أكد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله أنّ إيران لم تكن بحاجة إلى الملف الرئاسي اللبناني من أجل الإتفاق النووي، مشدّداً على أنّ طهران ليس لها علاقة بالملف الرئاسي ومن الظلم اتهامها بتعطيل هذا الملف وهي لم ولن تتدخل فيه.
نصرالله، وفي كلمة متلفزة خصّصها لملف الإنتخابات الرئاسية، إعتبر أنّ الاستمرار في اتهام ايران بالتعطيل ظلم، وتصديق الاتهام جهل وغباء، موضحاً أنّه عندما طُرح موضوع الرئاسة على إيران كان جوابها أنّه شأن لبناني داخلي، وقال: “من لديه دليل على أنّ إيران تحاول أن توظف الملف الرئاسي لصالحها فليتقدم بالدليل”، معتبراً أنّ سوريا وبسبب الحرب الدائرة على أرضها بعيدة عن الاتهامات في التدخل بملف الرئاسة.
ولفت الى أنّ اتهام “حزب الله” بشكل دائم انّه يريد المساومة على الانتخابات الرئاسية وانّه يريد مقابلاً مثل مؤتمر تأسيسي أو حصص وزارية وغيره فكله كلام غير صحيح ومردود جملة وتفصيلاً، لأنّ “حزب الله” يريد تسوية، مضيفاً: “البعض يقول انّ “حزب الله” سيعطل الملف الرئاسي من اجل حصته في الدولة. لكن اين هي حصتنا في الدولة”؟
وأشار نصر الله الى أنّ العلاقة مع الحلفاء قائمة على الصدق والثقة والصراحة وعلى الأساسيات المهمة والتواصل، وعند الاختلاف نحاول أن نتفق ونحافظ على وحدتنا، مؤكداً أنّ فريق 8 آذار السياسي ليس فريقاً بفكر شمولي، ولا نفرض أيّ شيء على أحد من حلفائنا، بل نحن نتحاور ونناقش ولا ندير ظهرنا.
ورأى أنّه منذ بداية الاستحقاق الرئاسي كان الفريق او الخصم يعمل على قاعدة الايقاع بين الحلفاء في فريقنا ويحاول دائماً أن يضع العراقيل في صفوفنا، موضحاً أنّ العلاقة بين “حزب الله” و”حركة أمل” علاقة تنسيق وحوار وتواصل شبه يومي في كل القضايا والملفات، وكل ما نتفق عليه نمشي فيه، وأنّ العلاقة مع “التيار الوطني الحر” منذ توقيع مذكرة التفاهم لم تسلم من محاولات متجددة لدق الأسافين.
ولفت نصر الله الى أنّ قيادة “حزب الله” درست خيارها ووصلت الى اجماع بأنّ هناك مرشحاً طبيعياً له حيثياته هو العماد ميشال عون وأخذنا خيارنا بدعمه، مضيفاً: “قلنا للعماد عون طالما أنت مرشح نحن ندعمك، ولم نجامله. فقد قلنا انّنا معه وسندعمه والحلفاء يعلمون انّنا كنا نسعى ولا نزال نسعى لدعمه. لقد إقترعنا بورقة بيضاء في أول جلسة انتخاب نزولاً عند رغبة عون، لأنّه لم يكن بعد قد أعلن عن ترشيح نفسه.
وتابع: الجميع يستغل فكرة أنّ “حزب الله” لم يرشح العماد عون وبدأت تسري أقاويل بأنّ الحزب لا يريد عون ولم يكن جاداً. لقد غبنا عن الجلسة الثانية وقلنا إنّنا لن ننزل إلى الجلسة طالما أنّ مرشحنا لن ينجح فإتُهمنا بالتعطيل. شككوا بترشيحنا ودعمنا للعماد عون، وما ان أعلنا انّنا نرشح عون حتى أطلقوا عليه مرشح “حزب الله”، لافتاً الى أنّ “تيار المستقبل” و”التيار الوطني الحر” تحاورا من دون الوصول إلى نتيجة، ومن ثم قيل إنّ السعودية وضعت فيتو على ترشيح العماد عون.
