تتكثّف سلسلة الاتصالات من جانب الرابية ومعراب باتجاه الداخل والخارج. على الأجندة لقاءات قريبة مع “تيار المستقبل” الناقم والرافض، وسليمان فرنجية الناعي للخطة “أ” إذا لم يكن هناك خطة “ب”، ووليد جنبلاط “اللاعب” على ثلاثة خطوط، وسامي الجميل المجاهر بموقفه سلفا.
وكشفت صحيفة “السفير” ان “حزب الله”، وفق مصادر وثيقة الصلة بالنائب ميشال عون، لا يدخل ضمن مفهوم المشاورات نفسه، أولا لأن موقف “حزب الله” محسوم من الموضوع وثانيا لأن الاتصالات هي الخبز اليومي للفريقين.
وفي هذا السياق، تردّ المصادر العونية على من يعايرها بالسكوت عمّا اعتبر حملة مركّزة شنّها سمير جعجع على “حزب الله” بعيد الاعلان عن الاتفاق المسيحي بالقول “هذا الكلام صار متأخّرا كثيرا عن وقته، فبعد الكلام الذي قيل من جانب جعجع جرت اتصالات مع معراب ورسائل تمّ نقلها بعيدا عن الاعلام وتمّ توضيح المطروح من اسئلة واستيضاحات هي صادقة وجدّية ومشروعة، وانتهى الامر هنا”.
وفي مقابل الحلقة المُفرغة التي يدور فيها الجميع وتمدّد المواقف باتجاه المزيد من التصلّب وآخرها موقف النائب فرنجية، ترى الرابية ان الساحة الداخلية أمام خيارين: أنصار الخيار الاول يتمسّكون ويراهنون على البعد الداخلي للرئاسة، ومن ضمن هذه المقاربة هناك أقلّه أربعة مواقف لا تزال ضمن دائرة التردّد او السلبية: تيار “المستقبل”، وليد جنبلاط، سليمان فرنجية و “حزب الكتائب”. وان حسم أي منها تأييده لصالح عون، سيؤدي الى حسم الموضوع. ثمّة في المقلب العوني من يقول في هذا الاطار ان الرئيس سعد الحريري لطالما أعلن أنه من دعاة النزول الى مجلس النواب لانتخاب الرئيس، عندها فلينزل ويصوّت، بحيث ان الميثاقية المطلوبة تتأمّن من خلال تأمين نصاب الحضور. أما لناحية الرئيس بري، فيبدو رغم وضوح الرؤية والموقف في عين التينة، فإن الرابية تجهد لعدم احتسابه ضمن المعرقلين، طالما ان الصوت الشيعي الاقوى الى جانبها!
أما الخيار الثاني فهو الرهان على العوامل الخارجية، وهو الامر الذي سيؤدي برأي الرابية الى تمديد الانتظارات واستدامة الشغور.
حاليا لا اتصالات نهائيا مباشرة بين عون وفرنجية. موقف رئيس “تيار المردة” من عين التينة أمس لم يغيّر في ما تقوله أوساط عون “سليمان فرنجية ليس من نوعية السياسيين الذين يغيّرون في تحالفاتهم ومواقعهم، ورهاننا الاكبر على هذه المبدئية والفروسية التي عرف بها فرنجية، وشكّلت كل عمق حياته السياسية”.
الموقف الاستيعابي للرابية لا يندرج سوى في إطار سياسة “النَفَس الطويل” وتجاوز كل ما يتفوّه به فرنجية، خصوصا ان التعميم البرتقالي بالمهادنة لا يزال ساري المفعول. الزيارة الى بنشعي ممكنة خلال أيام، بتأكيد الاوساط، لكن الايام الماضية حفلت باستحقاقات متتالية أجّلت حدوثها.