كانت لافتة للانتباه في نهاية الاسبوع الحرارة التي سرت في عروق “ديبلوماسية الهاتف”، مع الاتصال “الاستدراكي” من قبل العماد ميشال عون بالرئيس سعد الحريري الذي بادر بدوره الى الاتصال بالنائب سليمان فرنجية.
وإذا كان المكتب الإعلامي للحريري قد أوضح أنه كرر لعون ترحيب “تيار المستقبل” بالمصالحة بين”القوات اللبنانية” و “لتيار الوطني الحر”، مؤكداً ضرورة النزول الى المجلس النيابي لإنهاء الشغور في موقع الرئاسة، فإن بعض المعلومات أفادت بأن عون أبلغ الحريري ما معناه أن المعطيات تغيرت بعد ترشيح جعجع له، لافتاً انتباهه الى أن تفاهم معراب يندرج في إطار ما كان قد طرحه الحريري عليه خلال لقاءاتهما السابقة حول ضرورة أن يحظى ترشيحه الى الرئاسة بموافقة مسيحية، كتوطئة ضرورية لموافقة “المستقبل”.
أما اتصال الحريري بفرنجية، فإن أهميته ودلالته تتمثلان بالدرجة الاولى في تعمد الحريري الإعلان عنه، ذلك أن المعلومات تفيد بأن المشاورات الهاتفية لم تنقطع بين الرجلين طيلة الفترة الماضية، لكن من دون تظهيرها إعلامياً، وبالتالي فإن تقصد رئيس “تيار المستقبل” الإعلان عن اتصاله الأخير برئيس “تيار المردة”، بعد لقاء معراب واتصال عون به، إنما ينطوي، وفق العارفين، على رسالة واضحة بأنه ماض في ترشيح فرنجية وملتزم به، على الرغم من ترشيح جعجع لعون.
وأبلغت مصادر مسيحية صحيفة “السفير” أن أبواب منزل فرنجية في بنشعي مفتوحة أمام عون أو الوزير جبران باسيل، في أي وقت، لكن أي زيارة من هذا النوع لن تغير في موقف فرنجية المتمسك بترشحه الى رئاسة الجمهورية، إلا إذا أبدى عون قبولاً علنياً بالخطة “ب” التي تقضي بأن ينسحب لفرنجية إذا لم يتمكن من الحصول على الأكثرية المطلوبة للوصول الى الرئاسة.