رأت أوساط واسعة الاطلاع في بيروت لصحيفة “الراي” الكويتية ان “السيد حسن نصرالله رسم في إطلالته ليل أول من أمس لوحة تشبه الموناليزا، التي شعر النائب ميشال عون، الذي كان تحدث قبل يومين عن تكامله الوجودي مع نصرالله، بأنها تبتسم له، وارتاح لأساريرها النائب سليمان فرنجية، الذي سارع الى القول ان السيد نصرالله سيّد الكلّ”، لافتة الى ان “الأمين العام لحزب الله لم يخف زهوته حين أوحى لخصومه (زعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع) بأنها أينما أمطرت الرئاسة فإنها تصبّ عنده”.
وإذ لاحظت هذه الأوساط ان نصرالله “لم يُبْدِ قلقاً من تفاهم عون مع جعجع ولم يُبْدِ حماسة لتفاهم فرنجية مع الحريري”، فإنها توقفت عند الواقع الجديد الذي تَكرّس معه عون، المرشح الأول لـ “حزب الله”، وتحوّل في ظلّه فرنجية مرشحاً رديفاً، الامر الذي يشكّل توازناً سلبياً، نتيجته إطالة أمد الفراغ الذي لن يتم الإفراج عنه إلا في توقيت وظروف يحددها “حزب الله”.
ورغم محاولات رمي الكرة في ملعب “حزب الله” لحمْله على حسم الخيار داخل فريقه بين عون وفرنجية، كان لافتاً ان نصر الله حرص على منح عون فائضاً من الثقة بالتزامه “بالأساسيات” وللنائب فرنجية فائضاً من الاحتضان من خلال وصفه بالصديق والحليف و”نور عيني”، وهو ما فُسّر بأنه محاولة لتأكيد الوقوف مع عون من دون خسارة فرنجية.
وتوقفت الأوساط الواسعة الاطلاع عند نقطتين بارزتين في كلام نصر الله، اولاهما التشديد على المضي في التزام دعم ترشيح عون “إلا في حالة واحدة اذا قال عون انه لم يعد مرشحاً”، مع التمسّك بـ “حقنا في مقاطعة الجلسات” وصولاً الى الدعوة “الى مزيد من الحوار والنقاش والتواصل وعدم الاستعجال كي نسعى جميعا الى تفاهم حقيقي وانتخاب رئيس بأكبر نسبة من التواصل، بحيث لا يشعر أحد بأنه كسر أحداً، وعلى قاعدة حل داخلي وعدم انتظار الخارج”.
اما النقطة الثانية فتمثّلت في قوله في معرض الردّ على مَن يتهّون “حزب الله” بأنه محرج ولا يريد انتخابات “لينزلوا غداً إلى مجلس النواب لانتخاب العماد عون ونحن جاهزون (للمشاركة) بلا تعديل للدستور وبلا سلّة، علماً ان ما نريده من السلة أخذناه” من خلال ترشيح اثنين من “8 آذار”.