IMLebanon

قلق لاستمرار تراجع سعر الزيت الكوراني وتشديد على خفض كلفة الانتاج

Olive-oil

برنار الزغبي

كأن المأساة تكرر من جديد، فتقع على رأس المزارع الكوراني الذي لا يكفيه غياب دعم الدولة لإنتاج الزيت والزيتون، حتى تأتيه عوامل خارجية تبدد آماله بموسم خير يدر عليه بالارباح.

لم تكتمل فرحته بإمكان بيع زيته البكر الممتاز بأسعار مربحة، حتى غرقت أسواق الكورة بالزيت المستورد من دول الجوار، وبأسعار متدنية جدا، ما ألحق خسائر كبرى بالمزارعين، وأدى الى جمود كامل في حركة بيع الإنتاج المحلي لهذا العام، في انتظار صدور قرارات رسمية من الدولة تدعم هذا القطاع.

فبعد تراجع كمية الإنتاج في العامين الماضيين، ارتفع الطلب هذا العام على الزيت مع بداية موسم القطاف، برغم أن الموسم كان شحيحا في العديد من البلدات الكورانية، بسبب مرض عين الطاووس، إلا أن إنتاج البلدات الاخرى مثل كفرحزير وكوسبا وكفرعقا والمجدل وداربعشتار وانفه وقسم من اميون كان وافرا، كما ان نوعية الزيت التي جاءت ممتازة من الباب الأول.

يعود سبب جودة الإنتاج هذا العام إلى أن حبوب الزيتون لم تسقط على الأرض، ولم يخرقها الدود. وهذا ما أدى الى ارتفاع سعر تنكة الزيت الى 120 دولارا. لكن مع دخول الزيت الاجنبي مطلع كانون الاول تقريبا توقف التصريف المحلي، وتوقفت كليا عمليات البيع، وفق تأكيد المزارعين على ان سعر التنكة بات مرهونا بمنع الاستيراد من الخارج، أو فرض ضريبة عليه، بحيث إن سعر تنكة الزيت الخضير المستورد تباع بمئة الف ليرة، وما دونها نوعية يباع ب75 الفا و50 الفا، في حين ان كلفة تنكة الزيت الواحدة في الكورة تتعدى ال135 الف ليرة، من حيث القطاف والنقل والعصر وغيرها.

كما أن سعر كيلوغرام الزيتون الخضير يباع بأربعة آلاف ليرة، في حين ان المستورد عرض منذ أسبوعين ب850 ليرة، ويعود السبب لكلفة أجر العامل اليومية التي تصل الى25 الف ليرة والفاروط 30 الف ليرة، علما أن هذه اليد العاملة وافدة من البلدان المجاورة التي ينافس زيتها الزيت المحلي بحيث تعمل في بلدها بأجرة اقل.

عدا ذلك، فإن العديد من معاصر الزيتون في الكورة لم تفتح هذا العام نظرا لتشديد وزارة الصحة على امتلاك كل منها للمواصفات المطلوبة، ولتحقيق ذلك تحتاج هذه المعاصر بحد ادنى، الى عشرة آلاف دولار، ككلفة إعادة تأهيل، في حين ان مدخول الموسم لا يتعدى الثلاثة آلاف دولار.

تجاه ما يعانيه المزارع الكوراني، الذي يعتمد في معيشته على إنتاج حقوله من جمود بيع زيته، أبدى مدير قطاع الزيتون في برنامج تنمية القطاعات الانتاجية في لبنان USAID المهندس الزراعي رولان عنداري خشيته من “الاستمرار في تراجع سعر الزيت الكوراني، اذ إن بيع التنكة استهل ب120 دولارا وتراجع الى مئة ثم الى 90 الى ان توقف”.

ويشدد عنداري على “ضرورة العمل على خفض كلفة الانتاج، بدءا من القطاف الذي يشكل نسبة 50 في المئة من المصاريف العامة لاستخراج الزيت”، مشيرا الى “أهمية استخدام القطافات التي تساعد على خفض المصاريف”، مطالبا ب”دعم الدولة لهذا القطاع”.

وأعلن استعداده “لإجراء دورات تدريبية للمزارعين، ومنحهم الإرشادات لتحسين نوعية الزيت عبر طرق القطاف الحديثة، والمعاصر النموذجية المتطورة، ووسائل تخزين الزيت الصحيحة، اذ إن الطرق التقليدية كثيرا ما تسيء الى نوعية الزيت، في حين ان التاجر والمستهلك يرغبان في الحصول على زيت بنوعية ممتازة وسعر مخفض”.

وفيما تعبر غالبية المزارعين عن قلقها تجاه مصير زيتها، أمل رئيس مجلس إنماء الكورة المهندس الزراعي جورج جحى “تنشيط حركة بيع الزيت بعد الانتهاء كليا من عصره، اذ إن الزيت لا يباع مباشرة من المعاصر، انما يحتاج الى فترة راحة، والى تمكن التجار من تثبيت سعر مبيعه”.