رأى عضو كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني ان التجربة اللبنانية منذ العام 1975 حتى تاريخه اثبتت انه لا احد يستطيع اختزال غيره من الفرقاء اللبنانيين او إلغاءه وشطبه من المعادلة السياسية، بدليل ان الحرب الاهلية على اختلاف اسبابها وعناصرها انتهت بدخول كل اللبنانيين دون استثناء تحت سقف الطائف، وما معانقة رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع للعماد ميشال عون بعد حرب إلغاء دموية وتدميرية بينهما، سوى خير دليل على ان لكل من الاحزاب اللبنانية عموما والمسيحية خصوصا موقعه السياسي الذي لا يمكن لأحد ان يتجاوزه، وحيثيته الشعبية التي لا يستطيع اي كان مهما كان حجمه التمثيلي ان يبتلعها.
وعليه لفت ماروني في تصريح لـ «الأنباء» الى ان مشهدية لقاء معراب في 18 كانون الثاتي الفائت وكذلك مشهدية لقاءات باريس بين الرئيس سعد الحريري، والمرشح المحتمل سليمان فرنجية، كانت مؤسفة لجهة غياب التنسيق بين الحلفاء في موضوع رئاسة الجمهورية، وانفراد كل من د.جعجع والرئيس الحريري بخيار تبلغه الآخرون عبر الوسائل الاعلامية، معتبرا ان هذا التصرف مرفوض بين حلفاء الصف الواحد، لأن منطق التحالف يعطي لكل فريق او قيادي الحق بأن يقول ويفعل ما يشاء، لكن دون فرض خياراته وتصوراته على الآخرين.
واستطرادا، اكد ماروني ان حزب الكتائب لا يستخف بالمبادرات ايا كان مصدرها، لكنه في الوقت عينه لن يرضى بقرارات انفرادية مسبوغة بطابع التحدي والفرض، مذكرا بأن الرئيس الحريري ود.جعجع كانا يدعوان الفرقاء اللبنانيين للتفاهم على رئيس توافقي، فيما اليوم يفرض كل منهما مرشحه الخاص من داخل قوى 8 آذار، الخصم السياسي لمشروع قوى 14 آذار السيادي والاستقلالي، مؤكدا ان حزب الكتائب لن يرضى بإسقاط مرشح خصم عليه، وإلزامه بأن يعتبره مرشحا توافقيا، مستدركا بالقول انه بقدر ما يقترب فرنجية او عون من ثوابت قوى 14 آذار، بقدر ما سيكون حزب الكتائب جاهزا لملاقاته وسط الطريق.
وردا على سؤال، اكد ماروني ان مبادرتي الحريري ومعراب متعثرتان، ولن تسلكا الطريق الى مجلس النواب مادامت العقبات الكبيرة تعترض ترشيح الحريري لفرنجية وترشيح جعجع لعون، مشيرا الى ان الوفاق داخل الصف الواحد على مرشح للرئاسة، تحصيل غير حاصل حتى الساعة، فكيف بوفاق وطني شامل بين المكونات السياسية على اختلاف توجهاتها وانتماءاتها، ما يعني من وجهة نظر ماروني ان الشغور في موقع الرئاسة باق على حاله الى ان يقدر الله امرا كان مفعولا.