Site icon IMLebanon

المنشطات.. سموم تبني العضلات وتهدم الرجولة

كتبت جنى جبور في صحيفة “الجمهورية”

يلجأ كثير من الرياضيين الى طرق متعددة للحصول على جسم رياضي لافت، قوي البنية، وعضلات مفتولة. فمع انتشار صالات الرياضة وهوس بعض روادها في الحصول على القوة الخارقة، انتشرت آفة المنشطات الرياضية، التي كانت تُعطى في بداية انتشارها للحيوانات، في سباقات الكلاب والخيول مثلاً. فقبل أن» تصير حصاناً»، يجب أن تتعرّف إلى العوارض الجانبية الخطيرة الناتجة من هذه العقاقير.انطلاقاً من هذه « الموضة» المنتشرة في العالم عموماً ولبنان خصوصاً، كان لـ«الجمهورية» حديث خاص مع الاستاذ الجامعي، والطبيب المختصّ في طبّ الرياضة وعضو اللجنة الفرنسية في طبّ الرياضة، الدكتور زياد حرب، الذي قال إنّ «ممارسة الرياضة أمر ضروري لصحّة كلّ انسان، وقد يستعمل البعض المكملات الغذائية والمنشطات الرياضية من أجل تحسين أدائهم والحصول على جسم متناسق، وعندها تتحوّل الرياضة من الأمر المفيد للصحّة، الى خطر يهدّد كلّ عضو في جسم الانسان».

فما الفارق بين المكمّلات الغذائية والمنشطات؟

المكمّلات الغذائية

يتوافر بعض الطرق الشرعية وغير الشرعية، ويشرح د. حرب المكمّلات الغذائية على أنها «مستحضرات هدفها تكملة النظام الغذائي بمواد مثل الفيتامين والمعادن والألياف والأحماض الدهنية والأحماض الأمينية، وهي في الأصل موجودة في بعض هذه المأكولات، والبعض الآخر مثل الكرياتين الموجود في اللحوم، وقد يلجأ الرياضيون لهذه المكمّلات لأهداف رياضية مثل تحسين الآداء».

واوضح أنّه «لا توجد عوارض جانبية للمكمّلات، أما إذا تمّ تناولها بكميّات مفرطة، فإنّ ذلك يؤدّي إلى نقص المياه في الجسم، إضافةً الى مشكلات في الكلى وغيرها من الأعضاء، وتجدر الاشارة إلى أنه يمكن شراء الكثير من المكمّلات من الصيدليات بكلّ سهولة».

الكلّ يهرع للحصول على جسم متناسق، وقد يكون دافع البعض عرض عضلاته في موسم الصيف على البحر مثلاً، أو البعض الآخر من أجل لفت الانتباه في مناسبة معيّنة. لكن هل لديكم أدنى فكرة بماذا تخاطرون عند تعاطي الستيرويدات؟

المنشطات

ويكمل د. حرب حديثه، قائلاً: «أمّا بالنسبة للمنشطّات، فهي تعمل على تكبير الكتل العضليّة وتخفيف الإحساس بالوجع والتعب، وزيادة عدد الكريات الحمر والاوكسيجين في الجسم، وهي عبارة عن مركّبات كيميائية عضوية مُصنَّعة تشبه تلك الهرمونات التي يصنعها الجسم، ومنها أقراص تُعطى عن طريق الفم ومنها ما يُصنَّع على شكل كريمات ومراهم، وهناك أيضاً ما يأتي على شكل شراب وبخّاخات».

وتكثر المنشطّات التي يمكن تناولها عن طريق الفم، ولعلّ الأكثر استعمالاً في لبنان هو «انابوليك ستيرويد». ويشرح حرب أنّ «المنشطّات تمنح الرياضيين قوّة تزيد عن قوتهم الحقيقية، وتسمح لهم بتكوين العضلات بصورة أسرع وبشكل أكبر من الطبيعي، عندها توقعهم النتيجة التي يحصلون عليها في نوعين من الادمان:

ـ فيزيولوجي: لأنّ الجسم يفرز عند ممارسة الرياضة المورفين بدرجة عالية، فيدمن الشخص على الرياضة.

ـ بسيكولوجي: عندما يرى الشخص شكل جسمه يتحسّن للأفضل، يطمح للأفضل وللحفاظ على هذا الآداء. وعندما يرى أنّ هذه النتيجة سببها المنشطات، يدمن عليها.

