IMLebanon

مجلس العمل اللبناني في السعودية يناشد الحكومة التزام الإجماع العربي

lebanon-and-saudi-arabia-ksa-flag

 

 

وجه مجلس العمل والاستثمار اللبناني في المملكة العربية السعودية، كتابا الى “الحكومة اللبنانية كلها”، جاء فيه: “ذكر، لعل الذكرى تنفع المسؤولين اللبنانيين”. لبنان عربي الهوية والانتماء، وهو عضو مؤسس عامل في جامعة الدول العربية، ملتزم بمواثيقها. كما أنه عضو مؤسس عامل في منظمة الأمم المتحدة، ملتزم بمواثيقها والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتجسد الدولة هذه المبادئ في جميع الحقوق والمجالات دون استثناء”. هذا ما نصت عليه الفقرة (ب) من مقدمة الدستور اللبناني.

“دولة الرئيس تمام سلام، السادة الوزراء الكرام،

نتوجه نحن، أعضاء مجلس العمل والاستثمار اللبناني في المملكة العربية السعودية، العاملين في مختلف القطاعات فيها منذ عقود، كأصحاب ومدراء عامين لشركات تضم في كنفها كما كبيرا من مواطنين لبنانيين مقيمين في مملكة الخير، هذه المملكة التي حضنتنا جميعا وكانت معاملتها لنا معاملة الأخ لاخيه. نتوجه إليكم ببياننا هذا:

إننا اليوم، إذ نراقب الأخبار، وكما هو متداول ومعروف، فقد بادرت حكومتكم إلى الامتناع عن الوقوف إلى جانب المملكة العربية السعودية في مواجهة حملة الاعتداء والتجني التي تعرضت لها، حين خرجت حكومتكم ممثلة في وزارة الخارجية والمغتربين- تحت ذريعة النأي بالنفس- لتغرد وحيدة خارج السرب العربي عما توافق عليه الجميع خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، واجتماع منظمة التعاون الإسلامي في جدة، من إدانة للهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد، وكذلك نأي الخارجية بنفسها عن إدانة التدخل الخارجي في الشؤون العربية عامة، والسعودية خاصة، ضاربة عرض الحائط بالدستور الذي يحكم عملها تجاه مواطنيها: مقيمين ومغتربين.

كما أنه في الوقت الذي يخوض فيه العالم حربا ضروسا على الإرهاب، لم تجد الخارجية اللبنانية ووزيرها حرجا في النأي بالنفس أيضا عن دعم السعودية في إجراءاتها ضد الإرهاب.

في أبسط قراءة لسياسة وزارة الخارجية والمغتربين، نرى أن سياسة النأي بالنفس هذه، تعبر عن موقف واضح بتأييد الطرف الآخر ضد الموقف العربي.

بعض الإعلام السعودي بدأ يطرح السؤال: لماذا على المملكة العربية السعودية أن تجامل لبنان واللبنانيين في الوقت الذي تجامل فيه وزارة خارجيته دائما وأبدا إيران؟

لا شك أنكم تابعتم مقال الأستاذ جميل الذيابي رئيس تحرير جريدة عكاظ السعودية، ومقال الكاتب الأستاذ داود الشريان في جريدة الحياة كرد فعل على موقف وزارة الخارجية، إلى جانب غيرها من المقالات في الصحافة السعودية والخليجية.

هذه المقالات، لأقلام انتفضت لكرامة بلدها في وجه بلد شقيق، كان حريا به حفظ الود والوفاء.

هل تعلم وزارة الخارجية والمغتربين أنها وضعت اللبنانيين المقيمين في السعودية، والذين من المفترض أن ترعاهم، في أحرج موقف أمام مضيفيهم السعوديين؟

باسم 500 ألف لبناني مقيم في منطقة الخليج العربي، وباسم التضامن العربي، وباسم الدستور اللبناني، نناشد ونطالب، وبشكل عاجل، الحكومة اللبنانية مجتمعة، ممثلة في رئيسها دولة الرئيس تمام سلام، ووزارة الخارجية والمغتربين، الرجوع عن القرارين، والتزام الإجماع العربي.

إنها ليست المرة الأولى ولا الوحيدة التي تتعرض فيها المملكة لانتكاسة في علاقتها مع لبنان، ولكن الأكثر إيلاما هذه المرة، أن يصدر التقصير عن مؤسسة لبنانية رسمية.

إن هذه التبعات قاسية، ولا يستطيع أبناء جاليتنا تحملها، لا هم ولا عائلاتهم، ولا أقرباؤهم المستفيدون مباشرة وغير مباشرة من هذا الاغتراب اللبناني.

لقد سبق للمجلس وللجالية أن قاما بحملة وفاء للملكة عنوانها “شكرا وعذرا وكفى” إثر ما تعرضت له المملكة ورجالاتها من إساءة لفظية. وخرجنا بإجماع في حينه على رفض الإساءة، وعلى دعم المغتربين اللبنانيين في منطقة الخليج.

دولة الرئيس، أصحاب المعالي، نهيب بكم تصحيح الوضع، والسير في ركب الإجماع العربي، والوقوف إلى جانب من وقف دائما داعما ومعاونا للبنان، مخلصا، شريفا محبا، مدافعا، ومعطاء للبنان.

إنه الواجب يدعوكم، إنه التقدير ورد الجميل، إنه الموقف العربي الواحد والأصح والمتكامل.

“انصر أخاك ظالما أو مظلوما”، فكيف لو كان هذا الأخ قد تعرض لظلم واضح تبرأ منه حتى أهله؟

في النهاية نتطلع نحن اللبنانيين هنا في الخليج العربي، إلى يوم ننصف فيه من أكرمنا، ونقف إلى جانب من ناصرنا، ونلتزم وحدة الصف مع من استضافنا وفتح لنا أبواب رزق هي أساسية لعيش كريم لأغلبية من الشعب اللبناني.

بألم ومحبة تقبلوا أصدق شجوننا وهواجسنا، علنا نلاقي آذانا صاغية لديكم. فأنتم المختارون من الشعب لإعانة الشعب. وأنتم المختارون من الوطن للحفاظ على الوطن.

ارجعوا عن الخطأ يحفظكم الله. إن الرجوع عن الخطأ فضيلة”.

January 27, 2016 04:02 PM