Site icon IMLebanon

“داعش” يتمدّد… إلى البحر؟!

اعلنت مصادر أمنية لصحيفة “الأخبار” إن هدف “داعش” من الاشتباكات في جرود عرسال  “التمدد والسيطرة على مساحات واسعة، بما فيها قرى بقاعية، وهو لذلك يسعى الى إبعاد خصمه مستغلاً الظروف المناخية غير المناسبة للقتال، في محاولة لإحياء مخططه بإقامة إمارة تتصل بالبحر من جهة شمالي لبنان”. وهو المخطط الذي حذّر منه قائد الجيش العماد جان قهوجي أكثر من مرة سابقاً.

وأوضحت أن “النصرة” بدأت الهجوم “كخطوة استباقية لتوسيع رقعة سيطرتها بدل التقوقع في وادي الخيل ووادي حميد، فيما يسيطر داعش على جزء كبير من جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع والجرود السورية في الجراجير وقارة ووادي ميرا والرحيبة”.

وحذّرت المصادر من أن خطة “داعش” التوسعية “تشكل خطورة على مراكز الجيش اللبناني ونقاطه المتقدمة، خصوصاً أن محاولات تسلل المسلحين باتت شبه يومية، وربما تكون بهدف استطلاع قدرات الجيش”.

في المقابل، تؤكد مصادر عسكرية “جاهزية الجيش، ويظهر ذلك من استهدافه تحركات المسلحين وتجمعاتهم والتأكيد على حماية حدود القرى اللبنانية من المخاطر الإرهابية”.

وكشفت مصادر أمنية لـ”الأخبار” أن تقارير أمنية وردت الشهر الجاري تفيد عن “تخطيط مجموعات إرهابية لاستهداف معظم المراكز العسكرية في آن واحد، في منطقة عرسال، باستعمال دراجات نارية وسيارات مفخخة”.

على خط موازن اعتبرت مصادر أمنية ان سبب الاشتباكات في جرود عرسال هو حاجة “داعش” لتأمين ظهره في المنطقة ليرتاح في معارك “مهين” و “القريتين” في البادية السورية.

وافادت المصادر لـ“السفير” إن “داعش” يخطط لوصل الجرد العرسالي بـ “القريتين” وبالتالي بمحافظة تدمر التي تبعد عنها نحو ثلاثين إلى أربعين كيلومترا.

وإذا نجح “داعش”، تصبح جبهة جرود عرسال مفتوحة على تدمر والرقة كخط واحد، ولكن المصادر نفسها تقلل من احتمال تمكن “داعش” من تحقيق “طموحه” نظراً لتركيز الجيش السوري و “حزب الله” على منع سيطرة التنظيم على طريق حمص – دمشق الدولية الحيوية، وهي بمثابة خط أحمر، بالإضافة إلى تركيز قوتهما في “مهين” ومحاولة انتزاع “القريتين” من “داعش”.

أما في المعطيات العسكرية، فتتحكم مرتفعات الزمراني التي كانت “النصرة” قد سيطرت عليها في بداية الاشتباكات بمعظم مفاصل مناطق “النصرة” ومنها وادي الخيل وخربة يونين في جرود عرسال.

من جهته، اعتبر مصدر وزاري في حديث لصحيفة “القبس” الكويتية إن التموضع الأخير لتنظيم داعش عند بعض المعابر المحورية في جرود عرسال يشكل خطراً، لكن ليس بـ “الخطر النوعي”، إما لأن الجيش اللبناني أقام تحصينات بالغة الفاعلية ويمتلك قوة نارية أكبر بكثير مما لدى المسلحين، أو لأن عديد مقاتلي “داعش”، على شراستهم وأسلوبهم الانتحاري في المواجهة أو في الاقتحام، يظل محدوداً إذا ما قورن بعديد مقاتلي “جبهة النصرة”.

يضيف المصدر انه “كان لدينا مخاوف منذ أشهر بأن تندلع معركة تدمر، وإذ ذاك قد ينسحب مسلحو “داعش” باتجاه منطقة القلمون، ومنها إلى الجرود اللبنانية بتضاريسها المعقدة، وهو ما يفرض على الجيش اللبناني واقعاً جديداً وخطيراً”.

وأشار الى ان “كل المعطيات تؤكد ان معركة تدمر ليست واردة في الوقت الحاضر، وحتى في حال اشتعالها فلن نألو جهدا من اجل ان يكون الانسحاب في اتجاه مناطق اخرى في سوريا وليس باتجاه السلسلة الشرقية”.

حتى الآن لا يبدو ان مسلحي “داعش” قد قاموا بأي تحرك منذ سيطرتهم على معابر جديدة في جرود عرسال ليؤكد المصدر ان عمليات الرصد دقيقة وفعالة وتتم بأجهزة حديثة على مدار الساعة لتعاود الاشتباكات امس بين “داعش” و”النصرة”.

إلى ذلك، نفى شهود عيان في عرسال لصحيفة ”المستقبل” حصول أي حركة نزوح من البلدة إلى البلدات المجاورة تحت وطأة المعارك في المنطقة الجردية، كما أشيع إعلامياً.