IMLebanon

“عريس شيعي” حاول الانضمام إلى “داعش”

military-court-Lebanon

وقف أحمد المصري أمام قفص المحكمة العسكريّة ينتظر دوره. ولكن ما أن حان موعد استجوابه، حتى خاف ابن الـ22 عاماً، وارتبك في الردّ على سؤال رئيس “العسكريّة” العميد الرّكن الطيّار خليل ابراهيم عن وجهته حين تمّ توقيفه من قبل الأمن العام في مرفأ طرابلس.

في البداية، قال: “كنت طالع ع شو اسمو.. على سوريا”، قبل أن يتراجع ويشير إلى أنّه كان ينوي السّفر إلى تركيا “حتى كزدر” (يتنزّه)، برغم أنّه لا يعلم إن كانت اسطنبول عاصمة تركيا أو في أي بلدٍ تقع أنقرة!

حاول الموقوف بسذاجة أن ينكر التّهم المسندة إليه بمحاولة الانتماء إلى تنظيم “داعش”، قبل أن يعود ويؤكّد ما قاله ضمن إفادته الأوليّة. إذ أنّ الشاب الصيداوي الذي يقطن في التعمير، اقتنع بضرورة الجهاد والقتال إلى جانب “داعش” على يد صديقه المتواجد في سوريا الفلسطيني عبدالله أبو خروب (مواليد 1993) الذي صار يحدّثه باستمرار من رقمٍ سوري عبر خدمة “واتس اب”.

“لعبلي بعقلي عبدالله”، يقول المصري الذي لم يكن تجنيده صعباً على أبو خروب الذي صار يتحدّث معه عن طبيعة “العيشة الحلوة” في المناطق الخاضعة لسيطرة “داعش”. كيف؟ أقنعه أنّ التنظيم سيقوم بتزويجه فتاة وسيعطيه 1200 دولار شهرياً.

هكذا اعتقد “العريس” الحديث العهد، أنّ حياته ستتغيّر برفقة قياديي “داعش”. الفتاة التي تزوّجها منذ 9 أشهر سيكون لها “ضرّة” في سوريا أو يمكن أكثر، ومبلغ الـ700 ألف الذي يتقاضاه مقابل عمله في تصنيع الحلويات في أحد المحال الصيداويّة سيتضاعف، بالإضافة إلى كونه سيلبّي “نداء الله” بالجهاد!

ومن دون أن يفكّر بأكثر من ذلك، توجّه المصري إلى مركز الأمن العام حيث استصدر جواز سفر جديدا وقرّر السفر إلى تركيا حيث سيرسل له أبو خروب شخصاً يقلّه إلى الداخل السوريّ، قبل أن يطلب منه مسح كلّ المحادثات التي جرت بينهما عن هاتفه قبل الدّخول إلى أي مركز أمني.

وبالفعل، تحدّد موعد السفر على متن باخرة بتاريخ 23 نيسان 2015. وفي هذا اليوم، لم يخبر المصري أياً من أفراد عائلته بالأمر ولا حتى زوجته، بل توجّه وحيداً إلى مرفأ طرابلس حيث أعطى العسكريّ جواز سفره وانتظر انطلاق الباخرة إلى تركيا. ولكنّ دقائق الانتظار، كانت كفيلة بأن يعدل الشاب عن فكرته، ليعود إلى العسكريّ ويطلب منه استرداد جواز سفره لأنّه لم يعد يريد السفر.

ولذلك، اعترى عسكريو الأمن العام الشكّ بأمر المصري والذين سارعوا إلى توقيفه واقتياده إلى مركز الأمن حيث اعترف بأنّه كان يحاول الانضمام إلى “داعش” في سوريا. ونفى أن يكون قد خضع لدورة عسكريّة أو أنّ أبو خروب وعده بذلك، مشيراً إلى أنّه لا يحبّ القتل ولا السّلاح.

وإذا كان المصري هو واحد من الشبان الذين حاولوا أو انضموا فعلاً إلى “داعش” بعد تجنيدهم عبر أحد معارفهم الموجودين في سوريا عبر الهاتف.. إلا أنّ المفاجأة كانت لدى قاضي التحقيق العسكريّ الذي حقّق مع الموقوف، أنّ الأخير وعندما سئل عمّا إذا كان يؤيّد “داعش”، ردّ بالنفي ليؤكّد بأنّه من المذهب الشيعي، ولكنّه قرّر الانضمام إلى التنظيم بسبب اقتناعه من أبو خروب بأنّه سيحظى بالمال والنّساء!

وبعد استجوابه، ترافعت عن المصري وكيلة الدّفاع عنه المحامية عليا شلحة مستندةً إلى المادة 200 من قانون العقوبات والتي تنصّ على أن “من شرع في فعل ورجع عنه مختاراً، لا يعاقَب إلّا على الأفعال التي تشكّل بحدّ ذاتها جرماً”، لافتةً الانتباه إلى أنّ موكّلها لا يحمل هذا الفكر (داعش) ولا انتمى إلى داعش، بل تمّ إغراؤه قبل أن يعدل عن الفكرة من تلقاء نفسه”.

وقد حكمت هيئة المحكمة العسكريّة الدائمة على المصري بالسّجن سنة واحدة، وعلى أبو خروب غيابياً بالأشغال الشاقة المؤبّدة وتجريده من حقوقه المدنية وتنفيذ مذكّرة إلقاء القبض بحقّه.

كما حكمت الهيئة على السوري عبد الحكيم مطر بالسجن سنة ونصف السنة وتجريده من حقوقه المدنيّة، بعد أن تمّ استجوابه في جلسة سابقة حول الجرائم المسندة إليه بالانتماء إلى تنظيم مسلّح بهدف القيام بأعمال إرهابيّة ونقل أسلحة وذخائر وتهريبها من لبنان إلى سوريا لصالح التنظيم بالإضافة إلى تجنيد أشخاص. وقد نفى رعد أي علاقة له بأمر التنظيمات الإرهابيّة.