اكد رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة لصحيفة “القبس” الكويتية ان الكتلة في مرحلة ترقب وانتظار لما ستؤول اليه مجريات الامور، وذلك بعدما رمى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع حجراً كبيراً في مياه الاستحقاق الرئاسي.. لكن تيار المستقبل مستمر في دعم سليمان فرنجية.
ورأى السنيورة ان مبادرة جعجع أتت ردّ فعل على مبادرة الرئيس سعد الحريري، لافتا الى ان العلاقة مع رئيس القوات اللبنانية لن تنقطع، وان حركة 14 آذار مستمرة في حمل مبادئها، على الرغم من وهنها.
واكد رئيس كتلة المستقبل: لقد قامت “14 اذار” بحماية مكتسبات تتعلق بالحرية والسيادة والاستقلال والعمل على تطوير النظام السياسي والاقتصادي والعلاقة مع الدول العربية واحترام قرارات الشرعية الدولية، ورفض الدويلة التي تنافس الدولة على مصالحها. ما زالت هذه القيم تحتاج من يحمل لواءها ويدافع عنها، ولا اعتقد انه ظهرت حتى الآن حركة تستطيع ان تتصدى لهذه المهام سوى حركة 14 آذار. الحركات السياسية تصاب بوهن احياناً لكنها سرعان ما تستعيد المبادرة، وتقف من جديد.
وقال السنيورة: مضى علينا حتى الآن اكثر من 19 شهرا من الشغور الرئاسي، ولم نستطع انتخاب رئيس. هناك طرح يحمله تيار المستقبل ويحمله سعد الحريري، وانا كنت مؤمناً الى حد بعيد به، وهو ان رئيس الجمهورية ليس لفريق من اللبنانيين، ومسألة انتخابه ليست قضية تخصّ مجموعة من اللبنانيين، المسيحيين مثلاً، ولا يُعنى بها باقي اللبنانيين من طوائف أخرى. فحسب الدستور الرئيس هو للبلد كله ورمز وحدة الوطن، اي انه يمثل توافق اللبنانيين. وهو المادة اللاصقة لوحدة اللبنانيين ولايجاد مساحات مشتركة بينهم. ثمة من يقول ان رئيس الجمهورية يجب أن يكون قوياً. لكن ماذا نعني بالرجل القوي؟ البعض يقصد بذلك عصبيته الطائفية. انا من أشد المؤمنين بضرورة ان يكون الرئيس قوياً. ليس بعضلاته ولا بعصبيته، بل بفكره وعقله وقدراته القيادية، برؤياه وحكمته. نعلم انه يستحيل حصول رئيس يرضي كل اللبنانيين. وللتوضيح يجب ان يكون قويا ومقبولا في بيئته، ولكن ايضا قويا ومقبولا في البيئات الاخرى.
ومضى يقول: المشكلة ان مجموعة من المرشحين تمثلت بأربعة توافقوا فيما بينهم على انهم المرشحون الوحيدون وأغلقوا الباب وجعلوا نادي المرشحين لا يتسع لأكثر من أربعة. لذا رحنا ندور في حلقة مفرغة غير قادرين على اختراقها.
الظروف في لبنان والمنطقة تتفاعل وتحمل معها مزيدا من الاخطار. عندما اصبحنا مقيدين داخل هذا الاطار الذي وضعه المرشحون الأربعة، جرى التواصل مع الوزير السابق سليمان فرنجية مستندين في ذلك الى عملية مفاضلة. فرنجية يمتاز على الجنرال عون في انه مؤيد لاتفاق الطائف بينما تدرج موقف الجنرال عون تجاه الطائف من الرفض الكامل ثم القبول به ثم التنكر له.
الامر الثاني هو العيش المشترك والمشاركة. وفي هذا الباب نريد رئيس جمهورية يحترم الدستور ويعمل على تطبيقه. قانون الانتخابات المعروف بمشروع القانون الارثوذكسي الذي وافق عليه الجنرال عون ينسف أمرا أساسيا في تركيبة لبنان القائم على العيش المشترك، بينما فرنجية حاول بداية تأييد القانون ثم تراجع عنه.
في ما يتعلق بمبادرة جعجع، قال السنيورة:من الصعب الان اطلاق الاحكام حول ما اذا كانت تسهل ام تعقد الامور. انها وجهة نظر نحترمها وان كنا لا نوافق عليها.. ولكن هذا حقه.
وعن سؤال، “هل انكسرت الجرة” بينكم وبين جعجع، رد السنيورة: لا ابدا. قلت يوم تأبين محمد شطح أننا نتفق في أمور معينة ونختلف في أمور أخرى. اعتقد ان 14 آذار بالرغم من الهزة التي اصابتها لا يزال هناك حاجة الى وجودها ولعملها وللتعاون في الحفاظ على المبادئ الاساسية التي قامت عليها. ربما انكسر صحن لكن الجرة لا تزال على حالها.