان النظام الى مواقفه في الشؤون العسكرية فحسب، بل يؤمنون بالسير في ما يقرره في السياسة، وهم يقولون: “راجعوا السيد فالقرار النهائي له “، خصوصاً في مسألة الخيار الرئاسي النهائي. ولا يأتي هذا الموقف من فراغ، لأن من تكون له كلمة في الحرب السورية والتصدي للجماعات الارهابية وصولا الى مشاركته في تحديد مستقبل الخريطة العسكرية في الجولان ضد اسرائيل، ليس مستغربا ان يترك النظام الكلمة النهائية له في الاستحقاق الرئاسي للبنان. و”حزب الله” لم يخرج عن خيار عون، رغم الإحراج الذي يلقاه حيال النائب المرشح فرنجيه . لم يكن مستغربا في هذا الإطار ألا تعقد ” كتلة الوفاء للمقاومة” اجتماعها الاسبوعي أول من امس لئلا تضطر إلى اتخاذ موقف، خصوصاً أن الدكتور جعجع مستمر في “مطاردة” الحزب في هذه النقطة.