يبدو ان ملف الاستحقاق الرئاسي متجهاً بقوة نحو مزيد من الانسداد والتعقيد، مع تراجُع اي احتمال لحصول تطور ايجابي، من شأنه تأمين النصاب لجلسة مجلس النواب في 8 الجاري، المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية.
وأعربت أوساط معنية بالاتصالات التي جرت في الساعات الثماني والاربعين الاخيرة، وتناولت تداعيات السجالات، التي حصلت على خلفية مواقف إعلامية أعلنها النائب المرشح سليمان فرنجية، عن اعتقادها بأن “فرنجية ارتكب خطأ في طريقة تسويق هذه المواقف وفي توقيتها ايضاً، فضلاً عن بعض مضامينها التي تتعلّق بإعادة رفع التوتر بينه وبين المرشح الثاني لقوى 8 آذار، اي العماد ميشال عون، اضافة الى رفع التوتر ايضاً مع حزب “القوات اللبنانية” في وقت بدا كأن فرنجية أحرج ايضاً حليفه الأساسي في ترشيحه، اي الرئيس سعد الحريري، من خلال رمي كرة الحل والربط عنده، عبر القول انه مستعدّ للانسحاب بمجرّد ان يعلن الحريري تأييده عون”.
وأشارت الاوساط في حديث الى صحيفة “الراي” الكويتية الى ان “ذلك لا يعني ان واقع المرشّح المنافس عون هو أفضل من فرنجية، بل ان الاسبوعين الاخيرين اللذين مرا بعد اعلان تفاهم معراب في 18 كانون الثاني الماضي، لم يسجلا واقعياً قفزة نوعية او عددية لعون، رغم ترشيحه على يد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع”.
ولفتت الاوساط الى ان “الأنظار ستتركز في الايام المقبلة على محطة 14 شباط، وهي الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري التي يُنظر اليها هذه السنة من أبعاد ثلاثة جديدة: الخلاف المتصاعد بين افرقاء 14 آذار، ولا سيما بين الرئيس الحريري و جعجع، وضْع تيار المستقبل إزاء التحديات السياسية والمالية الصعبة التي يجتازها، ومضمون الكلمة التي سيلقيها الحريري في الاحتفال الذي سيقام في مجمع البيال ككل سنة”.