يربط الكثير من الناس مفهوم التثاؤب بالشعور بالنعاس وقلة النوم، لكن الحقيقة تتعدّى ذلك، فالتثاؤب لا يرتبط بالنوم فقط بل يمكن أن يكون سببه الضجر أو القلق أو حتى نقص الأوكسجين في الدم، وأغرب ما اكتشف لحد الآن أنّ التثاؤب سببه الحب.
النساء أكثر تجاوباً مع التثاؤب لأنهن أكثر تعاطفاً
الحقيقة المعروفة في التثاؤب أنّه ينتشر بشكل كبير وهو ما تطرّقت له دراسة حديثة قام بها علماء في جامعة بيزا الإيطالية.
العلماء كشفوا من خلال دراستهم أنّ انتشار التثاؤب أكثر شيوعاً بين النساء منه عند الرجال، وأوضحوا أيضًا أنّ اقتراب إنسان عاطفياً من شخص ما يعدّ عاملاً حاسماً في التقليد غير المتعمد لهذا الشخص، وهو ما يجعل التثاؤب أكثر عدوى بين أفراد الأسرة الواحدة، ثمّ بين الأصدقاء، ثمّ المعارف، ثمّ بين الغرباء، أي أنّ الأشخاص الذين نقترب منهم عاطفياً ونحبّهم نتجاوب معهم بشكل أكبر وأسرع في التثاؤب.
التجاوب مع التثاؤب يؤكّد تقارب الشخصين عاطفياً
ومن هنا فإذا أردت أن تعرف أنّ شخصاً ما يحبك تثاءب أمامه، وستخبرك ردة فعله إن كان يبادلك الشعور أما لا.
تفوق نسوي
وتقول الدراسة أيضاً أن السبب في ذلك يعود إلى أنّ النساء هنّ أكثر تعاطفا وانسجاما مع الآخرين من الرجال، وهو ما يدفعهن إلى الرد على التثاؤب بشكل أكبر مما يفعله الرجال، وأيضًا باعتبار التعاطف هو القدرة على فهم ومشاركة العاطفة الداخلية للآخرين والنساء ينجحن في هذا الفهم وهتّه المشاركة أكثر من الرجال.
مرآة الخلايا العصبية تجعلنا نرد تلقائيًا على ابتسامة الآخرين أو تثاؤبهم
العلماء الذين عملوا لخمس سنوات على الدراسة تحت إشراف اليزابيث بالاجي ونشروا خلاصتها في مجلة “Plosone” الأميركية، أكدوا أن التقمص العاطفي الذي هو يعني القدرة على التعرف على مشاعر الآخرين وإصدار رد فعل عليها هو عنصر حاسم في تكون السلوك الاجتماعي، وأن ما يعرف بمرآة الخلايا العصبية تجعلنا نرد تلقائيا على بسمة الآخرين أو تثاؤبهم.