IMLebanon

14 آذار تربك “حزب الله”!

hezbollah-14-mars

رأت أوساط مستقلة متابعة للحركة الرئاسية في الداخل عبر “المركزية”، أن “حزب الله” حاول على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله، التأكيد على أنه الرقم الصعب في المعادلة وأنه في موقع القوي والمرتاح بعد أن رست بورصة المرشحين على شخصيتين من فريق 8 آذار، لكن الحقيقة أن الحزب الذي لا يرى انتخابات في المدى المنظور في ظل التشنج السعودي – الايراني المستفحل في الاقليم، يستفيد من الوقت المستقطع لاجراء قراءة متأنية لمبادرتي الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ذلك أنهما خلقتا إرباكا لديه يحاول قدر الامكان إبقاءه بعيدا من الاضواء. فالحزب لم يهضم “إعلان معراب” بسهولة وقرأ فيه تهديدا لورقة التفاهم التي كانت وقعت بين “الحزب” و”التيار الوطني الحر” عام 2006، كما ان بنوده العشرة تتناقض مع مضمون وثيقة “مار مخايل” ومع مشروعه السياسي، ويخشى أن يكون العماد عون قرر تبني “إعلان 18 كانون الثاني” كوسيلة لاستدراج فريق 14 آذار و”تيار المستقبل” الى تأييد ترشيحه على أساسها، متوقفة عند الحذر نفسه الذي قارب به “الحزب” لقاء الحريري – فرنجية في باريس، قبل ان يتملّص منه ويجمّد مفاعيله بتأكيده التمسك بترشيح عون.

أمام هذا الواقع، إعتبرت الاوساط أن فتور الحزب في التعاطي مع المكسب الرئاسي الذي آل اليه على طبق من فضة، يدلّ الى انه لا يستعجل ملء الشغور الرئاسي، لابقائه ورقة في جيب طهران عندما يحين وقت التسويات الاقليمية من جهة، ولمحاولة خلق أعراف سياسية جديدة يصعب تخطيها مستقبلا سيما على صعيد الادارة وفي بعض المراكز الوازنة في الدولة، من جهة أخرى.

في غضون ذلك، دعت الاوساط الى ترقب مضمون كلمة الرئيس سعد الحريري في 14 شباط التي ستعرض بلا شك للاستحقاق الرئاسي. وفي وقت لم يتضح بعد ما اذا كان سيعلن في متن خطابه ترشيحه النائب سليمان فرنجية رسميا، على غرار ما فعل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مع العماد ميشال عون، أشارت الى ان من شأن هذه الخطوة اذا أقدم عليها الحريري، أن تكرّس معادلة المرشحَين من البيت الواحد وتعيد الطابة الرئاسية الى ملعب 8 آذار.

ولفتت الى ان تبني الحريري ترشيح فرنجية سيزيد المشهد الرئاسي تعقيدا، لانه سيقطع الطريق نهائيا امام محاولات حمل رئيس “المردة” على التنحي من السباق الى بعبدا، خاصة وأن من يحثونه اليوم على الانسحاب لصالح عون، ينطلقون في مناشداتهم من زاوية ان الحريري غير جدي في دعمه بدليل أنه لم يعلن ترشيحه رسميا حتى اللحظة. وترجح الاوساط أخيرا استمرار المراوحة السلبية متحكمة بالساحة الداخلية الى حين ظهور نتائج المفاوضات السورية الجارية في جنيف من جهة، والانتخابات الايرانية من جهة أخرى.

February 3, 2016 05:14 PM