شهدت مؤشرات البورصات العالمية حالة من التراجع خلال شهر يناير الجاري حيث سيطرت حالة من الهبوط على المؤشرات وفشلت موجة الصعود الاخيرة في استعادة كل الخسائر لتختتم المؤشرات اول شهر في 2016 على تراجعات متباينة ليغطي اللون الاحمر شاشات التداول مدفوعة بالقلق بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي وضعف النمو في الصين.
أنهت مؤشرات الأسهم الاميركية شهر يناير الجاري على خسائر كبيرة حيث اتجهت المؤشرات للهبوط الحاد مع مطلع العام الماضي كما سجلت أسهم أوروبا أسوأ هبوط في أول شهر من العام منذ 2008.
وشملت موجة التراجع للبورصات العالمية خلال شهر يناير مؤشر نيكاي الياباني الذي تكبد نحو 7.96%في أكبر تراجع شهري منذ أغسطس الماضي.
ورغم الايجابية التي سيطرت على مؤشرات «وول ستريت» خلال الاسبوعين الماضيين وتقليص حجم الخسارة نسبياً الا أن المؤشرات اغلقت على خسائر حيث تراجع مؤشر داو جونز 5.5%وستاندرد آند بورز 5.1%في حين هبط ناسداك 7.9%في أكبر خسارة شهرية من حيث النسبة المئوية منذ مايو 2010.
وقفزت الاسهم في بورصة «وول ستريت» الأميركية أكثر من 2%أول من أمس بعد أن خفض بنك اليابان المركزي أسعار الفائدة في خطوة غير متوقعة وقادت مايكروسوفت أسهم التكنولوجيا إلى صعود قوي.
وأنهى مؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول مرتفعاً 396.66 نقطة أو ما يعادل 2.47%إلى 16466.30 نقطة في حين صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الاوسع نطاقاً 46.88 نقطة أو 2.48%ليغلق عند 1940.24 نقطة.
وأغلق مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا مرتفعا 107.28 نقاط أو 2.38%إلى 4613.95 نقطة. وسجلت المؤشرات الثلاثة مكاسب على مدى الاسبوع مع صعود داو جونز 2.3%وستاندرد آند بورز 1.7%وناسداك 0.5%.
فائدة سلبية
وأنهت الأسهم الاوروبية الاسبوع على ارتفاع بعد أن فاجأ بنك اليابان المركزي الاسواق أول من امس باستحداث أسعار فائدة سلبية في مسعى لإحياء التضخم.
ولقيت الاسهم دعماً أيضاً من آمال بأن البنك المركزي الأميركي سيسير بخطى بطيئة في زيادات أسعار الفائدة مستقبلا في أعقاب بيانات أضعف من المتوقع للناتج المحلي الاجمالي في أكبر اقتصاد في العالم.
وأغلق مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الاوروبية الكبرى مرتفعا 2.27%في ثاني اسبوع على التوالي من المكاسب. لكن بداية مضطربة للعام أثارها القلق من تباطؤ النمو في الصين وهبوط حاد في أسعار النفط يعني أن المؤشر القياسي خسر إجمالا أكثر من 6%في يناير وهو أسوأ هبوط في أول شهر من العام منذ 2008.
ومن بين أبرز القطاعات الرابحة في جلسة الجمعة صعد مؤشر البنوك الاوروبي 2.8%بعد أرباح مشجعة أعلنها مصرف بانكو ساباديل الاسباني كما لقيت أسهم بعض البنوك الايطالية دعما من تكهنات باندماجات محتملة.
وصعد سهم بانكو ساباديل 11.9%بعد أن أعلن البنك عن قفزة قدرها 91%في أرباحه الصافية لعام 2015.
ومن بين الاسهم الخاسرة تراجع سهم يارا النرويجية للمخصبات الزراعية (الاسمدة) 2%بعد ان جاءت أرباح العمليات الاساسية للربع الرابع دون التوقعات متأثرة بهبوط في المبيعات وانخفاض في قيمة مصانعها في فرنسا وترينيداد.
وهبط سهم أرسيلور ميتال أكبر مصنعي الصلب في العالم 5.9%دافعا مؤشر قطاع الموارد الاساسية للتراجع 0.2%بعد أن حذرت تيسن كروب من ان الوضع في أسواق الصلب قاتم وقد يكون له تأثير على توقعاتها.
الفائدة البريطانية
وهبط الجنيه الاسترليني حوالي 1.5%أمام الدولار الأميركي أثناء التعاملات اول من أمس مع تحرك المستثمرين لتهيئة أنفسهم لاحتمال أن يخفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة البريطانية هذا العام.
وبدا أن المستثمرين لا يستبعدون مثل هذه الخطوة بعد أن خفض بنك اليابان المركزي بشكل مفاجئ أسعار الفائدة مما دفع الين الى هبوط حاد أمام بضع عملات ودفع الدولار إلى الصعود.
وعند أدنى مستوى له في الجلسة هبط الاسترليني إلى 1.4150 دولار قبل أن يتعافى قليلاً إلى 1.4180 دولار في ختام التداولات. وأمام اليورو تراجع الاسترليني 0.2%إلى 76.28 بنساً.
تيسير
ارتفع مؤشر نيكاي للأسهم اليابانية خلال تعاملات الأسبوع الماضي 3.3% لكنه نزل 7.96% خلال يناير في أكبر تراجع شهري منذ أغسطس.
وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى في أكثر من أسبوعين أول من امس بعد أن قام بنك اليابان المركزي بمزيد من التيسير النقدي على غير المتوقع عن طريق فرض أسعار فائدة سلبية.
وأغلق نيكاي مرتفعاً 2.8% عند 17518.30 نقطة في أعلى مستوى إقفال منذ 13 يناير. وقفزت قيمة المعاملات إلى 4.3 تريليونات ين مقارنة مع المتوسط اليومي البالغ 2.5 تريليون.وقال بنك اليابان إنه سيتبنى سعر فائدة قدره 0.1 مضيفاً أنه سيتقاضى فوائد على الاحتياطيات الفائضة التي تودعها المؤسسات المالية لديه.