كتب نبيه البرجي في لصحيفة “القبس” الكويتية:
مستحيلان لا يصنعان رئيساً للجمهورية. شخصية سياسية مخضرمة قالت لصحيفة “القبس” الكويتية : “لا ندري ما إذا كان حسن نصرالله اطلّع على المنطق الصوري لأرسطو، لكن ما يمكن استنتاجه من كلمته التوضيحية مساء الجمعة، والتي رفعت مستوى الالتباس في المسار الرئاسي، ان موافقة تيار المستقبل على ترشيح ميشال عون مستحيلة، وان عزوف هذا الأخير عن الترشح والافساح في المجال أمام سليمان فرنجية، مستحيل”.
الجنرال زمن
ثمة مستحيل آخر، وهو ان سمير جعجع لا يمكن ان يقبل برئيس تيار المردة في قصر بعبدا. الأمين العام لحزب الله دعا الى التواصل وعدم الاستعجال. بكل بساطة قال: “دعوا “الجنرال زمن” يحل مشكلة الجنرال عون، وحتى مشكلة الرئاسة بكاملها”.
ربما أدرك فرنجية أكثر من غيره ما يعنيه نصرالله: الزمن لا يمكن ان يعمل لمصلحة عون البالغ الثالثة والثمانين، والزمن قد يحيل ملف الجنرال الى القضاء والقدر. لهذا سارع فرنجية الى التغريد عبر توتير: “سيد الكل السيد نصرالله”.
ولو على رقابنا
نصرالله قال انه ملتزم أخلاقياً وسياسياً حيال عون “ولو على رقابنا”، ضمناً قال انه ملتزم عاطفياً وسياسياً حيال فرنجية (اذا راجعنا العبارات التي استخدمها في وصف علاقاته به، بشيء ما يشبه الغزل) حين قال: حليفي وصديقي ونور عيني.
وضمناً، أو صراحة، قال ان الإيرانيين يقطفون ثمار اتفاق فيينا من أعلى الشجرة، أي ان الجيوبوليتيكا الإيرانية التي تطوف العالم ليست معنية برئاسة الجمهورية في لبنان مادام المرشحان حليفين للحزب.
كما يقول الآخرون “تدبروا أمركم”. وحين يقرر الساسة اللبنانيون تدبر أمرهم يغرقون في المحاصصة، حتى حول القمامة فكيف رئاسة الجمهورية”.
“السلة” المتكاملة
الأمين العام لـ”حزب الله” سحب شرط “السلة المتكاملة” على انها الأساس في التسوية، إما لأنه يعلم أن لا رئيس للجمهورية في المدى المنظور، ولا راعي لطرح الأفكار التي تثير الجدل والاجتهاد، أو لأن الرئيس القادم من فريقه، يحصل على الرئيس، وبعد ذلك تبدأ “المفاوضات النووية” الشاقة والمعقدة حول رئاسة الحكومة، والخريطة الحكومية، وقانون الانتخاب.
الاستراتيجية الأميركية السرية
وكما ترى الشخصية العتيقة، فإن نصر الله يعتبر أن الوقت يعمل لمصلحته داخلياً وإقليمياً، من دون أن يدري ان الأميركيين يلاحقونه خطوة خطوة، تساؤلات كثيرة داخل 8 آذار حول “الاستراتيجية الأميركية السرية” تجاه “حزب الله”، وكيف ان الإيرانيين لا يحركون ساكناً حيال القوانين المالية ضد الحزب وكل من يمت إليه بصلة.
وآخر ما حصل هو توقيف السلطات الفرنسية 4 لبنانيين هم محمد نور الدين الذي أدرجت وزارة الخزانة الأميركية اسمه الخميس على لائحة العقوبات بتهمة تبييض أموال لحساب الحزب، ومازن الأتات، وعلي زبيب، وأسامة فحص.
واقعياً، لا أحد يعلم ماذا يحمل له الغد ما دام المشهد الإقليمي غامضاً، والمشهد السوري أكثر من أن يكون ملتبساً. المخرج الوحيد إلى ما شاء الله هو تفعيل العمل الحكومي، وبالتالي عودة عون وفرنجية إلى الثلاجة.
انزلوا إلى المجلس
للتو، رد جعجع على نصرالله بالسؤال “إذا كان السيد نصرالله يعتبر ان فريقه حقق ربحاً سياسياً في الترشيحات الرئاسية، فلماذا لا ينزل فريقه إلى جلسة 8 فبراير، ويترجم هذا الربح السياسي؟!
أضاف “إذا انعقد مجلس النواب غداً لانتخاب النائب ميشال عون فنحن جاهزون للمشاركة”.
وسأل جعجع: يقول نصرالله “انهم لا يستطيعون فرض أي شيء على حلفائهم، فأين كان هذا القول عندما فرضوا على غير حلفائهم تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة (كانون الثاني 2011)؟”.
“القوات” و”المردة”
إلى ذلك، سئل جعجع ما إذا كان ترشيح عون سيؤدي إلى حصول توتر بين قاعدة “القوات” وقاعدة “المردة” في زغرتا، فرد بعدم إمكانية حصول ذلك. وقال “الوضوح كان سائداً منذ البداية، وفرنجية قال مرارا قبل ان تيار المردة أزال آثار الماضي في العلاقة مع “القوات”، لكنني شخصياً لا أنتخب جعجع، أما إذا تم انتخابه (فرنجية) رئيساً فأنا أهنئه”.