كتب حميد غريافي في صحيفة “السياسة” الكويتية:
أكد مرجع سياسي لبناني في باريس أن الأسباب الحقيقية وراء بطء تنفيذ صفقة أسلحة المليارات الثلاثة السعودية الى لبنان من فرنسا، تكمن في اتفاق الرياض وباريس وحلفائهما على انتظار «تطورات عسكرية دراماتيكية في لبنان وعلى حدوده الشرقية مع سورية»، بين «حزب الله» وجماعات سنية لبنانية انطلاقاً من محاولة الحزب جذب بلدة عرسال في البقاع الاوسط الى دائرة الصراع المسلح العنيف مع تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة».
ونقل السياسي اللبناني عن مسؤولين في الخارجية الفرنسية لصحيفة “السياسة” الكويتية اعتقادهم «ألا تتأخر اسرائيل لما بعد الصيف المقبل لمهاجمة لبنان، محاولة القضاء على ترسانة «حزب الله» الصاروخية التي باتت تهدد مدنها وقواعدها العسكرية والنفطية والاقتصادية، لذلك عملت حكومة بنيامين نتانياهو بكل ما تملك من نفوذ مع حكومة فرنسوا هولاند لتوخ الحذر و»البطء الشديد» في تسليح الجيش اللبناني بأسلحة متطورة قد تغريه بالمشاركة، الى جانب «حزب الله» في اي مواجهة مستقبلية في منتصف الصيف المقبل مع الدولة العبرية، وهكذا تكون المصالح الاسرائيلية والارهابية لـ»داعش» و»القاعدة» وجماعاتهما، التقت مرة اخرى في لبنان بعد سورية والعراق».
ويعتقد مسؤولو الخارجية الفرنسية ان «إقدام عصابات «داعش» الأسبوع الماضي على تصفية قوات «جبهة النصرة» واحتلال غالبية مواقعها المنتشرة على الحدود اللبنانية – السورية، القريبة من بلدات عرسال والقاع ورأس بعلبك وطليا، قد تعتبر في نظر المخططين العسكريين اللبنانين والدوليين، خطوة متقدمة جداً لـ”داعش” نحو غزو عرسال وتلك القرى المسيحية الاخرى، ناهيك عن امكانية مهاجمة القرى اللبنانية الشيعية العشر المتداخلة مع الاراضي السورية في الشمال، الا ان قادة عسكريين وساسة لبنانيين بينهم نواب ووزراء، يحذرون قيادة الجيش اللبناني من ان تؤخذ على حين غرة بنوايا حسن نصرالله وجماعاته الشيعية لاحتلال عرسال».
وطمأنت أوساط روحية مسيحية وسنية لبنانية قوى «14 آذار» في بيروت خلال عطلة نهاية الاسبوع المنصرم، إلى «أن القيادة متنبهة جداً لخطط «حزب الله» ونواياه حيال عرسال، وقد أوصلت اليه عبر جماعاته الاستخبارية التحذيرات من المساس بعرسال أو بأي منطقة سنية أو مسيحية اخرى بحجة الدفاع عنها من الارهابيين».
لكن تلك الاوساط «نبهت قيادة الجيش اللبناني من أن يأخذ «داعش» تحركات «حزب الله» حول عرسال على محمل الاحتلال القريب لها، فيعمد الى مهاجمة كل مراكز الجيش اللبناني التي تغطي تواجد الحزب الايراني في المرتفعات الجبلية الشرقية اللبنانية او بعضها، وهذا قد يتسبب بحرب طاحنة ينجح فيها «حزب الله» بجر الجيش اللبناني لمشاركته تصفية «الغزاة الارهابيين السنة» والسيطرة نهائياً على تلك القرى».
وفي بيروت، أكدت معلومات موثوقة لـ”السياسة” من مصادر ميدانية، أن الجيش اللبناني تمكن بمباغتته المجموعات الإرهابية المسلحة التابعة لـ»داعش»، فجر أول من أس، من إحباط مخطط إرهابي كبير كان يعدّ له هذا التنظيم أكبر وأوسع من هجومه على مراكز الجيش في 2 اب 2014، خاصة أنه تم خلال العملية التي حصلت قتل واعتقال مجموعة قيادية بارزة في «داعش» كانت تضع الخطط العملانية للاعتداء على مراكز للجيش واحتلال مناطق في عرسال ومحيطها، بالتنسيق والتعاون مع خلايا نائمة في عدد من مخيمات النازحين السوريين المحيطة بالبلدة.
وكشفت المعلومات أن الجيش وضع يده على تفاصيل المخطط الإرهابي الذي كان «داعش» ينوي تنفيذه ضد عرسال ومحيطها، خاصة بعدما دانت له السيطرة الميدانية على الجرود بعد سيطرته على مراكز «جبهة النصرة» في جرود عرسال والقلمون السوري، مشيرة إلى أن الجيش وبعد كشفه هذا المخطط، بدأ حملات دهم واسعة في مخيمات النزوح السوري في عرسال وجوارها وفي مناطق البقاع لاعتقال أعضاء في خلايا إرهابية نائمة على صلة بتنظيم «داعش» وبالقادة والعناصر الذين تم اعتقالهم في الساعات الماضية.
وفي سياق تحصين مواقعه لمواجهة المسلحين وما يخططون له، استقدم الجيش أمس، راجمات صواريخ ومدفعية ثقيلة إلى مراكزه في البقاع الشمالي، في حين نفذت وحداته عمليات دهم لأماكن سكن عدد من السوريين في منطقة التحويطة ببيروت.
وفي هذا السياق، تتابع النيابة العامة العسكرية الإشراف على التحقيقات الأولية الجارية مع الموقوفين الذين ألقى الجيش القبض عليهم في وادي الأرانب بعرسال.
وكان القيادي في تنظيم «داعش» خالد محمد السالم الملقب بـ»الحوت» توفي في أحد مستشفيات البقاع وهو كان أصيب خلال الاشتباكات التي جرت مع الجيش اللبناني في عرسال.
وأشارت معلومات «السياسة»، إلى أن القياديين في «داعش» الذين أوقفهم الجيش يشكلون صيداً ثميناً بالنظر إلى أهميتهم العسكرية داخل التنظيم الإرهابي، وهذا بالتأكيد سيساعد في عملية التفاوض مع «داعش» لمبادلتهم مع العسكريين اللبنانيين التسعة المخطوفين لدى هذا التنظيم، في حال عاد هذا الموضوع إلى الواجهة مجدداً وتم تحريك قنوات التفاوض بين الطرفين.
وكانت قيادة الجيش لفتت إلى أنه وبعد التدقيق في هوية الموقوفين، تبين أن أسماءهم هي على الشكل الآتي: فريد حسن المنصور، مدين فريد المنصور، مسعود محمد بكير، حسن حسين عمر، محمد خالد الساعود، محمد سهيل نجم، محمد جمعة الشافي، محمد أحمد الجبي، فراس نواف زيدان، محمود علي جمعة، فراس عمر عمر. وهؤلاء جميعهم سوريون ينتمون إلى مجموعة الإرهابي أحمد محمد أمون.