Site icon IMLebanon

هل يمكن خفض إنتاج النفط؟

California-Oil-Production
عزة الحاج حسن

لم تفقد السوق العالمية للنفط الأمل بإستصدار قرار الدول المنتجة خفض إنتاجها، رغم رفض منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” ذلك، فالمساعي الدولية مازالت على قدم وساق للتوصل الى مخرج لانهيار أسعار النفط.
ورغم ارتفاع حدة التوترات الجيوسياسية بين السعودية وإيران والتي قد تحول دون توصل أوبك إلى إجماع على خفض المعروض، تستمر روسيا، وهي أحد كبار المتضررين من انخفاض أسعار النفط، ببذل الجهود لخفض الإنتاج العالمي، وسيتصدّر هذا الملف المباحثات التي من المرتقب أن يجريها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان أوائل شباط فبراير المقبل.
ونظراً الى أن خفض إنتاج النفط عالمياً بات “متعسراً” في المرحلة الراهنة، وهو المخرج الوحيد لتجنيب الأسعار مزيداً من الإنهيار، أخذت توقعات المحللين والإقتصاديين الدوليين منحى تشاؤمياً، إذ أظهرت آخر استطلاعات “رويترز” أن متوسط سعر برميل النفط سيزيد قليلاً فقط على 40 دولاراً هذا العام في أكبر خفض للتوقعات الشهرية في سنة، وسط تخمة معروض متفاقمة.
وفي جولة على بعض التوقعات فإن محللي شركة كريسيل (شركة بحوث وخدمات استشارية للمخاطر) يتوقعون بلوغ متوسط أسعار العقود الآجلة لبرنت وخام غرب تكساس الوسيط 34.4 و33.2 دولاراً على التوالي في الربع الأول من العام 2016، ومن المتوقع أن يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي الخفيف 41 دولارا للبرميل هذا العام، مقارنة مع نحو 49 دولارا في 2015.
وكان جيه.بي مورغان (أكبر مصرف في الولايات المتحدة) توقع لسعر برنت في العام 2016 هو الأدنى عند 31.25 دولارا للبرميل، كما جاء توقع ستاندرد تشارترد الأعلى عند 36 دولاراً للبرميل.
وفي آخر تطورات سوق النفط فقد صعدت الاسعار لأربع جلسات متتالية هذا الاسبوع، ووسّعت مكاسبها إلى أكثر من 25 في المئة منذ أن هوت الاسبوع الماضي إلى أدنى مستوياتها في 12 عاماً بدعم من توقعات لاتفاق بين مصدري النفط الرئيسيين لخفض الانتاج وكبح واحدة من أكبر تخم الإمدادات في التاريخ، كما تلقى النفط دعماً أيضا من أرقام ضعيفة للناتج المحلي الاميركي عززت الامال بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي قد يسير بخطى بطيئة في أي زيادات مزمعة لأسعار الفائدة.
وأنهى مزيج خام برنت الأسبوع الحالي مرتفعاً نحو 7.9 في المئة في حين صعد الخام الاميركي نحو 4.4 في المئة ليقلصا خسائرهما على مدى الشهر إلى 6.8 في المئة و9.3 في المئة على التوالي.
وكانت التعاملات متقلبة في الجلسة الأخيرة لهذا الأسبوع وتحول خلالها الخامان القياسيان إلى الانخفاض لفترة وجيرة بعد أن نسبت صحيفة وول ستريت جورنال إلى مسؤول نفطي إيراني قوله إن إيران لن تنضم على الفور إلى أي خفض لانتاج اوبك، وأن طهران لن تدرس خفضا إنتاجيا حتى ترتفع صادراتها إلى 2.7 مليون برميل يومياً من مستواها الحالي البالغ نحو 1.1 مليون برميل يومياُ.