عادت الاشتباكات لتشتدّ بين “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش” في جرود عرسال، حيث سيطرَت “داعش” على مواقع عدّة لـ”النصرة” في الجرود وسط وقوع إصابات من الطرفين، فيما استهدف الجيش المسلّحين من الجهتين.
وأكّدت مصادر أمنية لصحيفة ”الجمهوريّة” أنّ “تمركزَ داعش” في نقاط لـ”جبهة النصرة” لن يؤثّر على مسار الجبهة هناك، فالجيش اللبناني يتعامل معهما على أنّهما تنظيمان إرهابيان ويستهدفهما عندما يَرصد تحرّكات عناصرهما ولا يفرّق بينهما، وفي الأساس، يُعزّز الجيش مراكزَه على التلال.
وبالنسبة إلى الوضع داخل البلدة، فإنّ هذا الأمر لن يؤثّر، لأنّ الجيش عزَل البلدة عن الجرود ومنعَ تسلّل المقاتلين، وأيّ تحرّكٍ لخلايا مرتبطة بهما سيواجَه بالقوّة فوراً”. ونفت المصادر أي تقدّم لـ”اداعش” في اتجاه بلدة عرسال.
وذكرت صحيفة “السفير” ان اشتباكات عنيفة دارت بين مسلحي “داعش” ومسلحي “جبهة النصرة” في جرود الجراجير في القلمون، أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الطرفين وأسر مسلحين من “داعش”، إثر هجومٍ مباغت لـ “النصرة” على مراكز “التنظيم” في الجرود. وردَّ “داعش” بهجوم معاكس استرد خلاله مواقعه إضافة إلى سيطرته على مواقع جديدة لـ “النصرة” في مرتفع قلعة الحصن، وسهل عجرم والمخيم العسكري ومنطقة الملاهي الواقعة شرق بلدة عرسال. وتعتبر هذه المناطق حلقة وصل بين بلدة عرسال وجرودها في سلسلة جبال لبنان الشرقية.
وتوسعت دائرة الاشتباكات في وقت لاحق لتشمل مواقع ونقاطاً في الزمراني، وادي ميرا، جرود فليطا ـ الجراجير في القلمون، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة.
مصادر مطلعة قالت لـ”الأخبار” إن الاشتباكات تأتي “بعد الحصار والتضييق من الجيش والمقاومة على مواقع انتشار المسلحين، ولم يعد أمام هؤلاء لمواجهة الحصار والمناخ القاسي سوى محاولة تمدد بعضهم في مناطق البعض الآخر، في محاولة لتحسين أوضاعهم”.
وأوضحت أن مسلحي “النصرة” هاجموا أمس مواقع لمسلحي “داعش” في جرود الجراجير وعرسال، وسيطروا عليها بعد معارك عنيفة استعملت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وسقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين. إلا أن مسلحي “داعش” استعادوا السيطرة على هذه الموقع بعدما شنوا هجوماً واسعاً على مواقع وحواجز “النصرة” في الجراجير وقلعة الحصن ومدينة الملاهي وسهل العجرم، حيث دارت اشتباكات عنيفة وصل صداها إلى مدينة عرسال. وفي مدينة الملاهي، المنطقة الأقرب إلى البلدة، وقعت اشتباكات بين التنظيمين قتل فيها ستة من مسلحي “النصرة”، وجرح أكثر من عشرة جرحى، وتمكن مسلحو “الجبهة” من أسر ثلاثة من مسلحي “داعش”.
إلى ذلك، افادت صحيفة “النهار” ان “داعش” اندفع في هجمات مركزة على مراكز جبهة “النصرة” معيداً تسليط الأضواء على الواقع الميداني في جرود عرسال حيث تسيطر “النصرة” على معظم المعابر التي تؤدي الى عرسال في مقابل تقدم “داعش ” وسيطرته على اطراف عرسال من جهة الشمال امتداداً من وادي عجرم ووادي حميد حتى الملاهي.
ووصف المشهد القتالي بين التنظيمين امس بأنه كان الأشرس، إذ شن مئات من مسلحي “داعش” هجمات مباغتة على مراكز “النصرة” على اكثر من محور في وقت واحد واستعملت في المعارك الاسلحة الثقيلة وتحدثت معلومات عن سقوط العديد من القتلى والجرحى والأسرى بين الفريقين.
وإذ ينذر الوضع بتفاقم واسع، بدا الجيش في جهوزية تامة واستهدف مرات عدة تحركات الطرفين بالقذائف الثقيلة، مما حد من تحركاتهم عند التلال والأودية المطلة على مراكزه في جرود عرسال ورأس بعلبك.