كشفت مصادر نيابية شاركت في إجتماع الحوار النيابي في عين التينة لصحيفة “النهار” أن عقدة التعيينات في المجلس العسكري أحرزت تقدماً في هذا الاجتماع بما مهد الطريق أمام إنعقاد مجلس الوزراء اليوم مكتمل النصاب.
وأوضحت المصادر أن رئيس مجلس النواب نبيه بري تولى عرض المخرج الذي يفضي الى ملء الشغور في المنصبيّن الارثوذكسي والشيعي بالعميديّن سمير الحاج ومحسن فنيش.
لكن معلومات لـ”النهار” أفادت ان الاتصالات التي واكبت اجتماع هيئة الحوار وأعقبتها لم تذلل تماما عقبة المرشح الأرثوذكسي، اذ ان الرئيس بري سعى مع رئيس حزب الكتائب والمستقلين من أجل تسهيل تعيين الاسم الذي وافق عليه العماد ميشال عون وهو العميد الركن سمير الحاج. ولكن نتيجة اللقاء الذي عقده الرئيس ميشال سليمان والوزراء الثلاثة المحسوبين عليه ومن ثم اللقاء المسائي الذي جمع وزراء من الكتائب والمستقلين، ومع وزير الدفاع سمير مقبل، تبين ان عقدة المرشح الارثوذكسي غير قابلة للمعالجة بالطريقة المطروحة، اذ ان الحاج يأتي وفق معايير الأقدمية والأفضلية خامساً وهو من خارج لائحة المرشحين الثلاثة الواردة أسماؤهم من قيادة الجيش، وانه ليس من السهل تجاوز هذه المعايير.
وتنتقل العقدة الى جلسة مجلس الوزراء اليوم، ومن المتوقع ان تقوم حولها مشكلة في الجلسة قد تؤدي إما الى تمرير تعيين الحاج خلافاً لرأي اكثر من مكوٰن وزاري في الحكومة، وإما الى ارجاء التعيين وانسحاب وزراء التيار والحزب والطاشناق، او الى اقتناعهم بوجهة نظر الفريق المعارض، وهذا الاحتمال مازال مستبعداً.
من جهتها، ذكرت مصادر وزارية لصحيفة “السفير” انه جرى عرض للاسماء المقترحة لانجاز التعيينات العسكرية على المشاركين في طاولة الحوار، والتي سيقترحها وزير الدفاع سمير مقبل في الجلسة مع اسم مفضل منه لكل مركز ويختار الوزراء بينها.
وقد اعترض كلّ من رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل ووزير الاتصالات بطرس حرب، من حيث المبدأ، على الاختيار السياسي للاسماء، واكدا انه يجب ان تتم العملية بموجب المعايير التي يحددها الجيش ووزير الدفاع. فيما سجل الجميل وعدد من الوزراء المسيحيين ايضا تحفظا على اختيار العميد الارثوذوكسي المقترح لسبب الاقدمية، ولم يعطوا موافقة نهائية، على امل ان تستمر الاتصالات حتى صباح اليوم لتقرير الموقف النهائي قبل الجلسة.
وعُلم ان وزير السياحة ميشال فرعون ايد ترشيح العميد الكاثوليكي المقترح، لكن مقابل “تلبية مطلب الطائفة الكاثوليكية ايضا بتفعيل جهاز امن الدولة المعطل نتيجة خلافات، بعضها سياسي وبعضها اداري”. وقال فرعون: ان هذا المطلب ليس للكاثوليك فقط، بل لكل المسيحيين، وانا مكلف التعبير عنه.
وبالنسبة لموضوع آلية عمل مجلس الوزراء وكيفية اتخاذ القرار، عُلم انه تم الابقاء على آلية التوافق بشكل عام على ان يتقرر وفق كل موضوع ما اذا كان سيؤخذ باعتراض مكون او اثنين من مكونات الحكومة، لا سيما في القضايا الوطنية والميثاقية الكبرى، لكن جرى رفض تعطيل مجلس الوزراء من قبل مكون او مكونين لاسباب غير جوهرية.
وقالت المصادر الوزارية ان الاسماء المقترحة للتعيين هي: عن الشيعة: العميد محسن فنيش، العميد الركن محمد جانبيه والعميد عبد السلام سمحات والعميد خليل ابراهيم. مع افضلية للعميد إبراهيم والعميد فنيش كونه يشغل حاليا بالوكالة مدير عام الادارة. وعن الارثوذوكس: العميد فؤاد القسيس، العميد سمير عسيلي، العميد سمير الحاج والعميد زياد زيادة. مع افضلية للعميد عسيلي المفصول حديثا الى المفتشية العامة لتسيير اعمالها بالوكالة، وللعميد الحاج. وعن الكاثوليك: العميد جورج شريم والعميد غابي حمصي والعميد جورج خميس. مع افضلية للعميد شريم.
بدورها، كشفت صحيفة “اللواء” ان أسماء الضباط الذين تمّ التفاهم على تعيينهم في المجلس العسكري اليوم، وفق ما تبلغه أقطاب طاولة الحوار من الرئيس نبيه برّي هم:
العميد سمير الحاج عن المقعد الارثوذكسي.
العميد جورج شريم عن المقعد الكاثوليكي.
العميد محسن فنيش عن المقعد الشيعي.
اما الأسماء التي سيطرحها وزير الدفاع سمير مقبل على مجلس الوزراء فهي:
عن الشيعة: محمّد جانبيه، خليل إبراهيم، ومحسن فنيش.
عن الكاثوليك: غابي حمصي، جورج شريم، غسّان شاهين.
عن الارثوذكس: فؤاد قسيس، سمير الحاج، وسمير عسيلي.
لكن مصادر عسكرية استبعدت لـ”اللواء” إمكان تعيين العميد فنيش للمركز الشيعي، باعتبار انه غير مجاز في الأركان، ووفقاً لقانون الدفاع يحرم من حق ان يكون عضواً في المجلس العسكري مع الإشارة إلى وجود سابقة في هذا المجال عندما عين الرئيس الراحل الياس الهراوي المرحوم اللواء فايز عازار عضواً رغم انه لم يتابع دورة أركان.
ورجحت المصادر ان يتم تعيين العميد الركن عبد السلام سمحات الذي يشغل حالياً رئيس فرع مخابرات البقاع.