وأكد نصرالله أنّ رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية صديق عزيز والثقة بيننا كبيرة جداً، وهو حليف قديم وبيننا حلف ومودة قديمة، مشيراً الى أنّه انطلاقاً من ثقتنا بحلفائنا نرحب بأيّ تقارب لأنّ علاقاتنا مبنية على الثقة والتفاهم، وأضاف: فرنجية أخبرني عن مبادرة ترشيحه من قبل الرئيس سعد الحريري ونبهته الى امكان ان تكون هناك محاولات للايقاع بينه وبين العماد عون. لقد قلت لفرنجية اذا كانوا جديين بترشيحك فيمكن ان نناقش، ونحن لدينا التزام سياسي وأخلاقي تجاه العماد عون، وإذا كان ترشيحك جدي فعلينا ان نناقش الموضوع مع حلفائنا.
ولفت الى أنّ موضوعاً دقيقاً كترشيح فرنجية لا يقارب مثلما تمّت مقاربته في باريس، وبعدما أعلن “المستقبل” ترشيح فرنجية عملنا كإطفائية لإخماد السجالات ولم نستطع أن نتحاور كحلفاء في المعطى الجديد وهو ترشيح فرنجية، وقال: “أنا لا أصدق التسريبات، بل أصدق ما نقله إلي فرنجية. فالأخير لم يقدم نفسه كمفاوض بإسم 8 آذار، بل تحدث عن نفسه كرئيس للجمهورية إذا تم ذلك وتحدث بصفته الشخصية”، مضيفاً: لو كان مرشحنا الحقيقي فرنجية لذهبنا الآن إلى المجلس النيابي وصوتنا لصالحه. فهل من الممكن أن نكون قد راوغنا لمدة عام ونصف؟
وتابع نصرالله: “نؤيد أيّ تفاهم وتقارب بين أيّ فريقين ومنه التقارب الذي حصل بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، ونحن نثق بحليفنا العماد عون ونؤيد حواره مع الدكتور سمير جعجع. فـ”حزب الله” ليس مجبراً في كل يوم وكل جمعة أن يجدّد التزامه، ونحن ملتزمون بترشيح عون وإن أتى خصمنا السياسي ليدعم عون، فلماذا نحزن؟. إنّ عدم إصدارنا لبيان بشأن الرئاسة ليس لأنّنا محرجين، بل لأننا أحببنا ان ننتظر معرفة اين ستؤول الامور وموقفنا سنؤكد عليه.
وأضاف: لقد حسمنا أمرنا منذ اللحظة الاولى بملف الاستحقاق الرئاسي وانتم الضائعون. إنّ علاقتنا مع حلفائنا مبنية على التشاور ولا نجبر احداً على اتخاذ موقف معين، ووجود مرشحين من 8 آذار هو مكسب سياسي لنا وليس خسارة. إنّ المشهد الرئاسي الآن ليس فيه مرشح من 14 آذار، وبالتالي كيف يكون فريق 8 آذار خاسراً؟ ففريقنا ربح سياسياً بترشيح عون وفرنجية، ولكن إذا سحب فرنجية ترشيحه ونزلنا إلى المجلس وقاطع “المستقبل” وبعض حلفائه، فهل تحل مشكلة الرئاسة؟
وقال نصرالله: نحن نفي بالتزاماتنا حتى لو خسرنا بالسياسة والتزامنا قاطع بالعماد عون، الا اذا قال هو بأنّه لم يعد مرشحاً، فيصبح لدينا الخيار. إنّنا ندعو الان الى مزيد من النقاش والحوار وعدم الاستعجال وان نسعى كلنا الى تفاهم والى رئيس يكون هناك اجماع حوله ومن دون أن يكسر أحد أحداً كي يستطيع بناء البلد، مؤكداً أنّه إذا إنعقد مجلس النواب غداً لإنتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية فنحن سنشارك في الجلسة ونكون جاهزين لانتخابه بسلة أو من دون سلة، وليكفوا الكلام عن مؤتمر تأسيسي أو غيره.
وأكد أنّ “حزب الله” يريد إجراء الانتخابات البلدية في موعدها وانتخاب رئيس للجمهورية وان نعيش سوية، مشدّداً على رفض الحزب لأيّ شكل من أشكال التمديد للمجالس البلدية الحالية.
إوإذ أمل أن يقر مجلس الوزراء الاسبوع المقبل قانون تثبيت عناصر الدفاع المدني الذين يقدمون تضحيات جسام، عبّر نصر الله عن سعادته بالتفاهمات التي حصلت وأعادت إطلاق العمل الحكومي، آملاً أن تفعّل بكل قوة وأن يتم الالتزام بالآليات المتفق عليها، وقال: نوجّه التحية الى ضباط وجنود الجيش على صبرهم وتحملهم في الدفاع عن الحدود.