Site icon IMLebanon

أخطبوط إعلامي يخترق بيروت بتمويل إيراني

 

تحول محيط السفارة الإيرانية القابعة عند المدخل الجنوبي لبيروت إلى ما يشبه المربع الأمني والإعلامي التابع لنظام الملالي في إيران. وإن كانت الإجراءات الأمنية تجد من يبررها وخاصة بعد عملية التفجير التي تعرضت لها السفارة في 19 تشرين الثاني 2013 إلا أن تسخير هذه الإجراءات لحماية المربع الإعلامي الذي ترعاه إيران ويعمل على بث الفتنة في الدول العربية هو الملفت في ذلك.

في المربع الإعلامي الإيراني الذي يتخذ بيروت مقرا له تقع سلسلة من مقرات فضائية متعددة الجنسيات وفقا للمشروع الايراني من المسيرة التي تنطق بلسان الحوثيين مرورا بالاتجاه العراقية نصيرة الحشد الشعبي والثبات المتكفلة بإيهام العالم أن السنة يدعمون “حزب الله” وإيران وانتهاء بفلسطين اليوم ومعها قناة القدس وعلى رأس كل هؤلاء فضائية الميادين.

وأشارت مصادر خاصة بـ”عكاظ” إلى “أن كل هذه القنوات تعمل بدعم مادي إيراني حتى أن كافة مقراتها تم استئجارها عبر وسطاء من “حزب الله” والسفارة الإيرانية في بيروت وقد وضعت في هذا المربع الجغرافي لأسباب أمنية”.

وأضافت المصادر: “إن قناة المسيرة الحوثية تم تجهيزها بالكامل من قبل “حزب الله” حتى حجز الاتصال الفضائي تم من قبل الحزب عبر مؤسسة تتخذ من لبنان ودبي مقرا لها”.

وزير إعلام سابق، رفض الكشف عن اسمه، أكد لـ”عكاظ” أن الحراك الإعلامي الإيراني في لبنان يعمل في ثلاثة اتجاهات، الأول تفريخ مؤسسات إعلامية فضائية ومواقع الكترونية متعددة الجنسيات وبهوية واضحة، والاتجاه الثاني زرع إعلاميين موالين لإيران في فضائيات عربية كبرى بحيث تكون تغطية الخبر من لبنان والضيوف من محللين وخبراء وفقا للأجندة الإيرانية أو أقله ليست معادية لها، فيما الاتجاه الثالث يقوم على تجنيد عدد من المحللين وأساتذة الجامعات بحيث يطلون كضيوف على سلسلة من الفضائيات يروجون لسيناريوهات معينة في القضايا الساخنة تخدم الرؤية الإيرانية”.

وصرح المحلل السياسي وعضو الأمانة العامة في قوى 14 آذار إلياس الزعبي إلى “عكاظ”: “إيران متسللة بقوة في العالم العربي وخاصة في لبنان وأبرز وسائل هذا التسلل هو الإعلام فلا يخفى على أحد أن النظام الإيراني بذل أموالا طائلة في السنوات الأخيرة على تفريخ وسائل إعلامية وخاصة الإعلام المرئي، فإيران تقف بشكل مباشر ومكشوف خلف ثلاث فضائيات لبنانية حاليا معروفة بتوجهاتها، وكل ذلك في سبيل الامبراطورية الفارسية وهو أمر يتكامل مع المال الذي يصرف في دعم الميليشيات العسكرية كحزب الله”. وبشأن سبل مواجهة الاخطبوط الإيراني في الإعلام قال الزعبي: “للأسف العقوبات الدولية لا تكفي، والخوف من أن الاتفاق النووي سوف يدفع إيران لبذل مزيد من الأموال في هذا السياق، فهذا الأخطبوط يحتاج لأكثر من عقوبات، يحتاج لرؤية إعلامية عربية تعرف ما تريد وتحدد العدو والصديق وسبل المواجهة”.

وعن سياق المواجهة يقول وزير الاعلام السابق في نهاية حديثه لـ”عكاظ”: “المواجهة تبدأ من تطهير المؤسسات العربية وخاصة الفضائيات الكبرى من عملاء إيران وهم كثر”.