IMLebanon

باسيل يسوّق عون ويسعى للقاء الحريري

michel-aoun-gebran-bassil

ذكرت الوكالة “المركزية” أنّ رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية جبران باسيل يكثّف، بعيداً من الاضواء، اتصالاته ولقاءاته مع الاطراف السياسية الوازنة في الداخل، وكان آخرها اجتماع في قصر بسترس أمس ضمّه والوزير السابق غازي العريضي موفدا من النائب وليد جنبلاط، كما مع دبلوماسيين غربيين حيث التقى اليوم السفير الفرنسي ايمانويل بون بعد ان استقبل امس السفير غابريال كاتشيا والايطالي ماسيمو ماروتي، في حين تدرج مصادر سياسية عليمة حراكه المحلي والخارجي، في خانة تسويق ترشيح رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

ويحرص وزير الخارجية على إبقاء نشاطه في الكواليس لتفادي التشويش، وهو يستعدّ حسب ما تقول أوساط دبلوماسية لـ”المركزية”، لجولة أوروبية تقوده الى الفاتيكان وروما وفرنسا، هدفها البحث مع مسؤوليها في الملف الرئاسي وإظهار أحقية العماد عون في الوصول الى قصر بعبدا، سيما بعد أن وفّر له “إعلان معراب” غطاء مسيحيا واسعا كان ينقصه، أضيف الى المظلة الشيعية التي يحظى بها ترشيحه بفضل دعم “حزب الله”. غير أن الاوساط تؤكد أن مهمة باسيل لن تكون سهلة، سيما وأن عددا لافتا من العواصم الغربية لم تتحمس لتأييد ترشيح عون كونها تخشى من مواقفه السياسية ومن تحالفه مع “حزب الله” المدرج أوروبيا وأميركيا على لوائح الارهاب، كما لا ترتاح الى وقوفه في صف داعمي محور ايران و”الممانعة”، وهو لم يخفف من التحامه السياسي بحزب الله ولم يحاول الانتقال الى موقع وسطي، بدليل تأكيده منذ ساعات ان “العلاقة مع الحزب أقوى من التشكيك، لأنّها مرّت في اختبارات قاسية جداً”، مُذكّراً أنّه حين خُيّر بين الرئاسة وفكّ الارتباط مع الحزب، قال”إنّ الوحدة الوطنية أهمّ مِن رئاسة الجمهورية”. وفي مقابل الفتور الخارجي تجاه عون، تقول الاوساط ان القوى الخارجية ارتاحت الى الاجوبة التي قدمها لها رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية، مرشح “التسوية” حينما سئل عن الخطوط العريضة التي ستحكم عهده، ورأت أن ثمة فرقا بين خيارات فرنجية “الوطنية” حسب ما لمست، وبين توجهات العماد عون.

في غضون ذلك، يسعى باسيل الى لقاء الرئيس سعد الحريري أو ربما الى ترتيب اجتماع يضم الاخير والعماد عون، بعد أن كان رئيس التيار الازرق أحال باسيل على معاونيه نادر الحريري وهاني حمود. وتفيد الاوساط بأن الاجتماع الذي يرغب العماد عون في حصوله، لا يبدو واردا في المدى المنظور، فالحريري متمسك بتأييد النائب فرنجية كما أنه يكرر دائما أنه أمهل العماد عون عاما ونصف العام لتأمين الغطاءين المحلي والخارجي لترشيحه ولم يفلح، كما أن الطابة باتت في ملعبه اليوم وعليه ان يقنع فرنجية بالانسحاب لصالحه.

وفي حين تسأل الاوساط عما اذا كان “حزب الله” سيعمل اثر جلسة 8 شباط الانتخابية التي لن تلتئم، للتوفيق بين مرشحي 8 آذار، تشير المعلومات الى أن العماد عون ليس في وارد الانسحاب من السباق الرئاسي الا اذا طرأت عوامل خارجية جديدة تحمله على التراجع، لافتة الى أنه عندها قد يساهم في تسمية المرشح الذي لن يكون من نادي الاقطاب الاربعة، غير ان الامر لن يحصل قبل تثبته من انعدام حظوظه الرئاسية نهائيا. في الانتظار، تتحدث الاوساط عن مسعى ستطلقه الولايات المتحدة قريبا في اتجاه دول المنطقة لا سيما الجمهورية الاسلامية الايرانية، لدفعها الى فصل الملف اللبناني عن أزمات الإقليم، ما سيسمح بالافراج عن الاستحقاق الرئاسي.