Site icon IMLebanon

على «أبل» التغلب على ذاتها رغم هجمة المنافسين

googlealphabet
توم بريثويت

شركة أبل لم تعد أكبر شركة مساهمة عامة في العالم، بحسب مقياس واحد على الأقل. دون أي ضجة، تفوقت عليها الشهر الماضي مجموعة ألفابيت، الشركة القابضة الجديدة لشركة جوجل.

بحسب الرسملة السوقية، “أبل” تبقى أكبر، بمقدار 535 مليار دولار مقارنة بالرسملة السوقية لشركة محرك البحث العملاقة بمقدار 485 مليار دولار. بالنظر إلى القيمة المؤسسية، التي تشمل الديون وطرح النقدية لمنح صورة كاملة لقيمة الشركة، فقد تفوقت شركة ألفابيت على أبل في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وهي بقيمة تبلغ 420 مليار دولار مقارنة بقيمة 393 مليار دولار لشركة أبل.

وهذا ليس إلا أحدث علامة على التراجع النسبي. العام الماضي، مجموعة من أسهم التكنولوجيا لمجموعة “فانج” – أي شركات فيسبوك، وأمازون ونيتفليكس وجوجل – دعمت مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأدائها المتفوق.

بعضها حققت الضعف، لكن شركة أبل أنهت العام بانخفاض بلغ 4 في المائة. وهذا يقلل من أهمية السقوط من النعمة. من أعلى مستوى لها في عام 2015، خسرت شركة أبل أكثر من 200 مليار دولار من قيمة حقوق الملكية. المستثمرون يطاردهم اعتماد الشركة المفرط على جهاز الآيفون. حيث يخشون أن أرباحه الضخمة ليست مستدامة. بعد بحث أبل الناجح عن زبائن في الصين، من الصعب معرفة أين ستكون الأسواق الجديدة. وعدم وجود ميزات جديدة ومقنعة بشأن أحدث الموديلات يمكن أن يمنع المستخدمين من التحديث.

شركة أبل قد تجعل ظاهرة جهاز الآيفون تدوم لفترة أطول مما كان متوقعا، لكن في مرحلة ما – هذا العام، وفقا لبعض المحللين – سوف تعلن عن أول تراجع لها على أساس سنوي في الشحنات.

سيتحول الخوف إلى هوامش الربح. لتنشيط الأسهم، هناك حاجة ماسة إلى نجاح بارز جديد. وهذا لا يبدو أنه سيكون ساعة أبل. قد يكون في النهاية سيارة دون سائق، لكن من المستحيل بالنسبة للمساهمين تقدير التدفقات النقدية من مشروع غير مرئي.

كاليفورنيا مليئة بسيارات تيسلا، والسيارات ذاتية القيادة التجريبية لمجموعة ألفابيت تنطلق بحرية في الطرق العامة، لكن مساعي أبل فيما يتعلق بالسيارات مقيدة بالحظائر السرية. عدنان أحمد ترك وظيفته كمحلل في بيرنبرج، البنك الألماني، في كانون الأول (ديسمبر) بعد عدة أعوام من التوقعات الهابطة فيما يتعلق بشركة أبل، حيث كتب في مذكرة هذا الأسبوع: “إذا نظرنا إلى التاريخ عندما تبدأ شركة بمواجهة علامة استفهام تتعلق بالنمو، [هذا] لا يبشر بالخير بالنسبة لشركة أبل في العامين المقبلين ما لم تتوصل إلى فئة منتج رئيسية جديدة”.

وجهة نظر أحمد التي لا تحظى بشعبية كانت هي رؤية أوجه الشبه بين جهاز الآيفون ونوكيا وبلاكبيري، التي كانت أجهزتها فيما مضى منتشرة في كل مكان قبل التراجع السريع.

تحول مزاج السوق نحو السيد أحمد. هدف السعر الأخير الخاص به والبالغ 85 دولارا، هو أقرب إلى العلامة الحالية من أي من محللي وول ستريت العاملين الـ 43 الذين يمكن العثور على هدفهم في راصد بلومبيرج – متوسط هدفهم هو 143 دولارا. الرسملة السوقية الرائدة لشركة أبل تعني أنها لا تزال تمثل 3.3 في المائة من مؤشر ستاندرد آند بورز 500. معظم خطط التقاعد الأمريكية تعطي أهمية كبيرة لشركة أبل باعبتارها الخيار الأول.

وحتى هذه الأهمية الكبيرة تقيد التأثير المحتمل للأرباح الربعية المقرر إعلانها يوم الثلاثاء، التي يمكن أن تجلب الراحة أو المزيد من الألم لسوق الأسهم الأوسع. لا تزال المجموعة تحقق أرباحا ضخمة، حيث يذكر هوارد سيلفربلات، كبير المحللين في مؤشرات ستاندرد آند بورز داو جونز، أن أكثر من 7 في المائة من الأرباح متوقعة من المؤشر في هذا الربع. وهذا قائم على تقدير إجماع المحللين يبلغ 18.2 مليار دولار في صافي الدخل.

إذا تغلبت على هذا التوقع، أو إذا فوتت مكونات أخرى توقعاتها، فإن حصة شركة أبل من أرباح هذا الربع قد ينتهي بها الأمر بكونها أعلى بكثير. الحصة الأكبر الوحيدة في الأعوام الخمسة الماضية كانت شركة أبل في الفترة نفسها من العام الماضي، مع صافي دخل البالغ 18 مليار دولار، وهو الأعلى حتى الآن بالنسبة لأي شركة عامة.

جزئيا نتيجة للضغط من كارل ايكان، المستثمر الناشط، توزع أبل نسبة أكبر من هذه الثروات. كما ذكر ديفيد كوستن، مختص استراتيجية الأسهم في بنك جولدمان ساكس، هذا الأسبوع، أن تقلبات السوق في أول أسبوعين من هذا العام كانت قد تفاقمت بسبب غياب عمليات الشراء المؤسسية: حيث يحظر على الشركات إعادة شراء الأسهم الانتهازية في الفترة التي تسبق إعلان الأرباح.

لا يوجد أحد في السوق أكبر من شركة أبل، التي أعلنت في نيسان (أبريل) الماضي أنها ستعيد 200 مليار دولار إلى المساهمين على مدى عامين، والأغلبية عن طريق إعادة شراء الأسهم. تجاوز موسم إعلان الأرباح ينبغي أن يجلب دفعة ثانوية. من المحتمل أن مجموعة ألفابيت سوف تستولي على الصدارة بقناعة أكبر في الأعوام المقبلة، أو شركة أخرى – كما أن شركة مايكروسوفت قد تكون أغلقت الفجوة، لكن حتى مع أنها خسرت فيما يتعلق بقياس واحد مهم، إلا أن شركة أبل في الوقت الحالي تبقى وحش السوق.