أشارت الوكالة “المركزية” إلى أنّ رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إختصرا موقف مجمل فريق 14 آذار في رده على خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله “الرئاسي” أمس. الاول بسؤاله: “اذا كان السيد نصرالله يعتبر ان فريقه حقق ربحا سياسيا في الترشيحات الرئاسية فلماذا لا ينزل فريقه الى الجلسة ويترجم هذا الربح؟ وجنبلاط باشارته الى “اننا لا نريد أن تنتقل الديمقراطية اللبنانية على هشاشتها رويداً رويداً لتماثل تلك الديمقراطية الإيرانية”.
ففي قراءة متأنية لمصادر سياسية في 14 آذار رداً على موقف نصرالله الذي وضع فيه الرئاسة ضمن مربع ضيق تتحكم فيه استحالتا انسحاب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون وتبني الرئيس سعد الحريري ترشيحه، تضيء في الشكل اولا على ان حزب الله وفي مفارقة لافتة تعمّد للمرة الاولى تحديد موضوع خطاب نصرالله وحصره بالاستحقاق الرئاسي خلافا لكل خطاباته السابقة التي لم تغفل مرة الشأن الاقليمي وتأثيره على الداخل، وهو الذي لطالما اكد انه لاعب اساسي في المنطقة وان عدم مواكبة تطورات الاقليم غير منطقية نسبة لارتباطها العضوي بالشأن اللبناني. والسؤال يكمن هنا، لمَ تعمّد الحزب اعلان موضوع الخطاب ولمَ تجاوز نصرالله الاقليميات؟ تؤكد المصادر لـ”المركزية” انّ مجرد حصر الموضوع بالرئاسة يخفي في حد ذاته رسائل موجهة مباشرة الى الجمهور المسيحي في 8 آذار المنقسم والممتعض مما آلت اليه الاحوال بعدما تعرّت 14 آذار رئاسيا وحصرت الاستحقاق ب8 آذار وعلى رغم ذلك فان الامور لا تبدو متجهة نحو انتخاب واحد من المرشحين.
اما في المضمون فلم يقدم امين عام الحزب جديدا او غير متوقع، باستثناء تجاوز “شرط السلّة” الذي كان حدده في اطلالة سابقة من ضمن خريطة طريق انقاذية – وركّز على محاولة ازالة تهمة التعطيل عن الحزب وايران في آن. بيد انه ناقض نفسه بحسب المصادر ما دام جدد القول ان نواب الحزب لن يؤمنوا النصاب الانتخابي الا بضمان انتخاب عون. وسألت عن وضع “الديموقراطية” المنصوص عنها دستوريا في حسابات نصرالله والقاضية بانتخاب رئيس في المجلس النيابي استنادا الى مبارزة بين مرشحين وليس بتحويله الى مقر لفرز الاصوات بعد انجاز العملية الانتخابية خارجه. وتضيف ان الارباك موجود لدى فريق 14 آذار وهذا أمر لا جدل فيه لكنّ الارباك الحاصل في فريق نصرالله فاق التقديرات، ذلك ان حتى حصر الرئاسة بمرشحَين من ضمنه لم تمكّنه من ايصال احدهما الى الكرسي الرئاسي، لا بل خلقت حالا من الزغل بين مكوناته لم يعد خافيا على أحد، ولا تغريدات فرنجية او غيره قادرة على اخفائه- فالاوساط الشعبية في فريقي التيار الوطني الحر والمردة لا تخفي الامتعاض من الحاصل وتسأل بعد كل ما جرى عن سبب عدم الايعاز لنواب 8 آذار بالمشاركة في جلسة 8 شباط لحسم الرئاسة فعلا لا قولا بفريق 8 آذار وتسجيل الانتصار ما دام لا مرشح من خارج هذا الفريق ولا فرص لوصول احد غير مرشحيه.
اما التزامات نصرالله الاخلاقية واعتبارات الوفاء للحلفاء فتعتبر المصادر انها على حسناتها- لا يمكن اعتمادها معيارا لقلب المفاهيم الديموقراطية واطاحة مبادئها وقوانينها واصولها القاضية بان مبدأ تداول السلطة يتم عبر الانتخابات الصحيحة في المجلس النيابي فقط لا غير.