كشفت أوساط بارزة في “8 آذار” لصحيفة “الراي” الكويتية عن ان “حزب الله” الذي أوفد الحاج حسين خليل، المعاون السياسي للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، للقاء النائب سليمان فرنجية “لن يضغط على رئيس المردة للانسحاب من السباق الرئاسي، رغم دعوته فرنجية بضرورة إطفاء المحركات في هذه اللحظة”.
ورأت هذه الاوساط ان”حزب الله الثابت في موقفه في دعم النائب ميشال عون، استمع الى تقويم سلبي من شريكه رئيس البرلمان نبيه بري لتجربة العلاقة مع زعيم التيار الوطني الحر، الذي بلغ به الأمر حدّ التشكيك بشرعية البرلمان وقانونيته، وتالياً فإنه ما زال على تأييده لخيار فرنجية حتى الآن”.
وأوحت الاوساط عيْنها ان”موقف بري محوريّ ولا يمكن التقليل من شأنه، وهو الوحيد القادر على إقناع فرنجية بالانسحاب اذا اطمأنّ الى طبيعة العلاقة مع عون في حال انتُخب رئيساً، واذا حصل على ما يريده من ضمانات في هذا الشأن،خصوصاً اذا كان القرار الإستراتيجي لحزب الله حاسماً في ايصال زعيم التيار الحر”.
وفُهم من هذه الأوساط ان اصحاب القرار في”8 آذار”يحتاجون الى مزيد من الوقت لاستكشاف مغزى الخطوة الأكثر من عادية، التي أقدم عليها الدكتور سمير جعجع بتبنّيه ترشيح عون، في بُعديْها الداخلي والاقليمي، واذا كانت نتيجة تَفاهُمه المسبق مع المملكة العربية السعودية وما يضمره من هذه الانعطافة.
واذا كانت أوساط بارزة في “8 آذار” تحدثت عن ان جعجع يتكئ على دعم قطري – اميركي لخياره ترشيح عون، بعدما أدارت له السعودية ظهرها، عبر تمسّكها بتغطية تفاهم الحريري – فرنجية، فإن اوساطاً اخرى واسعة الاطلاع، شكّكت في هذه الخلاصة، خصوصاً ان عواصم القرار الدولي، التي تلحّ على ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي، تتجنّب الخوض في لعبة المفاضلة بين مرشح وآخر، وهو ما بدا واضحاً في الموقف الفرنسي الأخير.
ورغم ان جعجع بدا حريصاً على لملمة الأضرار التي أصابت علاقته بالحريري جراء”صدام الخيارات”بينهما، من خلال تقديمه عون بـ”حلة جديدة”، فإن”تيار المستقبل”، الذي ما زال متمسّكاً بترشيح فرنجية يذهب بعيداً في معركته، ملوّحاً باستخدام ما كان يعتبره”اسلحة محرّمة”كمقاطعة جلسات البرلمان في حال كان عون مرشحاً وحيداً.
وكشفت اوساط واسعة الاطلاع لـ”الراي”عن ان”تيار المستقبل” ابلغ كل من يعنيهم الأمر انه لن يمشي بعون مهما كلّف الأمر، في موقف فُسّر على انه يطرح مشكلة ميثاقية عبر إظهار موقف سنّي متماسك برفض مجيء زعيم”الوطني الحر” في حال تم حشد التأييد له من أكثرية المسيحيين والشيعة. وثمة مَن يعتقد ان بلوغ الصراع هذا المستوى من المواجهة، من شأنه على الأقل، تمديد الفراغ المتمادي في رئاسة الجمهورية، والى أجَل غير مسمى، الامر الذي يستحضر الخشية من سيناريوات دموية تحمل الجميع على الهرْولة لانتخاب رئيس فوق”صفيح ساخن”.