أعلنت خلال مؤتمر صحافي عقد في الجامعة الأميركية، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزة ورئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، نتائج دراسات الوحدة البحثية حول نوعية الهواء والإنبعاثات السامة لحرق النفايات، التي رعاها المجلس الوطني للبحوث ومجلس الجامعة الأميركية في بيروت للأبحاث، وتخلله إطلاق فريق عمل إدارة النفايات الصلبة في الجامعة دليل إدارتها، محذرا من مخاطر سوء إدارتها ومقدما النصائح من أجل الإستجابة إلى هذه الأزمة.
بعد افتتاح رئيس الجامعة المؤتمر، عرضت الأستاذة في الكيمياء ومديرة مركز حماية الطبيعة في الجامعة الدكتورة نجاة صليبا “نتائج الدراسة التي قامت بقياس تركيزات بعض هذه المركبات السامة على سطح مبنى سكني مؤلف من أربعة طوابق، بالقرب من موقع حرق مفتوح إلى الشرق من بيروت، ثم مقارنتها بقياسات سابقة أو بقياسات تم أخذها على بعد أسبوع من أي حرق في المنطقة وبعد تساقط الأمطار. وبعد ذلك، استطاعت الوحدة أن تقوم مخاطر الإصابة بالسرطان بسبب التعرض لهذه المواد الكيميائية”.
وشرح الكاتبان الرئيسيان لهذا الدليل الأستاذة المساعدة للصحة البيئية الدكتورة مي مسعود ومدير منشأة الصحة البيئية والسلامة وإدارة المخاطر في الجامعة فاروق مرعبي أوجه الإدارة المستدامة للنفايات، ودعوا إلى “أخذ المبادرة ووضع خريطة العمل موضع التنفيذ”.
وأشار بيان للجامعة أنه “تم قياس تركيزات المعادن التي تعتبر مؤشرا لحرق النفايات، ومن ضمنها الرصاص، الكادميوم، المنجنيز، التيتانيوم، الكروميوم، الزرنيخ، وكثير غيرها، حسب منهج IO-3.5 لوكالة الولايات المتحدة لحماية البيئة، ووجد أنها قد زادت”، لافتا إلى أن “المواد العضوية، وتحديدا الهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات ال16 السامة المعترف بها من قبل وكالة الولايات المتحدة لحماية البيئة، تضاعف تركيزها الكلي بأكثر من مرتين، بالمقارنة مع قياسات من تواريخ مختلفة. كما أن القياس، الذي تم بحسب منهج TO-13 لوكالة الولايات المتحدة لحماية البيئة، أظهر كذلك أن أكثر مادة مسرطنة ضمن هذه الهيدروكربونات العطرية، أي مادة البنزو [أ] بيرين (Benzo[a]pyrene)، تضاعف تركيزها”.
ولفت إلى أنه “حسب تقديرات مخاطر الإصابة بالسرطان بسبب الهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات والديوكسينات الثنائية البنزو والمتعددة الكلور والفيورانات، وبناء على منهج برنامج النقاط الساخنة للسموم في الهواء لمكتب كاليفورنيا لتقويم مخاطر الصحة البيئية، فإن الخطر القصير الأمد للاصابة بالسرطان زاد. وعندما رأت الوحدة البحثية حول نوعية الهواء هذه الأخطار المباشرة على صحة السكان والمتظاهرين من ناشطين ومنظمات غير حكومية، قامت بنشر المعلومات التي كانت تملكها بهدف الحد من هذا الخطر، في ظل غياب المنظمات العامة الضرورية لإدارة النفايات الصلبة بصورة سليمة. وأكدت النتائج الموثقة حول المكونات الهوائية السامة لحرائق النفايات ومخاطرها الصحية الحاجة الواضحة لإدارة النفايات الصلبة على مستويي الحكومة والبلديات. وعلى أثر ذلك، قدم فريق عمل إدارة النفايات الصلبة في الجامعة الأميركية في بيروت دليله لإدارة النفايات البلدية الصلبة”، لافتا إلى أن “هذا الدليل يعطي لمحة عامة عن ممارسات إدارة النفايات السابقة والحالية في لبنان، ويعرض خريطة العمل التي طورها فريق العمل لمساعدة الأفراد والبلديات واتحادات البلديات على الإنتقال إلى ممارسات أكثر استدامة وإدارة متكاملة للنفايات الصلبة”.