IMLebanon

تصرّفاته تفضَح نيّاته منذ اللقاء الأوّل!

couple

 

كتبت سابين الحاج في صحيفة “الجمهورية”:

يؤدّي الموعد الأوّل بين الرجل والمرأة دوراً كبيراً في معرفة ما إذا كانت فرَص استمرار العلاقة العاطفية متاحة بينهما أم لا. فعِلماً أنّ المعاشرة مهمّة جدّاً في إطار التعرّف أكثر إلى عادات الآخر وطريقة تفكيره وتصرّفاته، إلّا أنّ لوَقعِ اللقاء الأوّل تأثيراً لا يُستهان به في النفوس. وفي حين تَرتكب المرأة أخطاءً خلال اللقاء الأوّل قد تجعل الرجلَ ينفر، يقوم الرجل أيضاً بتصرّفات غير لائقة تصيب شريكتَه بخيبة الأمل وتؤدّي إلى عدم التقارب.

على مشارف عيد الحبّ الذي ينتظره ملايين العشّاق حول العالم ليَستمتعوا به مع الحبيب، لا بدّ من أن نسلط الضوء على من يمرّ عليهم تاريخ 14 شباط وحيدين أو برِفقة أصدقاء يُخفّفون من وطأة عدم عثورهم على الشريك المناسب بعد. كلّ رَجل وحيد في العيد قد حاولَ مراراً وتكراراً العثورَ على شريكة مناسبة إلّا أنّه لم يفلِح بعد، لأسباب عديدة ومتشعّبة.

وربّما كان الانطباع الذي كوّنتِه خلال اللقاء الأوّل أحد هذه الأسباب. فعلى الرجل الذي يهدف إلى الفوز بقلب امرأة التنبّه إلى تصرّفاته وإلى صورة الانطباع الأول الصادرة عنه.

والفتاة بدورها، عليها التمتّع بقوّة رصدٍ عالية خلال هذا اللقاء وعدمُ الاستخفاف بالمؤشّرات التي يرسِلها عن طريقة سلوكه، خصوصاً أنّها قد تدفَع الثمن غالياً في حال تورّطَت في حبّ شخص بارع في التمثيل أو بالعكس كانت مظاهره تعكس عدمَ مبالاته منذ اللقاء الأوّل.

للكلام أهمّية

إذا أتى الرجل للقاء امرأة، فليَعرفَ المزيد عنها. وهي بدورها قد ترغَب بمعرفة المزيد عنه وتسعى إلى تعريفه على نفسها. لذا من المهمّ أن يتمتّع الرّجل بالإصغاء لما ستَقوله وأن يتكلّم عن نفسه أيضاً، فلا يحاول سحبَ المعلومات منها من دون الإجابة بوضوح عن أسئلتها ومن دون إعطاء التفاصيل عن نفسه.

طبيعة المرأة الثرثارة توقِعها أحياناً في فخّ منحِه الكثيرَ من المعلومات منذ اللقاء الأوّل من دون التوصّل إلى معرفة ما يَهمّها عن شخصيته. لذا إحذري من الرّجل المتكتّم جداً، فهو قد يكون خبيثاً، أو يحاول إخفاءَ شيء لسبَب ما، كما قد يكشف صمتُه عن عدم ارتياحه.

تَروي سينتيا لـ”الجمهورية” وهي مدَرّسة في التاسعة والعشرين من عمرها أنّها تعرّفت إلى الشاب في الأربعين بعد أن أضافَها إلى حسابه على “فابسيوك”.

وتؤكّد أنّه: “خلال حديثنا عبر الهاتف وعبر “واتسأب” قبل اللقاء الأوّل، لم ينفكّ يطرح عليّ الأسئلة عن كيفية تصرّفي في مواقف معيّنة وعن عَملي وعائلتي وعن رأيي بالرجل وبنفسي، وكان يلِحّ لانتزاع الإجابات الواضحة والدقيقة، بينما يجيب عن أسئلتي بإبهام”.

وتكشف أنّها التقَته في أحد المقاهي للتعرّف إليه أكثر “إلّا أنّه استمرّ بأسئلته على رغم تنبيهي له بأنّه لا ينفكّ يطرح الأسئلة من دون تزويدي بأيّ تفاصيل، ولا حتّى عن طبيعة عمله أو أصدقائه”.

وتضيف: “عندما يتكلّم لا يتطرّق سوى إلى حياة الآخرين، ما دفعَني إلى الشعور بأنّني أجلس مع رجل غامض وإلى اتّخاذ قرار عدم التحدّث معه مجدّداً أو رؤيته”.

