IMLebanon

“حزب الله” ليس مستعجلاً وترقّب لمفاجأة “معراب” الثانية

hassan-nasrallah.new

رأت مصادر سياسية رفيعة المستوى في حديث لصحيفة “النهار” الكويتية أن خطاب السيد حسن نصرالله الاخير حمل دلالات هامة ينبغي التوقف عندها، وأهمّها:

أولاً، ان حزب الله مستمر باعتماد سياسة “قل كلمتك وامشِ”، وهذا الأمر إن دلّ فعلى ثقته بتقدّم خياراته السياسية على خيارات حلفائه، وبكونه الوحيد القادر على إدارة الدفّة الرئاسية، على الأقل في المدى القريب المنظور إلى حين جلاء المشهد الإقليمي.

ثانياً، ان الحزب ليس مستعجلاً لإنجاز الإستحقاق الرئاسي، وفي دعوة أمينه العام لـ “عدم الاستعجال” خير دلالة على ذلك. كما ان الحزب لا يخشى اتهامه بتعطيل الإنتخابات الرئاسية بل بات يجاهر بذلك من منطلق ثقته بإنجازاته الميدانية وانتظار قطف ثمارها في الداخل اللبناني ريثما يحين موعد الحصاد.

ثالثاً، إن الحزب ليس مربكاً من ترشيح تيار المستقبل لحليفه سليمان فرنجية على الإطلاق، بل هو متصالح مع حليفه إلى أبعد الحدود، بدليل تجديد الثقة به وبخياراته ومواقفه!

وفي هذا السياق، اعتبرت المصادر أن “ردّ فرنجية السريع على كلام نصرالله عبر مواقع التواصل الإجتماعي بعبارة “السيد نصرالله سيد الكل”، إنما يدل على حجم الثقة والتنسيق المتبادل بين الطرفيْن، كما انه يدلّ ضمناً على استعداد فرنجية للتنازل عن ترشيحه لصالح عون عندما يحين الوقت والظرف المناسبيْن.

ورداً على سؤال عن فحوى رفع فرنجية سقف الخلاف مع عون إذا كان هذا الكلام دقيقاً، أكّدت المصادر أن “المعركة الرئاسية في مكان والسجال او التنافس الماروني القائم في مكان آخر”، وأشارت إلى ان “المعركة بين الأقطاب الأربعة الموارنة يمكن تلخيصها بمعركة تحديد أحجام، وبالتالي من الطبيعي أن الزلزال الذي أحدثه سمير جعجع داخل الطائفة المارونية وموجة الإعجاب الطارئة به من القواعد الشعبية الخصمة قبل الحليفة لم يربك أحداً بمقدار ما أربك خصومه ضمن المربع الماروني نفسه، ما يفسّر موقف فرنجية بعيْد جلسة الحوار الأخيرة، عندما قال “من يريدني يعرف عنوان منزلي في بنشعي”، معتبرةً في هذا الموقف تأكيداً من قائله على مكانته ضمن الطائفة وعلى عدم سهولة تجاوزه لعقد اتفاقات، خصوصاً عندما تأتي على حسابه بالدرجة الاولى من منطلق التنافس الرئاسي بينه وبين عون”.

وعن تخلّي نصرالله عن معيار السلّة الكاملة، رأت المصادر أن “الاخير لم يعلن تخلّيه عنها بل رمى الكرة بملعب تيار المستقبل عندما قال انه المستفيد الاول منها”، واعتبرت ان “في هذا الأمر دليل قوّة أيضاً من جانب الحزب، فهو يضمن حصّته النيابية بنسبة كبيرة مهما كان قانون الإنتخاب، في حين أن رئيس “المستقبل” سعد الحريري يدرك، هو ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ضمناً، أنهما قد يكونان الخاسرين الأكبريْن من اي قانون انتخابي جديد، خصوصاً إذا ما كانت النسبية معياراً اساسياً فيه”.

هل تقف “الكتائب” عائقاً امام وصول عون للرئاسة طالما ان إقناع فرنجية بالإنسحاب لصالحه ليس مستحيلاً؟

في هذا السياق استغربت المصادر الرفيعة نفسها الإزدواجية في موقف “الكتائب اللبنانية” بين دعم ترشيح فرنجية من جهة ورفض وصول رئيس يحمل مشروع 8 آذار من جهة ثانية”، ونوّهت إلى ان “قيادة الكتائب ادهى من أن تقع في محظور المواقف المستعجلة او ردات الفعل المتسرّعة، وبالتالي يمكن اعتبار موقفها هذا شكلياً او اولياً بانتظار الموقف الجدي والرسمي عندما يحين موعد الكلام الجدي في الرئاسة”!

وعن العلاقة بين حزب الله و”القوات اللبنانية” بعد خطاب نصرالله وترحيبه بترشيح الأخير للعماد عون، لفتت المصادر إلى أنه “في أول رد فعل على كلام نصرالله قال أحد قياديي “القوات” بأن عون مرشّح تصالحي، متسائلةً: هل يعني ذلك أن “القوات” تناور بترشيح عون لتحقيق مكاسب مجانية في الداخل المسيحي؟ أم أنها مقتنعة ضمناً بأن لا حظوظ لمرشّحها الطارئ تماماً كاقتناعها بانعدام حظوظ رئيسها سمير جعجع او اياً من الاقطاب الاربعة المرشحين؟ مشيرةً إلى ان “غداً لناظره قريب والايام او الاشهر القليلة المقبلة كفيلة بغربلة المواقف وتبيان الحقائق”!

وخلصت المصادر إلى أنه “من كل ما تقدّم يمكن التوصّل إلى نتيجة واحدة واضحة مفادها ان لا رئيس للبنان في المدى المنظور وكل ما يحكى ويُسمع يأتي في سياق تهيأة الأرضية السياسية المناسبة لاستقبال الحلول فور نضوجها”، مسجّلة للحزب اولى انتصاراته الباكرة ألا وهي إقناع الجميع وتحديداً خصومه بأن لا رئيس مقبل للبنان من خارج فريق 8 آذار”.