Site icon IMLebanon

هل يبدأ التمهيد لرئيس من خارج “نادي الأربعة”؟

 

كتبت دنيز عطاالله حداد في صحيفة “السفير”:

هل آن أوان البحث عن اسم لرئاسة الجمهورية من خارج «نادي الأربعة» الذين جمعتهم بكركي: ميشال عون، سمير جعجع، سليمان فرنجية وأمين الجميّل؟

هل يمكن لزعماء الموارنة أن يواصلوا «مفاجآتهم» ويتفقوا على أمر ايجابي يتمثل بتبنّي مرشح «محترم» لرئاسة الجمهورية، من خارج «ناديهم» الضيّق، الذي يبدو أنه يزداد ضيقاً، حتى عليهم.

ألا يصبح أي رئيس قوي اذا كان مرشح اكثريتهم، إن لم يكن إجماعهم؟ ألا يزداد قوة إن التفَّ حوله معظم اللبنانيين من كل الطوائف والأحزاب؟

تزداد مشروعية هذا السؤال كلما ازداد التذاكي السياسي المحلي الضيّق، كما السجالات التي لا تغني عن رئيس ولا تسمن من جوع الى استقرار.

يأسف سياسي مسيحي مستقل من «وصولنا الى هذا الأفق المسدود». يقول، وهو ممن لا يحق له بحسب طائفته، الحلم بالرئاسة الاولى، إن «المسيحيين صعّبوا الحل الرئاسي مفترضين أنهم يحشرون الجميع ويضعونهم أمام مسؤولياتهم. لم يتعلموا أن لا شيء يمكن فرضه في لبنان على طائفة أو مجموعة من دون أن يكون له تبعات على الكيان. هم الدليل الحيّ على ذلك. فخمسة عشر عاماً من الاحتلال السوري والقمع والتضييق عليهم والنفي والسجن والتنكيل، لم تستطع أن تلغيهم او تقصيهم عن ممارسة حقوقهم ودورهم في البلد. إن لم يفهم المسيحيون العِبرة من ذلك، لن يعرفوا كيفية التعاطي مع البلد واستحقاقاته ومستقبله».

يأسف ذلك السياسي «لأن زعماء الموارنة ينطلقون من حسابات شخصية وظرفية. قد لا يكون ذلك خطا في السياسة في المطلق. لكنه في هذا الظرف الإقليمي والدولي الشديد التعقيد، وفي لحظة تتغيّر اشكال الدول وخرائطها، ليس مسموحاً لأي فريق لبناني اللعب بمصير البلد ومكوناته. ومن باب أولى أن يكون المسيحيون أكثر الباحثين عما يحفظ استقرار البلد ويجنّبه الخضّات المحيطة به».

يقول السياسي: في «الروليت»، حين يقول المسؤول عن ادارة اللعبة «لم يعد من رهان مقبول»، فإن ذلك يعني أن كل ما سيلي من رهانات بعد هذا الإنذار، ساقط. ما وضع على الطاولة هو ما يؤخذ به. لقد وصل الزعماء المسيحيون الى هذه المرحلة. لم يعد من رهان مقبول. وعليهم أن يستفيدوا من الألعاب التي لعبوها وأن يزيدوا من فرص ربحهم بمشاركة اللاعبين الآخرين. هي الوسيلة الوحيدة، وإلا فالتباكي لا ينفع لاحقاً.

من جهته، يعتبر رجل دين مسيحي مسؤول أن «زمن الرهان على عامل الاستقواء ولّى. يُفترض أن يكون اللبنانيون قد اكتشفوا، طائفة تلو أخرى، أنهم عاجزون كل لوحده من تحقيق اي مكسب او انتصار. ومن لا يزال يملك مثل هذه الافكار واهم لن يتأخر عن اكتشاف أوهامه».

عن رأي الكنيسة في المخرج الأنسب لرئاسة الجمهورية يقول «ليس علينا رسم خريطة طريق لأي فريق سياسي سواء مسيحي أو غير مسيحي. نحن نقول بالمبادئ العامة. نرحب ونشجع على التلاقي بين الجميع، المسيحيين أولا وسائر اللبنانيين. ومن هذا المنطلق كان ترحيبنا بتلاقي العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع. لكننا لا ننحاز الى أي مرشح. وكل ما يحكى عن أسماء تمَّ تداولها او زكَّاها البطريرك بشارة الراعي أو تفضيله لشخصية على أخرى، كلام غير دقيق، لا بل مفبرك ومسيء».

يؤكّد الأسقف أن «الكنيسة تنطق بلسان الناس حين تصرّ على وجوب انتخاب رئيس في أقرب فرصة. وهو ما كان يجب ان يحصل قبل الشغور الرئاسي. نحن مع رئيس يحظى بأكبر قدر من الالتفاف الوطني حوله. الأكيد يجب إن يكون محترماً ومقبولاً من البيئة المسيحية، لكن يجب بشكل أساسي أن يكون مقبولاً وطنياً. ولتحقيق ذلك، على جميع اللبنانيين، وتحديداً اخوتنا المسلمين، أن يبادروا الى فصل هذا الاستحقاق عن كل ارتباط خارجي. فليس على الدول أن تساهم في اختيار رئيسنا. يمكننا ان نتفق على رئيس يقوى بالتفاف الجميع حوله».

هل ذلك يعني القبول برئيس من خارج «الزعماء الأربعة الأقوياء»؟ يجيب «نحن نقبل بما يتفق عليه اللبنانيون. ومن يتفقون عليه يصبح الزعيم الأقوى».