نظراته تكشف نياته

يجب أن تعيرَ المرأة نظرات الرجل أهمّية خلال اللقاء الأوّل. فكما تهتمّ بمظهرها لكسبِ إعجابه، لا بدّ أن ترَكّز أيضًا على نظراته فتستنتج منها مدى احترامه للمرأة عموماً ولحضورها معه خصوصاً. فالرّجل الذي يجلس معكِ ولا ينفكّ يتابع بعينيه كلّ امرأة تدخل أو تخرج من المكان حيث تَجلسان يؤشّر بشكل غيرِ إرادي إلى عدم مبالاته بكِ وإلى عدم احترامه للمرأة ولمشاعرِها ولنفسِه بشكل عام.

وتفيدنا ريمي، وهي مهندسة في الـ 27 من العمر، بخبرتها، فتَشرح لـ”الجمهورية” كيف ذهبَت للِقاء غابي، وهو شابّ عمرُه ثلاثون عاماً، تعرّفت إليه في مكان عملِها، ويعاني من فشَل علاقة دامت سنتين مع إحدى الفتيات. وتقول: “عندما تعرّفت إليه في العمل رمقَني بنظراته التي جعلتني أشعر بأنّه التهمني بعينيه، وأخذ يطاردني من خلال الرسائل الهاتفية ويوهمني بأنه وقع في حبّي منذ النظرة الأولى.

ولكنّني عندما خرجت للِقائه في أحد المقاهي أدركتُ أنّه ينظر إلى كلّ امرأة تمرّ بقربنا بالطريقة عينها”. وتوضح: “كاد يرمي نفسَه أرضاً عندما مرّت بقربنا امرأة ترتدي تنّورة قصيرة، فهو لاحقَها بعينيه المسلطتين على رِجليها العاريتين حتّى توارَت عن نظره”.

“كما أنّني لاحظت استدارتَه كلّما سمعَ “صوت اسكربينة” وراءَه”. وتؤكّد: “عندما حاولتُ أن أسأل زملائي في العمل عنه بعد لقائنا الأوّل، أدركتُ أنّه يهوى التلاعبَ بمشاعر الفتيات وأنّه يبحث فقط عن التسلية. فمَن تقع في شباكه يوهمها بغرامه وسرعانَ ما يرميها بعد نَيل مبتغاه منها”.

مباشرةً إلى الهدف

يثقُ بعض الرجال بأنّهم جذّابون إلى حدّ عدم تكبّدِهم عناءَ المقدّمات. فهم يُشعِرون المرأة بأنّ ما يهمّهم هو الدخول في “صلب الموضوع”. هذا الرّجل يصِل لمواعدة الفتاة موعوداً بالكثير. يُغرق عينيه طوال اللقاء بفتحة قميصِها.

فهي إنْ تحدّثت عن بعض المشاكل التي تواجهها في العمل، يَظهر غير مبالٍ. تحاول التحدّث عن المسلسَل الذي تتابعه عبر التلفزيون ولكنّه شارد لا يتابع حديثها، بل يقاطعها أحياناً بطرحِه أسئلة شخصية جداً، تُفاجئها. صبرُه نافد بشكل واضح، هو ينتظر انتهاءَ العشاء لينتقلَ إلى أشياء أكثر جدّية بالنسبة إليه.

تكشف ناتالي لـ”الجمهورية” وهي التي عاشَت تجربةً مماثلة منذ فترة قصيرة: “صحيح أنّنا نعيش في عصر يقدّس الحرّية الشخصية للأفراد إلّا أنّني شعرتُ بقلّة احترامِه لي بشكل مدَوٍّ، فأنا لستُ لعبةً بل لديّ مشاعر وعقل وأدركتُ ما يحيكه من مكائد للإيقاع بي”.

وتوضح: “لا تحبّ المرأة الرّجل الذي يَضغط عليها لإشباع رغباته الجسَدية، بل يجب عليه أن يستهلك وقتاً ليُعرّفها إلى نفسه ويَجعلها تشعر بالأمان بقربه، وإنْ لم يفعل فيجب أن تتنبّه وترحلَ وأن لا تراهن عليه أو على حبّه”.

وفي الختام، نُذكّر بأنّ نُبلَ الرّجل وحُسن سلوكه وأدبه، حسنات أساسية تُكشَف من اللقاء الأوّل، “ومن الأفضل أن تَبقي وحيدةً من أن تكوني مع رفقةٍ سَيئة”.