ذكرت صحيفة “الأخبار” انه في الأيام الماضية علمت استخبارات الجيش اللبناني أن خليّة لـ”داعش” يقودها أحمد أمّون تضمّ القياديين أبو بكر الرقاوي (أبو هاجر) وأبو الفوز وخالد محمد السالم، تجتمع دورياً في “مخيّم الخير” داخل وادي الأرانب، وتصدر قرارات بأعمال اغتيال وخطف وسرقة وتفخيخ واعتداء على الجيش، ليجري تنفيذها في اليوم التالي.
وليل الثلاثاء ــ الأربعاء، رصدت استخبارات الجيش تحركات مشبوهة لمجموعة أحمد أمّون مع عدد من العناصر الإرهابية، بهدف القيام بعمل أمني، رجّحت مصادر معنية لصحيفة ”الأخبار” أن يكون استهدافاً لأحد مراكز الجيش. وعلى الفور، اتخذ القرار بعملية عسكرية استباقية، فتحركت وحدات الجيش مع أولى ساعات الصبّاح ونفّذت انتشاراً كبيراً داخل البلدة وقطعت الطرقات ومعبر وادي حميد، بمشاركة من مختلف صنوف الأسلحة والمروحيات، وفرضت طوقاً أمنياً على “مخيّم الخير”، وبدأت بعمليات الدهم بالتزامن مع استهداف مدفعي لمواقع “داعش” و”النصرة” في وادي ميرا والزمراني والعجرم وخربة داوود ومرطبيا في جرود عرسال وجرود راس بعلبك لتشتيت الإرهابيين.
وبعد اشتباكات دامت لأكثر من ثلاث ساعات، تمكّن الجيش من قتل الإرهابي أنس خالد زعرور وإصابة خالد السالم مسؤول التموين في “داعش”، الذي نُقل إلى أحد مستشفيات بعلبك وحالته حرجة، وإصابة “أبو هاجر” وعدد آخر من الإرهابيين، وتوزّع قتلى وجرحى التنظيم لاحقاً على مستشفى “دار السلام” التابع للشيخ مصطفى الحجيري (المعروف بأبو طاقية) ومستشفيات ميدانية أخرى في المخيمات.
كذلك أوقف الجيش 11 مطلوباً، بينهم مشاركون في الاعتداء على مراكز الجيش في 2 آب 2014، وصادر كميات من الأسلحة والأحزمة الناسفة وكواتم الصوت التي كانت تستعمل في عمليات اغتيال الأهالي. كذلك دهم الجيش عدّة منازل في محلة الجمارك وصادر عدداً من الآليات الرباعية الدفع بداخلها أسلحة، وأوقف 7 مطلوبين، وعثرت على جثّة مواطن سوري في إحدى السيارات.
مصادر أهلية من داخل البلدة أكّدت لـ”الأخبار” أن “ما قام به الجيش أعاد إلينا الأمل بعودة الدولة والأمان”، مصيفةً أن “غالبية الأهالي والنازحين السوريين يخافون من سطوة السلاح التي يفرضها الإرهابيون، وبقاء السطوة داخل البلدة تسمح للإرهابيين بتجنيد الشبّان الصغار في صفوفهم وسط حالة البطالة الموجودة والوضع الاقتصادية المزرية”.
وقالت المصادر إن “عدداً كبيراً من الأهالي مستعدّون لدعم الجيش وحمل السلاح إلى جانبه إذا اضطر الأمر”.
مصادر معنية أكّدت لـ”الأخبار” أنه “في السابق جرى البحث في إمكانية تسليح الأهالي وتشكيل نوع من اللجان الشعبية لدعم الجيش من داخل البلدة، إلّا أن المؤسسة العسكرية تفضّل هي تولّي زمام المبادرة ورفع هذا العبء عن الأهالي لأن الجيش قادر على طرد الإرهابيين، ولكن إن ظهر أنه هناك حاجة ميدانية في المستقبل لدعم الأهالي، فلن يكون هناك أي عائق في تسليحهم”.
كذلك عزّز الجيش مواقعه في كل المراكز المواجهة لراس بعلبك والقاع، وذكرت المصادر أنه استقدم أكثر من 40 راجمة صواريخ وقطع مدفعية تحسّباً لأي ردّ فعل أو هجوم محتمل باتجاه منطقة القاع ردّاً على العملية التي نفّذها.