Site icon IMLebanon

“التَلّي” إلى “تنظيم الدولة”؟!

alnusra

أبلغت مصادر ميدانية صحيفة “الشرق الأوسط” أن “داعش” بدا مستعدًا للهجوم الذي قام به تجاه “جبهة النصرة” في المنطقة الممتدة من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي اللبنانية، وافتعل معركة، عبر إلقاء رمانة يدوية ضد موقع لـ”النصرة” في وادي الأرنب في جرود عرسال اللبنانية، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، وأن الحادثة “جددت المعارك بين الطرفين، فاستغل تنظيم داعش تلك الحال، وجدد هجماته ضد مواقع النصرة على امتداد الجرود اللبنانية والسورية التي يقيم فيها التنظيم”.

وأكدت المصادر أن “داعش” “دفع بتعزيزات إلى المنطقة وهاجم كل مواقع النصرة خلال فترة قياسية، ما يؤكد أن التنظيم كان يعد لمعركة إقصاء النصرة عن جرود عرسال وتوسيع نقاط نفوذه من جرود رأس بعلبك في شمال شرقي لبنان، إلى جرود عرسال”.

هذا الهجوم، أنهى هدنة توصل إليها الطرفان مساء الأربعاء، بعد هجوم مماثل نفذه “داعش” على خلفية “خلاف شخصي” أدى إلى تبادل لإطلاق النار، بحسب ما قال مصدر سوري معارض مطلع على موقف “النصرة” لـ”الشرق الأوسط”، مشيرًا إلى أن عناصر النصرة “كانوا ملتزمين بمؤازرة رفاقهم، بحكم الميثاق العسكري، لكن تدخل وسطاء أدى إلى إنهاء المشكلة”، قبل أن تتجدد أمس.

وأمام الهجوم “الكاسح” الذي شنه التنظيم المتطرف، باتت “النصرة” محاصرة من ثلاث جبهات من الجهات الشرقية والجنوبية والشمالية من قبل حزب الله وقوات النظام السوري وتنظيم داعش. وشرح أن “جبهة النصرة” اليوم “باتت تحاصرها القوات النظامية من جهة الشرق في المنطقة الواقعة في جرود فليطا والجراجير، كما تحاصرها قوات حزب الله اللبناني في الجرود المتصلة بجرد نحلة جنوب شرقي عرسال، كما يحاصرها داعش من الجهة الشمالية الممتدة من جرود عرسال إلى جرود رأس بعلبك في شمال شرقي لبنان”. ولم يستبعد المصدر السوري المطلع على موقف “جبهة النصرة” أن تبايع الجبهة تنظيم داعش في القلمون “إذا تعرضت لضغوط كثيفة تمنعها من الحفاظ على مواقعها”. وأكد أن لزعيم “النصرة” في القلمون أبو مالك التلي “كما لسائر أمراء التنظيم في الجبهات، يحق له اتخاذ القرار المناسب من غير العودة إلى القيادة، إلا إذا كان القرار متعلقًا بالانسحاب الكامل من منطقة وإخلائها”. وتابع أن “الأمير”: “يمتلك حرية التصرف من غير الرجوع إلى القيادة.. والقيادة ليس لها سلطة عليه إلا في الانسحابات الاستراتيجية، كما أن القيادة تستطيع معاقبته إذا خالف شرع الله فقط”. ثم قال “تقلص نفوذ النصرة إلى حد كبير في المنطقة قد يدفعها إلى مبايعة داعش خصوصًا لأن منفذها إلى المناطق الآمنة في عمق الأراضي اللبناني في شرق عرسال يكاد يكون مستحيلاً في ظل الضربات اليومية التي ينفذها الجيش اللبناني”.

الناشط الإعلامي في جرود عرسال ثائر القلموني، أيضًا تحدث لـ”الشرق الأوسط” عن احتمال خيار “المبايعة” في ضوء الهجوم، إذ أشار قائلا: إن هذا الخيار “غير مستبعد”، مشيرًا إلى أن “قوة تنظيم داعش وعدده وعداده يتخطى ما تملكه النصرة وقوتها”، لكنه لفت إلى أن هذا الخيار “يكون الخيار الأخير”. وللعلم، فإن نفوذ “جبهة النصرة” في جرود القلمون السورية تضاءل في الربيع الماضي، إثر عمليات عسكرية واسعة شنها حزب الله ضد مواقع التنظيم في جرود القلمون الغربي. وفي حين يمتد نفوذ “النصرة” الآن من جرود فليطا السورية (تبعد 5 كيلومترات عن الحدود اللبنانية)، وجرود الجراجير وتمتد مواقعها إلى داخل الأراضي اللبنانية الحدودية مع سوريا. وتفصل بينها وبين مناطق نفوذ “داعش” في شمال شرقي لبنان، الجرود الواقعة بين عرسال ورأس بعلبك، ولكن تقلصت تلك المسافات أخيرًا، إثر هجمات التنظيم باتجاه مناطق “داعش”. وبات “داعش” يسيطر على أجزاء من جرود عرسال، وأجزاء واسعة من جرود رأس بعلبك في شمال شرقي لبنان، ويمتد نفوذه من داخل الأراضي اللبنانية إلى جرود بلدة قارة السورية في أقصى شمال ريف دمشق المتصل بجنوب حمص.