عشية “العاصفة” المتوقع أن تصل لبنان ليل اليوم السبت، هلع اللبنانيون. ترقب وحذر في بيروت. استعدادات في المناطق، تحديدا الجبلية منها، تجهيز وسائل التدفئة.. وجمع حطب، لاستقبال الضيف الثقيل.
ليل اليوم تصل العاصفة “تلاسا”، كما سمتها مصلحة الأرصاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي، وهي عاصفة قطبية المنشأ، لكنها اعتيادية. وأكثر، هي مطلوبة وضرورية كما ترى “مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية” في تل عمارة، التي دعت في الوقت نفسه، اللبنانيين إلى عدم الهلع أو المبالغة، مؤكدة عدم وجود أي أسباب تدعو للذعر وإن كانت العاصفة المنتظرة هي الأبرد في هذه السنة، إذ قد يصل الانخفاض في درجات الحرارة إلى حدود الأربعة تحت الصفر. وتوقعت المصلحة أن تكون الثلوج معتدلة الكثافة يومي الأحد والاثنين على أن تتحول إلى خفيفة يوم الثلاثاء المقبل.
المنخفض الذي أطلقت عليه “مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية” اسم “تل عمارة” حضر في الاجتماع الذي ترأسه قبل ظهر أمس، محافظ البقاع القاضي انطوان سليمان في سرايا زحلة بمشاركة قيادتي البقاع العسكرية في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي الاقليمية ورؤساء الاتحادات البلدية من اجل بحث الاجراءات الواجب اتخاذها على الطرق الجبلية، وتجهيز القرى والبلدات بالجرافات المطلوبة والاستعداد لها.
يحمل “تل عمارة” رياحا شمالية قطبية المنشأ ويستهل وصوله بأمطار غزيرة وثلوج يبدأ تساقطها بدءا من ارتفاع 1400 متر من مساء اليوم السبت. ثم تتدنى الثلوج الى حدود 900 متر صباح غد الأحد وتصل مساء إلى حدود 600 متر، حيث تتراكم بكثافة. ويستمر تساقط الثلوج يومي الاثنين والثلاثاء إنما بوتيرة أخف.
ونبهت المصلحة من البرد القارس والرياح القوية التي من المتوقع أن تصل سرعتها إلى حدود 60 كلم في الساعة، خصوصا يوم الأحد مع تدنّ في درجات الحرارة ما سيحول الثلوج إلى طبقات جليدية الامر الذي نبهت منه مصلحة الابحاث وخصوصا فيما يتعلق بحركة العبور التي تنشط بين البقاع وبيروت على طريق ضهر البيدر التي ستتعرض إلى الصقيع، الأمر الذي يؤدي إلى إقفالها وتردي حالة السير عليها.
ودعت المصلحة إلى عدم سلوك الطرق الجبلية يوم الأحد بدءا من ارتفاع 1400 متر نظرا لطبقات الجليد التي ستتشكل مع الثلوج واستعمال السيارات الرباعيّة الدفع أو المجهّزة بالسلاسل المعدنيّة مع الإحتفاظ ببطانيات ومواد غذائيّة ومياه في السيارات.
في مواجهة “العاصفة” أعلنت وزارة الأشغال العامة والنقل عن خطتها للمواجهة عبر سلسلة من الإجراءات والتدابير لضمان بقاء الطرق سالكة للمحافظة على السلامة العامة، بحسب ما أعلن وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر في مؤتمر صحافي عقده في الوزارة. وأكد زعيتر “الجهوزية التامة للمديريات الإقليمية لمواجهة أي طارئ ممكن حصوله نتيجة تساقط الثلوج وموجة الأمطار المحتملة”.
وطالب الأجهزة المختصة في الإدارة، بـ”المتابعة اليومية لهذا الموضوع، وضرورة التواجد المستمر على الأرض لمعالجة أي خلل ممكن حصوله”، مناشداً المواطنين “التعاون والتقيّد بالتعليمات والتوجيهات، والحد من التنقل إلا في الحالات القصوى”.
وأشار وفقاً لصلاحيات الوزارة والمسؤوليات الملقاة على عاتقها، إلى أنها “وضعت فرَق طوارئ أثناء أيام العاصفة، لاسيّما في المناطق الحساسة التي غالباً ما تشهد فيضانات”، مضيفاً أنها “وضعت خطة كاملة تشمل كل المناطق اللبنانية، وتوفّر كل الحاجات والتدابير اللازمة، لناحية العناصر البشرية أو الآليات والمعدات”.
وإذ أعرب زعيتر عن أمله في “وضع خطة متكاملة موحدة لإنارة الطرق”، أوضح أن “الوزارة ليست مسؤولة عن إنارة كل الطرق عدا التي تتغذى من وزارة الطاقة”، لافتاً الانتباه إلى أن “سرقة بعض الكابلات الكهربائية تؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي، إضافةً إلى تراكم النفايات التي ترتب أضراراً”.