Site icon IMLebanon

العين على عرسال منعًا لتمدد التوتر العسكري الى الداخل!

أفادت مصادر عليمة أن المؤسسة العسكرية تضع تحت المراقبة المشددة الوضع في بلدة عرسال لكونها تختزن كل عوامل الخلاف بين التنظيمين، ما دام السكان والنازحون في مخيماتها ينقسمون بين من يؤيد “النصرة” ومن يناصر “داعش” بما يجعل ارضية انفجار الخلافات وترجمتها عمليا بين الفريقين في المنطقة أمرا قابلا للتحقق، وقد برزت اولى مفاعيله أمس من خلال مقتل فتاة في محلة وادي الحصن في عرسال، وتبعا لذلك، فان كل توتر في الجرود يخشى انسحابه على البلدة ما يوجب ابقاء العين الامنية ساهرة عليها.

المصادر أكدت لـ”المركزية” أن الاشتباكات نشبت جراء خلافات بين التنظيمين على مناطق تقاسم النفوذ في المنطقة الجردية بسبب رغبة الطرفين في التمدد جغرافيا، ومحاولة جبهة “النصرة” التي كانت تمركزت سابقا في مواقع في الزمراني في الجرود السورية تحسبا لمعارك مع “داعش”، الانسحاب منها بسبب الطقس المثلج وموجة الصقيع، فاشتبكت مع “داعش” اثناء الانسحاب، موضحة ان ما يجري لا يعني الجيش اللبناني الا من زاوية التأهب في مواجهة اي تطور من اي من التنظيمين اللذين يتساويان في تصنيفهما الارهابي في غض النظر عمن ينتصر ومن ينسحق، ومنع اقتراب اي منهما من مراكزه او السماح بأي توتر مسلح في عرسال.

وإذ طمأنت الى أن الوضع تحت السيطرة والجيش جاهز لصدّ اي هجوم او محاولة تسلل، استبعدت ان يكون للتوترات الميدانية أي صلة بما يدور في الاروقة الدولية من مفاوضات حول الازمة السورية في محاولة للوصول الى تسوية سياسية ما دام التنظيمان خارج المفاوضات وتاليا لا يسعيان الى تحسين شروطهما فيها، معتبرةً ان الاشتباكات لا تعدو كونها صراعا على النفوذ والعقيدة بين تنظيمين ارهابيين خطيرين اختطفا عسكريين لبنانيين من اراض لبنانية محتلة، علما ان الحيثية الجغرافية لـ”داعش” أفضل من النصرة في ضوء تمدد الاولى على بقعة واسعة تمتد من الحدود اللبنانية – السورية وصولا الى العراق خلافا لوضع “النصرة” التي تكاد تكون محصورة في هذه البقعة بالذات، وربما تحتاج الى توسع إضافي.

وافادت بان اي اشتباك او مواجهة لم يحصلا مع الجيش اللبناني حتى الساعة ولا اي محاولة للتقدم من قبل التنظيمين في اتجاه الداخل اللبناني، وان الجيش ينتشر على طول الحدود في عرسال، ومن الصعب جدا على أي طرف خرق الجبهة، لان الجيش يركّز قواه وقواته في المنطقة.

ولفتت هنا الى غياب تام لأي معلومة تتصل بوضع العسكريين المخطوفين لدى “داعش” بعدما أفرجت “جبهة النصرة” عمن اختطفتهم منذ نحو شهرين، موضحة ان التنظيم لا يعتبر نفسه معنيا باعطاء اي معلومة ولا يبدي تجاوبا مع المحاولات المبذولة على هذا الخط.