العوارض الجانبية

تسبّب الستيرويدات عوارض جانية خطيرة تؤثّر في صحّة الانسان، منها ما يشعر به المريض ومنها ما يُكتشف في فحوصات الدم، ويعدّدها كالآتي: زيادة حَبّ الشباب، الصلع الذكري، نموّ زائد في شعر الجسم، احتباس الماء و الأملاح في الجسم، خشونة في الصوت، نموّ الصدر بطابع أنثوي للرجال، ضمور في حجم الصدر للنساء، تضخّم الأعضاء التناسلية الأنثوية، عدم انتظام الدورة الشهرية، إحتمالية الإدمان، ضمور الخصيتين، الجلطات، التأثير السلبي على نسبة الكولسترول والدهون في الدم، تضخم حجم عضلة القلب والذي يتبعه العديد من المشكلات، إرتفاع ضغط الدم، زيادة كثافة الدم، ضعف في جهاز المناعة، مشكلات في الكلى والكبد، توقّف عملية نموّ العظام، عقم ومشكلات جنسيّة، سرطان البروستات والكلى والكبد، وتمزّق الأوتار.

ويضيف «تبدأ العوارض الجانبية في الأيام الأولى (بعد حوالى 10 أيام) بالظهور، وقد تستمرّ على المدى الطويل»، قائلاً: يستغلّ المدرّبون الرياضيين في صالات الرياضة لبيعهم المنشطات بهدف تحقيق أرباح مالية، ويقنعونهم من خلال النتيجة السريعة التي يمكن أن يحقّقوها في ظلّ غياب الرقابة وقلّة الوعي». ويتابع: «يجب على كلّ شخص يتناول المنشطّات أن يخضع للعلاج، وذلك لأنّ الهرمونات التي يحقنها في جسمه توقف عمل الهرمونات الأساسية في الجسم، لذلك يجب التوقف، تدريجاً أو كلياً، عن أخذها وذلك تحت مراقبة طبيب، ويتمّ استخراج الهرمونات التي دخلت الى الجسم».

أخيراً، أشار حرب إلى أنّه «لا مبرّر لروّاد النوادي في أخذ المنشطّات. أمّا الرياضيون المحترفون فيجب أن يرضوا بالنتيجة التي يمكن أن يحقّقوها من دون المنشطات»، مشدِّداً على أنّ «النتائج المبهرة التي تمنحها المنشطات آنيّة ولا تستمرّ طويلاً، لكنّ الآثار الجانبية تبقى الى المدى الطويل، فاقبلوا بالنتيجة بلا تعريض صحّتكم للخطر».

آفة المنشطات

بدوره، أكدّ بطل كمال الأجسام الطبيعي الدولي، شربل أبو خطار لـ»الجمهورية» أنّ «آفة المنشطّات مسيطرة على غالبية أجواء النوادي في لبنان، وذلك لأنّ المدربين أنفسهم يفرضون هذه السموم على تلاميذهم لتحقيق الأرباح».

وأوضح أنّ «بطولة كمال الأجسام الطبيعية التي وصل فيها للمرتبة الثالثة عالمياً تُخضع المتبارين لفحوصات دقيقة جداً للكشف عن وجود أيّ منشطات في أجسامهم لإبعادهم من المسابقة، ويسمح فقط بأخذ المكمّلات الغذائية بشكل منتظم، ما يؤكّد على أنه من الممكن صناعة جسم بطرق طبيعية بلا الاعتماد على هذه السموم».

ولفت الى أنه «من الناحية الجمالية، الحصول على جسم طبيعي بواسطة التمارين المكثفّة والغذاء أجمل بكثير في ما يخصّ تناسق الجسم والعضلات التي تدوم، أمّا التي تصنعه المنشطات، فلا يخفى على أحد عدم تناسق الجسم والتضخيم الظاهر، بالاضافة إلى أنّ هذه النتيجة لا تدوم، لأنّ الجسم سيتخلّص من آثار السموم التي أدخلت عليه، فيضطر الرياضي أن يعاود أخذها للمحافظة على شكل معيّن، ما يسبّب له حالات من الإدمان».

واختتم حديثه قائلاً: «علميّاً، مَن يريد صناعة جسم صحّي وجميل، يجب عليه الابتعاد في بداية مسيرته حتى من المكمّلات الغذائية، وعند تكثيف تمارينه، على المدرّب أن ينظّم له كميّة المكملات وكيفية تناولها، أمّا بالنسبة للمنشطّات فعلى الجميع أن يعلم أنها تهدم لا تبني».