اكدت مصادر نيابية شاركت في جلسة الحوار لصحيفة “النهار” أنها خلت تماماً من أية إشارة الى الانتخابات الرئاسية، في حين جلس النائب سليمان فرنجية صامتاً طوال الاجتماع وكان مقعده بين الرئيس فؤاد السنيورة والوزير بطرس حرب. وقد استرعى انتباه المراقبين خروج النائب فرنجية عن صمته منذ لقاء معراب إذ أكد لدى انصرافه الاستمرار في ترشيحه مستغرباً “كيف ينسحب صاحب الـ 70 صوتاً لمن يملك 40 صوتاً؟” واذ رحب بالعماد ميشال عون في بنشعي، كرر انه “اذا لم يوافق عون على الخطة ب فلا نعترف بالخطة أ”.
ومن أبرز المواضيع التي طرحت في الحوار، إضافة الى التعيينات العسكرية، موضوع المحكمة العسكرية،فكانت مداخلة للرئيس بري الذي أوضح أن أحدا لم يقف مع قرار محكمة التمييز العسكرية بتخلية ميشال سماحة، داعياً هذه المحكمة، كما هي معتادة، الى إصدار حكمها سريعاً في القضية من دون تردد.
والموضوع التالي الذي حظي بالاهتمام، كان الموقف اللبناني في مؤتمريّ وزراء الخارجية العرب ومنظمة المؤتمر الاسلامي وما صاحبه من جدل إنطلاقا مما طرحه الرئيس السنيورة على هذا الصعيد. فكان رد وزير الخارجية جبران باسيل بان هذا الموقف كان منطلقا من سياسة “النأي بالنفس” التي يعتمدها لبنان ومن أن قرار إمتناع لبنان عن التصويت لم يعطل الاجماع فضلاً عن أن هذا الموقف حمى الوحدة الوطنية.
ثم كان موضوع العقوبات الاميركية على المصارف، فحذر الرئيس السنيورة في مداخلته من تجاهل هذه العقوبات التي ترتب على لبنان أفدح الاضرار. وأعطى مثلاً ما حصل مع البنك العربي عندما حوّل مبلغ ثلاثة آلاف دولار لحساب أحد قياديي حركة “حماس”، فتكبّد جراء هذه المعاملة مئات الملايين من الدولارات. وأشار الى أن وزارة الخزانة الاميركية حصّلت بفضل هذه العقوبات حتى الآن في مجالات عدة مبلغ يناهز الـ 120 مليار دولار. واتسمت مداخلة السنيورة بتعدد المواضيع الساخنة التي أثارها.
وبعدما حذر من تداعيات الموقف “المتفرد” الذي اتخذه وزير الخارجية في الاجتماعين والعربي والاسلامي والذي وصفه بأنه “انحياز ضد المصلحة الحقيقية للبنان”، تناول قضية تخلية “الارهابي” ميشال سماحة، ثم أثار مسألة الأوضاع الاقتصادية والمالية المتردية داعياً الى ارجاع الرسم على البنزين وتثبيت سعر صفيحة البنزين كمرحلة أولى عند 25 ألف ليرة تمكيناً للخزينة من تحقيق بعض الدخل الاضافي.